نفت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" الخبر الذي نشرته صحيفة كويتية الثلاثاء (2/9) عن أن رئيس مكتبها السياسي للحركة خالد مشعل قد ينتقل إلى الإقامة في السودان بدل دمشق وفق اتفاق غير معلن بين السلطات السورية ومشعل، واعتبرت ذلك محاولة وصفتها ب "اليائسة" للإساءة لعلاقات "حماس" العربية والتشويش عليها. وأكد عضو المكتب السياسي لحركة "حماس" عزت الرشق في تصريحات ل "قدس برس" أن علاقاتهم بالسلطات السورية في أحسن مستوياتها، وأنهم عززوا هذه العلاقات بفتح قنوات اتصال مع دول عربية وغربية كثيرة، وقال: "كلام صحيفة الرأي الكويتية عن أن رئيس المكتب السياسي للحركة قد انتقل أو يفكر في الانتقال إلى السودان بدل سورية بناء على طلب من السلطات السورية، كلام لا أساس له من الصحة في شيء، وهو مخالف للحقيقة جملة وتفصيلاً، فالسوريون لم يغيروا مواقفهم ولم يحولوا مواقعهم، وهم أشاروا مراراً مشاركتهم في مفاوضات غير مباشرة لن يؤثر على علاقاتهم وتحالفاتهم، وهم يرفضون أن تكون علاقاتهم موضع مساومة، ونحن علاقاتنا مع الأشقاء السوريين في أحسن حالاتها والتواصل بيننا مستمر، وليس هنالك أي تضييقات على تحركاتنا ولم يطلب أحد من الحركة مثل هذا الذي ذهبت إله الصحيفة". وأشار الرشق إلى أن "الهدف من إشاعة هذه الأخبار العارية عن الصحة هو التشويش على الانجازات السياسية التي تحققها حركة المقاومة الإسلامية "حماس" في علاقاتها العربية والدولية"، وقال: "مثل هذه الإشاعات والأخبار الملفقة هدفها التشويش على الوضع الفلسطيني العام، وعلى حركة "حماس" وعلاقاتها وعلى حلفائها بهدف إظهار الحركة وكأنها فاقدة لحلفائها، وهذا غير صحيح إذ أن "حماس" حافظت على علاقاتها القوية مع حلفائها، بل وفتحت علاقات جديدة مع العديد من الدول العربية والغربية وهي تعمل على توظيف هذه العلاقات لخدمة القضية الفلسطينية، ومن ذلك تحسن علاقاتها بالأردن والزيارة التاريخية التي قام بها رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" إلى الإمارات العربية المتحدة، فهذا كله أحسن رد على كل من يحاول إظهار "حماس" كما لو أنها معزولة"، كما قال. وجدد الرشق موقف "حماس" الرافض لفكرة استقدام قوات عربية إلى قطاع غزة، ودعا الأطراف العربية إلى النأي بنفسها عن الدخول في مسألة دعم الانقسام الداخلي الفلسطيني، وقال: "بالنسبة لمسألة استقدام قوات عربية إلى غزة هذا أمر غير مرحب به لدينا، فغزة الآن تنعم بظروف أمنية لم ترها لفترات طويلة سيطرت فيها الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة والتي كانت أشبه بعصابات تقف على رأس احالة الانفلات الأمني التي سادت لفترة طويلة، نحن نرحب بقوات عربية للمساهمة في تحرير الأرض ومقاومة الاحتلال وليس لتسهيل عودة الرئيس عباس وقوات "فتح" إلى غزة". واعتبر الرشق أن المطالبة باستقدام قوات عربية إلى غزة هو محاولة للزج بالمظلة العربية للوقوف إلى جانب طرف فلسطيني ضد آخر، وقال: "نحن نقول بأن الذين يروجون لفكرة استقدام قوات عربية إلى غزة دون الضفة يحاولن الحصول على دعم عربي لهم، ولذلك فإن الموقف العربي المطلوب في مثل هذه الحالة هو دعم الوحدة الوطنية من خلال الحياد ورعاية الحوار، ونحن نقول إن خطوات تهويد القدس المتسارعة أولى باستقدام قوات عربية لها، وبالتالي نحن ننصح الدول العربية بأن تنأى بنفسها عن الدخول في مثل هذه المخاطرة، ومن هنا فموقفنا في "حماس" أننا لا نرحب بالقوات العربية في غزة ونرفضها". هذا واتهم الرشق السلطات الصهيونية بمحاولة إعادة مفاوضات صفقة تبادل الأسرى إلى المربع الأول، ونفى أن تكون "حماس" تبحث عن وسيط غير الوسيط المصري، وقال: "صفقة الأسرى لازالت تراوح مكانها، هناك محاولات إسرائيلية للعودة بها إلى المربع الأول من خلال تقزيمها والتراجع عما تم التوصل إليها في مراحل الحوار غير المباشر السابقة، فقد حاولوا تقزيم الصفقة من خلال العمل على إطلاق سراح 450 معتقلا بينما "حماس"تطالب بإطلاق سراح 1000 معتقل من ذوي المحكوميات العالية بالإضافة إلى النساء والأطفال وأعضاء المجلس التشريعي والوزراء المختطفين". ويتابع: "أما الوساطة فحتى الآن لا يوجد وسيط غير الوسيط المصري، صحيح أن هناك بعض الأطراف طرحت الوساطة ونحن نتعامل مع الجميع لكننا لم نطلب وساطة أحد، ونعتبر أن القناة الرسمية في هذا الموضوع حتى الآن هي مصر".