عقدت الكتلة البرلمانية لنواب الإخوان المسلمين ندوة هذا الأسبوع شارك فيها عدد من الخبراء لتقييم أداء النواب في الدورة البرلمانية الثالثة لمجلس الشعب التي انتهت منذ عدة ايام. وقيم المشاركون أداء نواب الإخوان في البرلمان، ورصدوا العديد من الإيجابيات والسلبيات التي ظهرت في ممارسة نواب الإخوان. ونفي الدكتور محمد سعد الكتاتني، رئيس الكتلة تقدم نواب الإخوان باستقالات جماعية من عضوية مجلس الشعب. وقال الكتاتني إن فكرة الاستقالة طرحها أحد النواب المستقلين أثناء مناقشة التعديلات الدستورية، عندما تجمعت أطياف المعارضة المجمعة علي رفض تلك التعديلات، ورأي وقتها أحد أساتذة القانون أن الاستقالات تمثل مأزقاً كبيراً للنواب وللمجلس ذاته. ووصف الكتاتني خلال الصالون السياسي لنواب الإخوان - الذي عقد بمقر الكتلة الاحد وقدمه الإعلامي محمود مسلم - أداء نواب الكتلة البرلمانية في مجلس الشعب باللامعقول. وأكد وجود آلية للإقصاء التام لنواب الإخوان - علي حد تعبيره - واتهم الدكتور فتحي سرور رئيس المجلس بأنه كثيراً ما يفقد حياده، لأنه لا ينسي وضعه في الحزب الوطني وهذا يمثل صعوبة كبيرة، وإعاقة بالغة علي أداء النواب الإخوان، خصوصاً فيما يتعلق بلائحة المجلس وتفضيل استجوابات علي استجوابات أخري. وتابع: إن الدكتور سرور ذات مرة قال لي: نواب الإخوان في المجلس فرز ثالث ومن وقتها شعرت بأزمة مسؤولية رئاستي الكتلة البرلمانية للإخوان. ونفى وجود علاقة بين نواب الكتلة والإخوان عموماً برجال الأعمال داخل المجلس، وقال إن هناك بعضاً من القضايا تترك لبعض نواب الكتلة ليعبروا عنها داخل لجان المجلس المختلفة ودلل بقضية أكياس الدم الملوثة، التي رأي نواب الكتلة منذ بدايتها أنها فتحت لتصفية بعض الحسابات. وشن الكتاتني هجوماً حاداً علي المعارضة الرسمية داخل المجلس، واتهمهم بأن لهم حسابات خاصة مع النظام، معترفاً في ذات الوقت بأن التنسيق مع هؤلاء بات صعباً وضئيلاً. وطالب الكتاتني بوجود سقف أعلي لنواب الإخوان داخل المجلس، خصوصاً مع شعور المجتمع بأن هؤلاء النواب هم الأغلبية الحقيقية. وقال الدكتور وحيد عبدالمجيد، نائب مدير مركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية والسياسية: إن الأداء البرلماني أقل بكثير مما كان عليه في برلمان 1987، رغم العدد الكبير من نواب المعارضة والمستقلين. وتابع: هذا التراجع ينعكس علي أداء الإخوان ويدل علي استمرار الجمود السياسي لفترة طويلة، ومن ثم إضعاف الخلايا الحية في المجتمع. وأشار إلي أن ضعف أداء الحكومة بشكل عام أثر علي أداء المعارضة عموماً، وقاد رموزها إلي ضعف كبير، رغم أن نظام الحكم حالياً أضعف من ذي قبل، فلم نشهد من قبل هذا الكم من الاحتجاجات والاعتصامات التي واجهها الأمن بالقمع والتحايل، وأن تلك الاحتجاجات في الوقت ذاته تكشف ضعف أداء الأحزاب والحركات السياسية بشكل عام، رغم أن المجتمع يشهد تغيراً جديداً وكبيراً علي مختلف ساحاته، وأن هذا التغير لا يجد تفاعلاً حتي من نواب الإخوان. ووصف أداء الإخوان داخل المجلس بأنه ضعيف من حيث المحتوي وكيفية معالجة القضايا التي تطرح بسبب التوسع في الاستجوابات الذي أدي لإعلان الكم علي حساب الكيف. وأضاف عبدالمجيد أن السمة العامة لاستجوابات الإخوان أنها متعجلة وليست مدروسة، مشيراً إلي أن الأجيال الجديدة فقدت الثقة في الشعارات العامة التي لا تدخل في التفاصيل والحلول التفصيلية، مؤكداً أن كم الاستجوابات الكبير يقلل من قيمتها. ودعا نواب الإخوان والمعارضة والمستقلين بشكل عام إلي التركيز علي أربعة استجوابات فقط طوال الدورة البرلمانية، حتي تستطيع تلك الاستجوابات أن تلفت انتباه الناس ليتسني للجميع المعرفة بأن هناك قضايا حقيقية تطرح أمام المجلس. ووجه عبدالمجيد كلمة إلي نواب الإخوان قال فيها: مادمت غير قادر علي تغيير الخريطة السياسية، فعليك أن تتبني شيئاً للمستقبل تجني ثماره فيما بعد، فهناك من يستطيع أن يتحمل المسؤولية في هذا البلد