ما يجري في اوكرانيا هو اكبر من البلد نفسه ، في اوكرانيا يتصارع العالم ،روسيا مع حلفائها من جهة والولايات المتحدة الاميركية واوروبا من جهة اخرى . وتاثيرات الازمة الاوكرانية لن تقتصر داخل حدود اوروبا وروسيا فقط بل ستمتد الى اصقاع كثيرة ولكن الخطر الاكبر قد يكون على القضية الفلسطينية . فالايام اكدت ان من اهم اهداف تفكيك الاتحاد السوفياتي السابق هو تشجيع اليهود على الهجرة الى فلسطين هربا من الجوع والفوضى في الاتحاد السوفياتي . ويبدو مع انقشاع الضباب وذوبان الجليد من فوق الازمة الاوكرانية بدات بعض الحقائق تتوضح وهي ملفتة وغريبة . فروسيا تعتبر اوكرانيا جزء منها ولن تسمح لها بالتحليق خارج السرب الروسي خصوصا وان اغلبية الشعب الاوكراني يتكلم الروسية ويتأثر بالثقافة الروسية ، وهناك ارتباط اقتصادي بين البلدين . لكن المفارقة الغريبة والتي تدعو الى الريبة ! ماذا يريد الغرب من اوكرانيا التي تغرق بالفساد والديون والتي امست بلا منفذ بحري؟ والبعيدة عنهم جغرافيا ولا يوجد فيها ما هو مغر ، فلا ثروات طبيعية فيها ولا موقع استراتيجي يمكن التفكير بخوض حرب من اجله؟!! لكن يبدو ان الصهيونية العالمية هي التي تعرف ما هو الثمين في اوكرانيا والذي يستحق العمل من اجله وهو 400 الف يهودي في اوكرانيا وهم من اثرياء اوكرانيا واصحاب الرساميل الكبيرة. ويبدو ان المخطط هو اشعال الفوضى في اوكرانيا لدفع اليهود الى الهجرة الى فلسطين ومن بعدها سيتركون اوكرانيا لمصيرها . واكثر ما يثير الريبة وجعلنا نقلق على فلسطين هو التحالف العجيب الغريب الغير طبيعي بين اليهود الاوكران والاسرائيليين وبين النازيين المتطرفين الاوكران الذين يعادون السامية . فكيف يشارك اليهود الاوكران في ثورة يقودها النازيون الاوكران الذين يعادون السامية واليهود ، حتى ان الاوكران المتطرفين وقد حمل هؤلاء المتطرفون صور ” بانديرا ” وهو اكثر شخصية اوكرانية متطرفة نازية معادية للسامية قام بالقتال ضد الروس مع الالمان وكان يفتخر بانه قتل الكثيرمن اليهود. كذلك ما يثير الاستغراب ايضا هو تحالف اليهود مع حزب “سافودا” الاوكراني وهو من الاحزاب الفاشية المتطرفة ايضا وله خمسة مناصب مهمة في الحومة الجديدة في اوكرانيا. ولقد اكدت صحيفة هآرتس الاسرائيلية هذا التحالف بين اليهود والفاشية من خلال مناقشة مسألة وجود جنود اسرائيليين في ميدان كييف لدعم الثورة الاوكرانية. من هنا يبدو بان الصهيونية العالمية تخطط لعملية نشر الفوضى في اوكرانيا كي يهاجر الاوكران اليهود الى فلسطين من اجل التخفيف من التفوق الديموغرافي العربي على اليهود ومن اجل الاستفادة من مليارات اليهود الاوكران في الاقتصاد الاسرائيلي . واثناء الاضطرابات تم الاعتداء على كنيس في كييف ومن ثم على حاخام وترافق ذلك مع تصريحات لرجال دين من اسرائيل يطالبون بهجرة اليهود الى اوكرانيا ما يعطي ان الاعتداءات على اليهود في كييف مرتبة والهدف منها اخافة اليهود ودفعهم للهجرة الى فلسطين. يذكر ان اليهود الروس عانوا كثيرا من العنصرية في اسرائيل وهناك مقولة شهيرة يرددها يهود روسيا : لقد كنا في بلد واسع ونعير باننا يهود اتينا الى بلد ضيق ونعير باننا روس. صحيفة الديار