جدد رئيس السلطة محمود عباس تأكيده أنه لن يطالب بعودة اللاجئين الفلسطينيين إلى مدنهم وقراهم التي هجّروا منها عام 1948، مشيراً إلى أنه يدرك أنه في حال طلب عودة خمسة ملايين إلى (إسرائيل) فإنها ستنهار. وقال عباس، في مقابلة أجرتها معه صحيفة "هآرتس" العبرية:" يتوجب أن نتوصل إلى تسوية، ومعرفة على أي أرقام يمكنكم (الاحتلال) أن توافقوا"، مضيفاً أنه يتفاوض مع الاحتلال على عدد قليل من أصل خمسة ملايين لاجئين سيعودون إلى داخل الأراضي المحتلة سنة 1948. وأضاف: "يجب أن نتحدث عن اعتراف (إسرائيل) بمسؤوليتها عن مشكلة اللاجئين، وبعد ذلك بحث عودة اللاجئين فعلياً، الفلسطينيون الذين لا يعودون (لإسرائيل) يعودون لفلسطين، وإذا قرروا البقاء في الدول التي يتواجدون فيها يحصلون على تعويض، وكذلك الدول التي تستوعبهم". وتابع:"نحن نعتزم التفاوض مع (إسرائيل) حول عدد اللاجئين الذين سيعودون إلى داخل حدودها. ينتقدونني لأنني لا أطالب بعودة الخمسة ملايين، ولكنني أقول سنطالب بعودة عدد معقول من اللاجئين (لإسرائيل)". وأشار عباس إلى المبادرة العربية التي تتطرق أيضاً إلى أن حل مشكلة اللاجئين حسب قرار الأممالمتحدة 194 (من عام 1948)، في إطار تسوية متفق عليها مع (إسرائيل)"، حسب قوله. منع انتفاضة ثالثة وفي سؤال عن اختيار الفلسطينيين للكفاح المسلح في مقاومة الاحتلال أجاب عباس: "قلت ذلك في الماضي، أخطأنا حينما حولنا الانتفاضة لكفاح مسلح، وسأقوم بكل شيء كي لا تندلع انتفاضة ثالثة مسلحة، ولكن إياكم أن تدفعوا الناس للعمل بعنف". ولدى سؤاله عن متى تنتهي ولايته؛ أجاب رئيس السلطة بالقول: "نحن نجري مشاورات الآن في الموضوع، أعتقد أن الانتخابات للمجلس التشريعي وللرئاسة ينبغي أن تجرى في آن واحد، في يناير 2010، سنقرر ونصدر أوامر رئاسية في هذا الشأن". وبشأن فرص التوصل لاتفاق سلام قبل نهاية العام حسب وعودات الرئيس الأمريكي جورج بوش قال عباس:"لا يمكنني القول إن الاتفاق قريب، "غير قريب" هو الاصطلاح الصحيح للاستخدام، ولكن أشك في أننا كنا سنتمكن من إتمام الاتفاق حتى نهاية عام 2008". كما شكك في التوصل لاتفاق في ظل استمرار رئيس وزراء الاحتلال ايهود أولمرت، حتى الآن، لا يوجد أي إنجاز في المفاوضات الدائرة بيننا، هناك اقتراحات مختلفة حول الحدود وقضية اللاجئين، إلا أنها بقيت في إطار الاقتراحات فقط والنقاط الست الرئيسية للحل الدائم بقيت مفتوحة. لا يمكنني القول أنه تم الاتفاق حتى ولو على قضية واحدة. الفجوة بين الجانبين واسعة جدا. نحن عرضنا أفكارنا ومطالبنا حول القضايا الست وحتى الآن لم نتلق الإجابة من الطرف الإسرائيلي". مصر والمصالحة وبشأن المصالح بين الحركة التي يتزعمها الرئيس عباس وحركة "حماس" قال:" غزة والضفة يجب أن تتحدا، وبغير ذلك لن تكون دولة فلسطينية عاصمتها القدس. إلا أننا لن نستخدم القوة للقيام بذلك. هناك جهود للمصالحة يديرها المصريون، وفي نهاية المطاف سيطرح اقتراح عربي بتأييد الجامعة العربية". وحول إطلاق سراح أعضاء المجلس التشريعي الفلسطيني التابعين لحماس في إطار صفقة التبادل، واحتمال ذلك بأن لا يمدد المجلس التشريعي ولايته قال عباس:" نعم ولكن دون علاقة لولايتي، لا اعترض على إطلاق سراحهم. بل طلبت أكثر من مرة من أولمرت الإفراج عن رئيس المجلس التشريعي، عزيز دويك من حركة حماس. لا يوجد أي داع لبقائهم في السجن وأوضحنا لإسرائيل أن في إطار كل تسوية سلام سيتم إطلاق سراح كافة الأسرى الفلسطينيين".