قرر الرئيس مبارك زيارة مدينة 6 أكتوبر، وياليته ما قرر، فقد تسبب موكب "فخامته" في وقف حال المواطنين والعمال، بل وطلبة الثانوية العامة الذين فشلوا في الوصول إلى لجان الامتحانات في الوقت الطبيعي، بعد أن تحولت أكتوبر لثكنة عسكرية مشددة لتأمين موكب مبارك، ويجمع الكل أن هذا لو حدث في أي بلد من العالم المتقدم لقامت الدنيا ولم تقعد، ولكنها مصر وشعبها الذي يخدم الرئيس وحاشيته!! وقد كتب الزميل الصحفي "إبراهيم منصور" مقالا في جريدة الدستور المعارضة تناول فيه أبعاد تلك "المسخرة" الرئاسية، تنشره "الشعب" كما هو: "ما حدث في 6 أكتوبر لا يمكن أن يحدث في أي بلد في العالم.. فقد استيقظ أهالي 6 أكتوبر علي حالة الحصار المفروضة عليهم.. وعدم وجود مواصلات تنقلهم إلي خارج أو داخل المدينة... وشوارع المدينة ومداخلها أصيبت بالشلل التام.. كل ذلك بسبب زيارة مفاجئة للسيد رئيس الجمهورية للمدينة وذلك رغم حضوره في طائرة خاصة من الرئاسة إلي المدينة التي أصبحت محافظة أخيراً بقرار عشوائي مفاجئ.. المهم أن الرئيس جاء في مهمة معينة هي تفقد المشروع القومي للإسكان وهو مكان بعيد بعض الشيء عن المدينة.. ولكن احتياطات أمن الرئيس التي تمنع الجميع من الاقتراب من مكان الرئيس لمسافات بعيدة حتي أصبحت المدينة أو قل المحافظة كلها هي في حزام أمن الرئاسة.. ولو طالوا طرد الناس لطردوهم.. لقد وصل الأمر في تلك الزيارة إلي أن يتعذر امتحان الطلاب في جامعة 6 أكتوبر.. ومن ثم، تأجيل الامتحان بشكل كامل لمدة يوم.. ناهيك عن الترتيبات وأعصاب الممتحنين والطلاب.. فعليهم أن يخبطوا رأسهم في الحيط.. المهم أن موكب الرئيس يسير في اتجاهه، وليس مهماً أن يتم تعطيل المراكب السايرة.. وبالطبع مدينة 6 أكتوبر مدينة صناعية.. فما حدث من تعطيل في المصانع كان لغياب العمال لعدم تمكنهم من الالتحاق بوردياتهم في العمل.. ولقد وصل الأمر أيضاً إلي تعطيل طلاب الثانوية العامة عن الوصول إلي لجان امتحاناتهم، مما دعا الرئيس شخصياً إلي إصدار قرار شفوي بالطبع بزيادة وقت إضافي إلي بعض اللجان لمدة 30 دقيقة.. وللأسف خرج الموالسون ليقولوا إن القرار الإنساني للرئيس استفاد منه 480 من طلاب 6 أكتوبر.. فإذا كان رأيهم في قرار مد لجان الامتحان 30 دقيقة أنه قرار إنساني.. فما رأيكم في التصرفات اللا إنسانية التي صاحبت موكب الرئيس «!!». هل يمكن أن يحدث ذلك في أي دولة في العالم علشان خاطر موكب الرئيس أو الحاكم؟!. نعم يمكن أن يحدث ذلك لكن مع الأزمات الكبيرة مثلما حدث في نيويورك في سبتمبر عام 2001، وهو ما اعتبره الأمريكيون بمثابة يوم القيامة «!!».. ومع هذا يتحدث الإعلام عن الأخطاء ويشرح ما يحدث، علي عكس ما يحدث عندنا.. فقد حولنا الأخطاء إلي قرار إنساني للرئيس «!!».. إن كل فترة في حكم الرئيس تزيد للأسف من الإجراءات الأمنية.. وتصيب المواطنين بالإحباط، ومواكبه تزيد من تعطيل الأمور والعمل.. وللأسف الشديد ينتقل ذلك إلي بعض المسئولين.. فأصبحت هناك مواكب للسيد ابن الرئيس.. وكذلك لقرينة الرئيس.. والسيد رئيس الوزراء.. وكذلك السيد المحافظ.. علي الرغم من أن بعضهم يعتبر شغلانة المحافظ «شغلانة وسخة».. ومع هذا يحافظ النظام علي إبقاء المحافظ في مكانه!!.