اعتبر النائب الثاني لرئيس المجلس التشريعي الفلسطيني، حسن خريشة، بأن محاولة رئيس السلطة محمود عباس الرهان على رفض الأممالمتحدة الاعتراف بالكيان الصهيوني "دولة يهودية" من خلال دعوتها لاستصدار قرار دولي يُلزم الجانب الفلسطيني به، بأنها "نهج غير واقعي ومحاولة لتقديم حلول مجانية للاحتلال". وتهكّم خريشة على تصريحات عباس حول "يهودية الدولة"، أمام الوفد اليهودي في مقر الرئاسة برام الله الأحد الماضي، بالقول "وكأنه مطلوب من الفلسطينيين أن يجدوا مخارج للكيان الصهيوني لطريقة تحقيق أهدافهم"، مضيفاً أن الدولة العبرية تستطيع الحصول على اعتراف أممي بيهوديتها في ظل الظروف التي تشهدها المنطقة، وبالتالي فإن القرار الفلسطيني بالاعتراف يصبح أمراً واقعاً.
وأشار في تصريحات ل "قدس برس" أدلى بها اليوم الأحد ، إلى أن الأممالمتحدة سبق وأن أصدرت قرارات اعترفت بموجبها بوجود وقيام دولة الاحتلال على أراضي الشعب الفلسطيني، كما أنها منحت شرعية دولية لمن لا يستحق ومن لا يملك، مضيفاً "هذا الأمر قد يتكرر في حصول تل أبيب على اعتراف أممي بيهودية الدولة من خلال توظيف إمكانياتها وتحالفاتها مع الولاياتالمتحدة وتجنيد مصالحها مع المجتمع الدولي للتصويت لهذا القرار، وقد تكون بداية هذه العملية هو سن قانون صهيوني للاعتراف بيهودية الدولة كمقدمة للتوجه إلى الأممالمتحدة".
وطالب خريشة، السلطة الفلسطينية بالتوقف عن خداع الشعب والبحث عن مخارج للاحتلال، مشدّداً على أن الفلسطينيين لا يستطيعون الرهان إلا على أنفسهم، والأصل بهم أن يرفضوا الاعتراف بيهودية الدولة العبرية حتى وإن وافقت الأممالمتحدة، حيث أن هذا الاعتراف يمثّل "مساساً خطيراً بالتاريخ والرواية الفلسطينية"، وفق خريشة.
وفي السياق ذاته، وصف النائب الفلسطيني لقاء عباس الأخير بوفد من الطلبة الصهاينة ب "التطبيعي"، لافتاً إلى فشل جهود السلطة في إقناع الجانب الصهيوني بالقبول بالتسوية الأمريكية، وفشلها في اختراق قوى اليسار الصهيوني وإقناعهم بوجهة النظر الفلسطينية فيما يتعلّق بعملية السلام.