رفضت سوريا وضع ترسيم محدّد لحدود مزارع شبعا قبل انسحاب الاحتلال الإسرائيلي من المنطقة، مما يشير إلى أن حدود المنطقة المتنازع عليها بين البلدين لن يشملها عمل لجنة تعهدت سوريا ولبنان بإعادة تنشيطها لتعين الحدود بينهما رسميًا. وقال وزير الخارجية السورى وليد المعلم في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره اللبناني فوزي صلوخ: "لا يمكن ترسيم مزارع شبعا في ظلّ الاحتلال، الاحتلال هو السبب الرئيسي في ما يجري في منطقتنا من توتر واضطراب، لابدّ من إنهاء هذا الاحتلال". وقد أكّد البيان الختامي للقمة السورية اللبنانية في دمشق أن الجانبين اتفقا على تفعيل عمل لجنة ترسيم الحدود وفق "أولويات" يُتَّفق عليها لاحقًا, وعلى تفعيل أعمال اللجنة المشتركة لكشف مصير المفقودين في البلدين. واحتلّت إسرائيل مزارع شبعا وضمّتها إلى الجولان السورية المحتلة بعد حرب الأيام الستة التي هزمت فيها إسرائيل العرب عام 1967. واستأنف الرئيسان اللبناني والسوري محادثاتهما في دمشق، حسب مصدر رفيع في الوفد اللبناني. وقال المصدر: "اجتمع الرئيسان لاستكمال المحادثات التي تشمل إضافة إلى التبادل الدبلوماسي، بنود عدة أبرزها ترسيم الحدود وضبطها وملف المفقودين". وفي نهاية المحادثات صدر بيان ختامي عن القمة، كما عقد وزيرا خارجية البلدين صلوخ والمعلم مؤتمرًا صحفيًا مشتركًا وكانت المحادثات قد أسفرت عن قرار بإقامة علاقات دبلوماسية بين البلدين على مستوى السفراء على أن يبدأ من تاريخه بحث إجراءاتها التنفيذية. وكلف الرئيسان وزيرا الخارجية صلوخ والمعلم بحث الإجراءات التنفيذية دون تحديد مهلة زمنية لذلك، وانطلقت القمة وعلى جدول أعمالها ملفات يعود بعضها إلى أكثر من ستين عاما مثل العلاقات الدبلوماسية وترسيم الحدود, كما يعود بعضها الآخر إلى حقبة الوجود السوري في لبنان الذي استمر نحو ثلاثين عامًا مثل ملف المفقودين والمسجونين. وتأتي الزيارة الرسمية الأولى التي قام بها سليمان لسوريا منذ انتخابه في 25 مايو تلبية لدعوة الأسد، وهي أول قمة سورية لبنانية منذ عام 2005. وكانت العلاقات بين لبنان وسوريا قد تدهورت منذ اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري في فبراير 2005، وانسحاب القوات السورية في أبريل من البلاد بالعام ذاته.