في تطور جديد للأزمة السودانية، ربطت الولاياتالمتحدة استمرار حوارها بشكل عام مع الحكومة السودانية، برضوخ الحكومة لمطالب الحركة الشعبية لتحرير السودان المتمردة، والتي قادت معارك شرسة ضد الحكومة الأسبوع الماضي، وخاصة في مدينة "أبيي" الاستراتيجية. وقد فوجئ الجانب السوداني بهذا الربط الغريب وغير المبرر الذي جاء على لسان المبعوث الأمريكي للسودان ريتشارد وليامسون، مما أدى إلى توقف محادثات التطبيع بين السودان والولاياتالمتحدة على كافة الأصعدة. وكان المبعوث الأمريكي قد شن هجومًا لاذعًا أمس على الحكومة السودانية، واصفا إياها بأنها لا تبدي "مرونة كافية" في المحادثات مع متمردي الحركة الشعبية، مضيفًا أنه "بذل كل ما في وسعه" ولكنه لم يحقق نتيجة في هذا الأمر. أما رئيس الجانب الحكومي السوداني في المحادثات نافع علي نافع فقال إن "المبعوث الأميركي فاجأنا بموقف آخر جديد رغم أن المفاوضات كانت تسير بصورة سليمة"، وقال إن الموقف الجديد هو أن وليامسون ربط الحوار السوداني الأميركي بقضية أبيي!! وأوضح نافع أنه بناء على ذلك فقد تم تعليق المفاوضات مع الولاياتالمتحدة، ووصف ربط الخلافات السودانية الأميركية بقضية أبيي بالربط الغريب، مضيفا أن هذا الموقف يعبر عن موقف بعض الجهات التي لا تريد التطبيع مع الخرطوم، دون أن يسميها. وتعد أبيي الغنية بالنفط والواقعة في الحدود المفترضة بين شمالي السودان وجنوبيه نقطة خلاف رئيسية بين الخرطوم والحركة الشعبية منذ توقيع اتفاقية السلام عام 2005 التي أنهت عقدين من أطول الحروب الأهلية بالقارة الأفريقية. وكان الرئيس السوداني عمر البشير اقترح يوم الجمعة الماضي سيطرة مشتركة على أبيي حيث تفجر القتال بين الجيش وقوات تابعة للحركة الشعبية في منتصف مايو/ أيار الماضي مما أثار مخاوف من العودة إلى الحرب الأهلية، ولكن يبدو أن أمريكا تريد تحقيق مكاسب أعلى من ذلك للحركة الشعبية، وذلك خدمة لأجندة الحلف الصهيو أمريكي في استمرار إثارة القلاقل في السودان والتأثير بذلك على الأمن القومي المصري بشكل مباشر.