أعلن رسميا فوز وزيرة الخارجية الإسرائيلية تسيبي ليفني بزعامة حزب كاديما، خلفا لإيهود أولمرت الذي قرر التنحي عن زعامة الحزب ورئاسة الحكومة بعد أن لاحقته فضائح الفساد. ورغم ان استطلاعات رأي الناخبين أشارت منذ البداية إلى فوز ليفني لكن المنافسة استمرت حتى نهاية فرز الأصوات لتفوز وزيرة الخارجية بنسبة 43.1% بفارق 431 صوتا أو 1% عن أقرب منافسيها وزير المواصلات شاؤول موفاز الذي فاز بنسبة 42% من الأصوات. وبلغت نسبة الإقبال على التصويت 50% من أصل 74 ألف عضو في حزب كاديما كما أعلنت مصادره. وتعهدت ليفني فور إعلان النتيجة الرسمية بتشكيل ائتلاف حكومي في أسرع وقت للحفاظ على الاستقرار الوطني. وقالت في كلمة لها إنها ستبدأ اعتبارا من اليوم مشاوراتها مع نواب الكنيست لتشكيل ائتلاف سريعا " يمكنه التعامل مع كل التحديات التي تواجهنا ". وأمام ليفني مهلة 6 أسابيع لتشكيل حكومة ائتلاف جديدة، يترأس فيها أولمرت حكومة تسيير الأعمال. وذكرت وسائل الإعلام الإسرائيلية أن موفاز اتصل بليفني وهنأها بالفوز، وقالت الأنباء إن موفاز رفض نصيحة مستشاره القانوني بالطعن في النتائج. وفور ظهور نتائج استطلاعات رأي الناخبين بدأت احتفالات انصار ليفني التي خاطبتهم قائلة "لقد كنتم مذهلين، وفاز الأصلح. لن أخيب آمال أحد، وسأعمل الشيء الصحيح، كما تنتظرون مني". وأضافت ليفني " لقد قاتلتم كالأسود وكل ما أريده أن أحقق ما قاتلتم من اجله". وقد تلقت ليفني مكالمة تهنئة من أولمرت الذي وعد بالتعاون معها، واتفق الطرفان على اللقاء كما أكد مكتب أولمرت. وفي حال نجاحها في تشكيل حكومة ستكون ليفني ثاني امرأة تصبح رئيسة للوزراء في إسرائيل بعد جولدا مائير. وقالت ليفني في ردها على مقارنتها بجولدا مائير: "أنا لست جولدا مائير الثانية بل تسيبي ليفني الأولى، وسأقود اسرائيل في الفترة القادمة". يشار إلى ان ليفني ترفع شعار التغيير داخل الحزب وتعتبر أن مؤيديها من الذين سئموا "السياسات القديمة". وبحسب القانون الاسرائيلي، يقوم رئيس الدولة شيمون بيريز بامهال الرئيس الجديد لكاديما 42 يوما لتأمين غالبية نيابية وتأليف حكومة. واذا انقضت هذه المهلة وفشل الرئيس الجديد في تشكيل حكومة ائتلافية، عندها يمكن لرئيس الدولة ان يكلف نائبا آخر بتشكيل الحكومة، او ان يقترح على الكنيست التصويت على قانون حل نفسه والدعوة بالتالي الى إجراء انتخابات تشريعية مبكرة خلال ثلاثة أشهر على أقصى تقدير يشار إلى أن ليفني تشغل منصب وزير الخارجية منذ عام 2006 ، وبعد مؤتمر أنابوليس في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي تولت رئاسة الوفد الإسرائيلي في مفاوضات السلام مع الفلسطنيين. حماس لا تبالي من ناحية أخرى، وفي تعليقها على النتيجة أكدت حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، أن التنافس داخل المؤسسة الصهيونية ما هو إلا تنافس المتطرفين العنصريين، وأنها لا تبني آمالا على أي نتائج تفرزها الانتخابات الصهيونية، في أن تعطي أي حق من حقوق الشعب الفلسطيني. وقالت الحركة في بيان للناطق باسمها فوزي برهوم اليوم الخميس (18/9): "إن حالة الإجماع الصهيوني على تدمير الشعب الفلسطيني وشطب حقوقه، وتصفية قضيته وإقامة دولة يهودية عنصرية متطرفة، تجعلنا لا نراهن ولا نبني أية أمال على أي نتائج تفرزها الانتخابات الصهيونية في إعطاءنا أي حق من حقوقنا". وأشار البيان إلى أن التنافس داخل المؤسسة السياسية الصهيونية، ما هو إلا "تنافس المتطرفين والعنصرين, وأية كانت النتيجة، فإنها توضح أن هذه المؤسسة تتجه باتجاه مزيد من التطرف والعنصرية، وتوضح أن عنوان المرحلة المقبلة هو مزيد من العدوان على شعبنا الفلسطيني وعزله وتصفية قضيته". وأكدت على أن "وصول "ليفني" إلى سدة الحكم يعني استمرارا لسياسة القمع والعدوان ضد شعبنا الفلسطيني، والتي انتهجها من سبقها من الحكام الصهاينة"، ودعت الحركة إلى التمسك "بخيار المقاومة كخيار استراتيجي للدفاع عن حقوقنا وثوابتنا".