لقي شاب تونسي مصرعه وأصيب أكثر من عشرين شخصًا في اشتباكات عنيفة وقعت بين الأمن التونسي ومئات المتظاهرين المنددين بغلاء المعيشة الفاحش والبطالة والفساد والمحسوبية، وذلك في منطقة "الحوض المنجمي" الغنية بالفوسفات بمدينة "الرديف" غربي البلاد. وأكدت مصادر نقابية تونسية أن الشاب -وهو في العشرينيات من العمر- أصيب بطلق ناري فمات على الفور، وذلك بعدما أطلقت الشرطة النار على متظاهرين، متهمة الشرطة باستخدام الرصاص الحي بشكل فجائي ودون تحذير مما أوقع الكارثة، وقد وصل عدد الجرحى إلى 22 حالة بعضهم في حالة خطرة. وكانت السلطات التونسية أمس الجمعة قد فرضت حظر التجول في المنطقة المذكورة، وقمعت "مسيرة سلمية" للسكان الذين كانوا يحاولون الوصول إلى مقر معتمدية (دائرة) الرديف لتطويق الوضع ولا تزال الشرطة التونسية تلاحق عددًا من المتظاهرين فروا إلى مناطق جبلية. في المقابل اعترفت الحكومة التونسية بوفاة الشاب، وزعمت أن المتظاهرين قاموا باستخدام الزجاجات الحارقة "المولوتوف" ضد قوات الأمن مما استدعاها للرد. جدير بالذكر أن موجة الاحتجاجات بدأت بمدينة "الرديف" منذ شهر أبريل الماضي وتواصت باعتصامات قبل أن يتسع نطاقها وتنتشر في مدن أخرى مثل أم العرائس المجاورة وفريانة شمالي ولاية قفصة. واعتقلت السلطات خلال احتجاجات الرديف الأولى أكثر من 20 شخصا قبل أن تطلق سراحهم.