خرج أيمن نور من مصر مغادراً إلي لبنان بعد أن أكدت له مصادر خاصة أنه سيتم إلقاء القبض عليه، وأجمعت مصادرنا بداخل حزبه غد الثورة علي أن ذلك هو السبب الحقيقي وراء تركه للوطن بينما أعلن نور أنه سافر إلي لبنان لإجراء عملية جراحية وعلي الرغم من مرور عدة أشهر علي سفره فما زال يتعلل بنفس الحجة حتى الآن فأي عملية تلك التي لم يجريها حتي الآن ؟! ورغم أن البعض سيري أن ذلك غير ذي أهمية إلا أن له مدلولا هاما يخص نور، فهو ربما يري أن تصريحه بالحقيقة كان سيفتح عليه باباً لا يُغلق للعداء الشديد مع الانقلاب وقادته وعلي رأسهم السيسي والذي أعلن مؤخراً خوضه غمار الترشح لانتخابات الرئاسة ( الباطلة ) لقاءت تلفزيونية متتابعة تفتح الباب لتساؤلات عديدة لم تٌعر قنوات الانقلاب أي أهمية لسفر أيمن نور ولم تسع يوماً للحصول علي أي تصريح منه اللهم إلا قناة العربية ومن قبلها قناة الجزيرة إلا أنه في الفترة الأخيرة تسابقت قنوات الفلول فجأة لعمل لقاءات تلفزيونية مع السياسي المغترب وكأنها لم تكن تعرفه من قبل فذهبت إليه قنوات التحرير والمحور وسي بي سي وغيرها لإجراء مقابلات لا أحد يدري ماهي أهميتها إعلامياً ؟ هل يوجد أي حدث مهم لنور ؟ أبداً .. وكان من الممكن أن يجري معه أي برنامج اتصالاً تليفونياً وتنتهي القصة التي هي بلا قصة أصلاً ، لكن أن يذهب إليه الثلاثة طن علي رأي عكشة اللوكشة إلي مقر إقامته بلبنان السيد عماد أديب بنفسه رغم أن عمرو الليثي كان قد سبقه بأسبوع وأجري مع نور حواراً طويلا ً كما كان قد سبق عمرو أيضاً غيره من الإعلاميين وأجروا لقاءات مع نور، وأظن أنه إعلامياً وحرفياً وخاصة مع القنوات الفضائية فإن نور قد أصبح شخصاً محروقًا من كثرة الحوارات إلا أن أديب ذهب إليه ليحاوره !!! الصفقة!! بعد متابعة تلك اللقاءات التليفزيونية ستتأكد أنها كانت مُرتبة وأن تكرار الأسئلة ليس من باب التكرار يعلم الشطار ولكنه من باب نشر تصريحات نور علي أوسع نطاق وفي عدة قنوات أي أشبه بحملة إعلانية لسياسي يتراجع ويعلن قبوله بالانقلاب بعد أن كان مُعارضاً له بشدة بل ويمدح نور قائد الانقلاب الدموي عبد الفتاح السيسي في حواره مع أديب ويقول عنه نصاً أنه (ظاهرة ) وذلك في معرض تبرير أديب بانقلاب الجيش وكاريزما السيسي التي أخرجت المتظاهرين في 30يونية ولا أدري أي كاريزما كانت تظهر عنده وهو لم يكن يعرفه أحد !! ويعترف نور بخارطة طريق السيسي ومهزلة قادمة تُسمي انتخابات رئاسية !! ثم يؤكد نور علي أن مظاهرات 30يونية التي من المفترض ألا تخفي علي حاذق سياسي مثله أنه تم صناعتها أنها ثورة شعبية ويساوي هذا الإخراج التصويري لخالد يوسف بثورة 25 يناير الهادرة ، ويريد نور أن يُعلن نزع يده من مشاركته لحوارات دٌعي إليها بقصر الرئاسة مع غيره ممن دعاهم الرئيس مرسي فيصرح أنه كان متأكداً من فشل تجربة الحل الإسلامي وإقحامه في الحكم ويقول لا فٌض فوه أنه قدم كتاباً ينافس شعار الإخوان المسلمين الإسلام هو الحل بعنوان الليبرالية هي الحل !!!!!!! هذه الحوارات واللقاءات المقصودة والموجهة تؤكد أن هناك صفقة تجري مع أيمن نور للتصالح مع الانقلابيين لأنه يبدو من كل تصريحاته أنه يري السيسي رئيسا لمصر لا محالة وعودته لمصر مع القيام بدور سياسي مُحدد له أفضل من هجرته للأبد كما يظن أن الأمور ستدين لقائد الانقلاب وهو ظن يوقن الثوار بربهم أنه في غير محله غير ما يوقن نور !! وتأتي تصريحات نور علي هوي الانقلابيين وخاصة قائدهم الذي من المؤكد أنه يعتبر تراجع نور وعودته لمصر مُشرعناً خارطة طريقه إنجازاً كبيراً ونصرا عزيزاً مؤزراً ، لذا دٌفع بالإعلاميين دفعاً للذهاب إلي نور وكأنهم في مارثون وسباق لاهث نحو لقاء نور علي عجلة من أمرهم يبدو منه أنه سيتم استخدامه في حملة السيسي الدعائية وربما يدشنوا صورة كبيرة لنور ويكتبوا تحتها : المعارض التائب!!! يا ناعم قوي يا انقلاب ولأن نور لا يريد أن يخسر كل شيء ويسقط من عيون آخرين فقد هيأ له خياله أنه من الممكن عمل ذلك و صرح تصريحا عابرا عن أن ما فعله السيسي ورفاقه من قادة الجيش يُعد انقلاباً ناعماً استجاب لثورة شعبية !! فحافظ علي وصف انقلاب ولكنه وصفه بالنعومة !! ألم يٌنبئك أحد يا أستاذ بنهر الدماء الذي سال في رابعة وفتح مجري له في شرايين مصر كلها ؟ هل صعود آلاف الشهداء ووقوع آلاف الجرحي ودخول آلاف المظاليم السجون يوصف بالنعومة ؟! البحر الليبرالي !! أيمن نور شخص تائه في بحر لٌجي تتقاذفه أمواج السياسة منذ نزل في بحرها ، أحياناً يوشك علي الغرق فيعتصم بدهائه ( المكشوف! ) ويُمسك العصا من المنتصف بحرفة محام بارع في تأجيل قضاياه لأطول فترة ممكنة ليظل في البحر فلا هو يغرق ولا هو يصل إلي الشط !!!!!!!!!
