ذكرت صحيفة "نوفال أبوزفاتور" الفرنسية في تقرير نشرته عن المؤتمر السنوي للحزب الوطني الذي اختتمت فعالياته الخميس الماضي، أن مصر أجرت محادثات على مدار ستة أشهر مع الكيان الصهيوني حول نيتها بإنشاء مفاعل نووي سلمي يستخدم لتوليد الطاقة الكهربائية بقدرة 20 ميجاوات. وقالت الصحيفة إن الكيان الصهيوني توجس خيفة في بادئ الأمر لكنها وافقت بعد أن حصلت على تعهدات من مصر، بأن يتم إخضاع المفاعل للرقابة المستمرة من وكالة الطاقة الذرية، لكن مصر رفضت أن يفرض الكيان الصهيوني وصايته عليها، قبل أن تجرى محادثات أخرى على مستوى الخارجية والأمن القومي يتوصل فيها الجانبان إلى صيغة مرضية بهذا الشأن.
وأوضحت أن حديث مصر مع الكيان الصهيوني جاء بمقتضى بنود اتفاقية السلام المبرمة بين الجانبين، وتحسبًا لأي تفسيرات أو أي إعلان مفاجئ قد يؤثر على العلاقات بينهما.
ولفتت الصحيفة أيضًا إلى أن مصر استأذنت الولاياتالمتحدة قبل إعلان جمال مبارك الأمين العام المساعد للحزب الوطني عن رغبة مصر في إنتاج طاقة نووية للأغراض السلمية، بعد أن طلب نجل الرئيس من أعضاء بالكونجرس الأمريكي خلال زيارتهم القاهرة منذ عدة أسابيع، الخبرة الأمريكية في إنشاء مفاعل نووي بقدرة 20 ميجاوات يستخدم للأغراض السلمية.
وأشارت إلى أن مصر تمتلك مفاعلاً نوويًا بقدرة ضعيفة جدا 2 ميجاوات يقع بمدينة أنشاص شمال القاهرة وتستخدم الطاقة المتولدة منها في إنتاج الطاقة الكهربية والنظائر المشعة، والذي تم إنشاؤه في عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر بخبرة روسية.
وتناولت الصحيفة الطموحات السلمية النووية لمصر، قائلة إنها وضعت الأساسيات الأولي بإنشاء مفاعل بمنطقة الضبعة عم 1986م، لكنه لم يكتمل بسبب ما حدث في تسرب مفاعل "تشرنوبل" الروسي الذي أثار الهلع للمصريين مما جعلهم يتنازلون عن هذا الطموح النووي.
وقالت إن أمام المصريين عدة شركات متخصصة في بناء المفاعلات النووية لكن النية تتجه للتعاقد مع شركة" أتومكس انترناشيونال" الأمريكية التي قامت بإنشاء المفاعلات الأمريكية والصهيونية، وقدرت تكلفته ما بين 200 إلى 300 مليون دولار، مرجحة أن يعمل المفاعل بالماء الخفيف، بهدف إنتاج طاقة كهربية وإنتاج نظائر مشعة كالسيوم والنحاس والكبريت والزنك.