تسمم المياه يتسبب فى توقف المخابز والمستشفيات والوحدات الصحية الأهالى: فوضى الصرف الصحى هى السبب.. ولا نجد من يحمى صحتنا حالة من الذعر تسيطر على أهالى قرية محلة أبو على بكفر الشيخ بعد إصابة 24 شخصا من أبناء القرية بحالة تسمم وقىء وإسهال شديد بسبب مياه الشرب المختلطة بمياه الصرف الصحى والصرف الصناعى. وقد تقدم 12شخصا من أهالى قرية كفر مجر التابعة لمركز دسوق، إلى النيابة بمحاضر رسمية أثبتت فيها واقعة تلوث المياه بالقرية والتى تستمد مياهها من محطة محلة أبو على، وذلك بشأن حالات القىء والإسهال لعدد 19 طفلا من طلاب مدارس القرية نتيجة المياه لتغير رائحتها وتغير طعمها، مما أصاب الأطفال بحالات القىء والإسهال وارتفاع فى درجة الحرارة. وقالوا إن سبب تلوث المياه هو اختلاط مياه الشرب بمياه الصرف نتيجة تنفيذ مشروع الصرف الصحى بالقرية وتكسير مواسير مياه الشرب. كما قام الأهالى بتنظيم وقفة احتجاجية أمام مدينة دسوق، الأحد، اعتراضا على فوضى الصرف الصحى بالمحافظة فى الوقت الذى لا يجد فيه من يهتم بصحة الشعب المصرى، وأغلقوا أبواب مجلس المدينة، ومنعوا الموظفين من الدخول والخروج اعتراضا على الإهمال المتسبب فى تسمم أطفالهم. كما طالب الأهالى بإقالة اللواء «أحمد بسيونى» رئيس المدينة، والمستشار «محمد عزت عجوة» محافظ كفر الشيخ، مع سرعة تطهير مجرى النيل من المياه الملوثة، والعمل على سد فتحات الصرف الصناعى بالنيل، ووضع زريعة سمكية جديدة بالمجرى عوضا عن الأسماك النافقة نتيجة تسمم المياه، وصرف تعويضات مادية للمتضريين من المياه الملوثة. وأكد الأهالى أن هناك منبعين تأخذ محطة محلة أبو على مياه الشرب منهما، الأول من النيل والثانى من مصرف مجاور للمحطة والذى حدث أن هذه الأيام تم تحويل منبع المحطة من النيل إلى هذا المصرف، والدليل أن المياه رائحتها كريهة مختلفة عما كانت من قبل وتم التقدم ببلاغ إلى رئيس نيابة دسوق ولمأمور شرطة دسوق وتحرر محضر رقم 3450 إداريا مركز دسوق، وتقدمت طبيبة الوحدة الصحية للنيابة بتحليلات سابقة. فوضى الصرف الصحى وأكدت من مصادر بشركة مياه الشرب، أن العاملين بمياه الصرف الصحى بالمحطة الرئيسية بالمحافظة فتحوا المحابس على شبكة مياه الشرب لأكثر من ساعة، مما تسبب فى اختلاط مياه الصرف بمياه الشرب، وهو ما أدى إلى إصابة عدد كبير بقىء وإعياء شديدين. وقد أثبتت التحاليل المبدئية أن مياه الشرب بمراكز كفر الشيخ الثلاثة (دسوق وفوة ومطوبس) ملوثة ومختلطة بمياه الصرف الصحى، كما أكدت التحاليل على زيادة نسبة الأمونيا بالمياه أضعافا مضاعفة عن النسبة المقررة، والمتسبب فى التهابات وتهيجات بالجلد والعين والأنف والحلق والجزء العلوى من الجهاز التنفسى، كما أن «الأمونياك» هو المصدر الرئيس لعنصر النيتروجين اللازم لنمو النباتات المائية لذلك يسهم فى عفونة المسطحات المائية، وكذلك تعتبر الأمونياك من المواد متوسطة السمية للكائنات المائية لذلك تسببت فى تسمم الأسماك ونفوقها. وقد استغل البعض الأزمة حيث ارتفعت أسعار المياه المعدنية إلى 3 أضعاف السعر العادى، بعد أن تكالب عليها المواطنون القادرون، أما الفقراء فقد انقسموا قسمين؛ الأول اضطر إلى جلب المياه من مناطق بعيدة بالاشتراك مع آخرين، والباقون اضطروا إلى شرب المياه من نفس المصدر القديم الملوث، كما يقول «حمزة الرفاعى» عامل بسيط باليومية، مضيفا أنه شرب على طريقة (زى ماتيجى تجى)، مضيفا أن لديه 4 أولاد ولا يستطيع تحمل تكلفة شراء مياه معدنية أو مياه محطات التنقية. نفوق الأسماك وكان للأزمة أبعاد أخرى فمع نفوق الأسماك فى نهر النيل ارتفع ثمن الأسماك فى أسواق المحافظة، حيث بلغ ثمن السمك البلطى 18جنيها، وسعر السمك البورى 30 جنيها، كما ارتفع سعر الأسماك المجمدة نظرا إلى قلة المعروض من الأسماك فى الأسواق، فيما فضل البعض عدم تناول الأسماك خوفا من التسمم. البحيرة والمنوفية وطالت المياه الملوثة قرى محافظة البحيرة حيث سادت حالة من الذعر فى قرى المحافظة بعد أن تغيرت رائحة المياه وظهرت مادة رغوية على سطح ترعة المحمودية، كما تم توقف العمل بمحطة مياه قرية فيشا وأدفينا بمركز رشيد، مما أدى إلى توقف المخابز والمستشفيات والوحدات الصحية. وفى الغربية أثبتت التحاليل وجود تلوث فى المياه، ولكن ليس بالنسبة العالية التى تسبب حالة التسمم، ولكن هناك تحذيرات شديدة من استخدام مياه الشرب فى هذه الأيام لوجود أيضا تلوث فى المياه. وفى المنوفية اشتكى آلاف الصيادين والمزارعين بالمحافظة من تلوث فرع رشيد، الذى يمتد بطول 115كيلوامترا بمركز أشمون والباجور ومنوف والشهداء وتلا، مع وجود أزمة تلوث المياه بكفر الشيخ.