القدس المحتلة – المركز الفلسطيني للإعلام كشفت "مؤسسة الأقصى للوقف والتراث"، صباح اليوم الأحد (21/9)، النقاب عن أن السلطات الصهيونية ستفتتح قريباً كنيساً يهودياً كبيراً، لا يبعد سوى خمسين متراً عن المسجد الأقصى المبارك يقع أقصى شارع الواد في البلدة القديمة في القدس في منطقة حمام العين وعلى بعد أمتار من حائط البراق. ويرتبط هذا الكنيس، بحسب ما تؤكده المؤسسة، بشبكة أنفاق وحفريات تصل بعضها داخل حدود المسجد الأقصى، في حين تنوي افتتاح أبواب أخرى للكنيس اليهودي يقع مباشرة في داخل البيوت المقدسية وعلى حساب أرض وقف إسلامي. أعمال نهائية في الكنيس وفي زيارة ميدانية قام بها طاقم "مؤسسة الأقصى للوقف والتراث" للمنطقة الواقعة في أرض شارع الواد في البلدة القديمة القريبة من حائط البراق والمسمى حمام العين يوم الجمعة الأخير (19/9) ومن خلال مقابلات ميدانية أجرتها مع أهالي الحي خاصة في حوش عوض الله وحوش الزربا، ومن خلال رصد مستمر في الأيام الأخيرة ليلاً ونهاراً تبيّن أن السلطات الصهيونية وأذرعها كمنظمة "عطيرات كوهنيم" تنوي قريباً افتتاح كنيس يهودي كبير يقع عند حمام العين، وهي أرض وقف إسلامي، حيث تتم الأعمال النهائية في الكنيس وتتواصل على مدار ساعات الليل والنهار. وبحسب المؤسسة؛ فإن السلطات الصهيونية "تجهّز حالياً وبأسرع وقت لافتتاح بابين رئيسيين لهذا الكنيس، باب رئيسي يقع في مداخل بيوت مقدسية لآل الزربا وآل عوض الله على حساب الأرض الإسلامية الوقفية، أما الباب الثاني فهو باب خلفي ويقع داخل حدود بيوت آل عوض الله، وقد قامت الشرطة الصهيونية مؤخراً بتحذير أهالي الحي من التدخل في سير الأعمال الجارية وهددتهم بالملاحقة والاعتقال. وتوضح مؤسسة الأقصى بأن العمل في هذا الكنيس بدأ قبل نحو سنتين؛ بعد أن استولت منظمة "عطيرات كوهنيم" الصهيونية على جزء من أرض وقف إسلامي تدعي حمام العين، وهو الأمر الذي كشفت عنه في حينه "مؤسسة الأقصى لاعمار المقدسات الإسلامية". الكنيس الجديد والكنيس المذكور هو كنيس كبير يتكون من طابقين فوق الأرض وبناء مقبب علوي بالإضافة إلى طوابق تحت أرضية إضافية سيكتمل العمل فيها لاحقاً، ويرتبط الكنيس المذكور بشبكة أنفاق وحفريات تقوم بها السلطات الصهيونية، كشفت أيضا عنها قبل أشهر "مؤسسة الأقصى لإعمار المقدسات الإسلامية"، حيث أن بعض هذه الأنفاق يصل إلى منطقة باب المطهرة أسفل البيوت المقدسية الواقعة داخل حدود المسجد الأقصى في الحائط الغربي للمسجد. أما النفق الآخر فيصل إلى منطقة حائط البراق وطريق باب المغاربة، وقد قامت سلطات الاحتلال مؤخراً بربط الأنفاق أسفل الكنيس المزمع افتتاحه مع الأنفاق الممتدة من منطقة حائط البراق والنفق اليبوسي على امتداد الحائط الغربي للمسجد الأقصى. أهداف إقامة الكنيست وأشارت "مؤسسة الأقصى للوقف والتراث" إلى أن السلطات الصهيونية "تسعى إلى تحقيق أهداف عدة من افتتاح وبناء هذا الكنيس اليهودي وهي، إيجاد مبنى يهودي له نوع من العلو قد يخفي المنظر العام للمسجد الأقصى وخاصة قبة الصخرة المشرفة، رفع عدد اليهود الذين يزورون الأنفاق في محيط وأسفل المسجد الأقصى، الاقتراب أكثر وأكثر من المسجد المبارك، التضييق على المقدسيين في البلدة القديمة ودفعهم أو إجبارهم على الرحيل، لإفراغ البلدة القديمة من الفلسطينيين وزرعها بالبؤر الاستيطانية ضمن مخطط تهويدي شامل. المنازل القريبة .. "منطقة عسكرية" ويقول خميس عوض الله، الذي يلاصق بيته الكنيس المذكور: "الأعمال في بناء الكنيس اليهودي تتواصل حتى ساعات الليل المتأخرة، وقد قاموا مؤخراً ببناء أبواب رئيسية أحدها يمر في المدخل الرئيسي لبيوتنا، ولم يبق إلا حائط خارجي سيتم إزالته قريباً، بعد تفريغ ما خلفه، أما الباب الثاني فهو باب داخل ساحات بيتنا، وهو باب خلفي وسيقومون بافتتاحه قريباً وإزالة حائط قصير يقع ضمن حدود بيتنا. وأشار عوض الله إلى أن الشرطة الصهيونية قامت مؤخراً "باستدعائنا وحذرتنا من التدخل في الأعمال الجارية في الكنيس اليهودي، وهددتنا بالملاحقة والاعتقال، لكننا أكدنا لهم حقنا كمسلمين بهذه الأرضية الوقفية، وحقنا في الدفاع عنها وعن حرمة بيوتنا، كما أبلغتنا الشرطة أنه يمنع علينا اعتلاء أو الوقوف على أسطح منازلنا لأنهم يعتبرونها منطقة عسكرية مغلقة". مخطط تهويدي على مراحل أما عمار الزربا فقال: "المؤسسة الإسرائيلية اليوم تقوم بتنفيذ مخطط تهويدي على مراحل والهدف هو ترحيلنا وتهجيرنا من القدس من البلدة القديمة، وتهويد البلدة بشكل كامل، نحن مصرون على البقاء في بيوتنا ولن نرحل مهما كلفنا الأمر، واعتقد أن القضية أكبر من بناء كنيس يهودي هنا وهناك، مع ما لبناء وافتتاح هذا الكنيس من خطر على القدس والأقصى". ووجه أهل الحي نداءً عاجلاً وطلباً فورياً للحاضر الإسلامي والعربي الفلسطيني من أجل الحفاظ على الأراضي الوقفية في القدس والحفاظ على حرمة بيوت الأهل، مؤكدين أن سلطات الاحتلال الصهيوني "تحاول الاستفراد بنا في ظل الصمت العربي والإسلامي والفلسطيني، أو في ظل ردود الفعل الباهتة والتي لا ترتقي إلى مستوى الأحداث، ولذلك لا بد للجميع أن يتحرك اليوم قبل غد، وهو نداء استغاثة لإنقاذ القدس والأقصى، فهل من يستجيب؟!"، على حد تعبير أهالي الحي المستهدف بإقامة كنيس يهودي فيه.