في مأساة جديدة تضاف لسجل فلسطيني العراق الحافل بالمعاناة والمآسي التي تكاد تكون فاقت كل التقديرات والتوقعات ، حيث ضاقت الأرض بما رحبت بهم واختارت عائلة الفلسطيني حسام محمود الذي يسكن في مجمع البلديات الذهاب لأحد المخيمات الحدودية ، وقد قرر تصفية كل ما لديه من متعلقات فباعوا شقتهم في العمارة رقم 1 وجميع حاجياتهم كي يتمكنوا من الوصول للصحراء . وفعلا قرروا مغادرة مجمع البلديات صباح يوم الأربعاء الموافق 21/5/2008 ، العائلة تتكون من الأب حسام محمود وولديه أحمد ( 15 عام ) ومحمود ( 8 سنوات ) ومروة ( 13 عام ) ، على أن تلتحق بهم الأم لاحقا لأنها تحمل جواز سفر أردني بعد استكمال جميع الإجراءات المتعلقة بها . وعند وصولهم الحدود العراقية في منطقة الوليد تم اعتقال الفلسطيني حسام من قبل قوات الاحتلال الأمريكي وإدخال أولاده إلى مخيم التنف بين الحدين السوري والعراقي ، ولم يعلم مصيره لحد الآن . ومن جهة أخرى تفيد الأنباء بأن تلك العائلة يمرون بظروف معيشية صعبة جدا ، والآن أصبحوا منقسمين على ثلاثة أقسام ، فالأم لازالت في بغداد من غير أي مأوى ولا معيل ، والأب معتقل لدى الاحتلال الأمريكي ، والأولاد في مخيم التنف ، ألا تستحق أن تكون هذه القصة ومثيلاتها كثيرة من أعظم النكبات التي يمر بها الفلسطينيون في العراق ، وكل ذلك يحصل مع صمت مطبق مما يسمى المجتمع الدولي ، بل الأدهى من ذلك والأمر لا يوجد أي تحرك عربي إزاء تلك الانتهاكات و التضييق وزيادة المعاناة.