استكمالا لدورها الداعم للانقلاب العسكرى على الرئيس الشرعى محمد مرسى، بدأت الكنائس المصرية الحشد ل"نعم" على الدستور من خلال عقد عدة مؤتمرات وندوات للتعريف بالدستور، وحث الأقباط على ضرورة المشاركة بإيجابية، وبدأت عبر ممثليها فى لجنة الخمسين لإعداد الدستور فى تمرير "نعم"، بالتأكيد على الإيجابيات التى يتضمنها الدستور؛ حيث إنه أفضل دستور مصرى حتى الآن، ومع قرب بدء الاستفتاء خرج التلميح إلى التصريح لتعلن الكنائس موقفها صراحة "نعم" للدستور، وعلى رأسهم البابا تواضروس الثانى الذى بث فيديو خاصا لحشد الأقباط للتصويت بنعم. وقال البابا تواضروس فى فيديو للحشد بثه عبر قناة ctv القبطية أثناء تواجده بدير الأنبا بيشوى: "فى أمثال العرب قول نعم يزيد النعم، فكلمة نعم تحمل داخلها خيرات كثيرة، وأقول نعم للدستور؛ حيث تعطى بركات ونعم كثيرة فى عمل مصر وتكون هذه الخطوة أساسية للمستقل". وأضاف البابا: "ويجب المشاركة الوطنية فى الدستور والذى أعده مجموعة من رجال مصر الأحباء، ولهم خبرة واسعة، وبعد مناقشات طويلة ومسئولة عن سلامة الوطن، خرج لنا دستور مشروع دستور وقدمه السيد رئيس الجمهورية للشعب، للاستفتاء علية يومى 14 و15 يناير، وعندما نقارنه بدساتير أخرى كثيرة صدرت خلال المائة سنة الماضية، نجده يتمتع بسمات كثيرة، وأكثرها مساحات الحرية والتوافق الذى جعلت لكل فئة من فئات الشعب مكانها وخصوصيتها واحترامها وعملها ودورها فى بناء مصر الحديثة". وتابع البابا: "أدعو الجميع مسيحيين ومسلمين للمشاركة فى الاستفتاء والتعبير عن الرأى والدستور حجر أساسى فى بناء مصر حديثة جديدة، يمكنها من الانطلاق لمستقبل أفضل، والتصويت على هذا الاستفتاء بطريقة إيجابية سيكون بصالح كل المصريين، وأساس قوى لمصر والمستقبل، ويحفظ حريتها ويحفظ كل واحد فى موقعه، وأشجع الجميع على المشاركة والالتزام الوطنى بشكل إيجابى". وقال الأنبا بولا، إن الكنيسة القبطية شكلت غرفة عمليات مركزية لمتابعة الاستفتاء المقبل، ولها فروع بالمحافظات، كما أنه أرسل خطابات لأعضاء المجمع المقدس، حتى يدعوا الأساقفة الأقباط فى إيبارشياتهم للمشاركة بالاستفتاء، كما صدرت تصريحات صريحة من أساقفة الكنيسة للتصويت بنعم على الدستور، فقال الأنبا غبريال أسقف بنى سويف خلال عظته بقداس عيد الميلاد: "إن نعم للدستور قد رسمت نفسها أمام المصريين بعد قراءة مواده، ودعا أبناء الكنيسة والشعب المصرى إلى الخروج للاستفتاء يومى 14 و15، للتأكيد على خارطة المستقبل التى أرساها المصريون فى ثورة 30 يونيو، مشيرًا إلى أن خروجهم سيجعل مصر ليست أم الدنيا فقط وإنما ستكون ست الدنيا. كما أعلن الأنبا دانييل أسقف سيدنى، أنه صوت ب"نعم" فى الاستفتاء بمقر القنصلية المصرية بسيدنى، وقال عقب تصويته :"نشجع جميع شعب الإيبارشية المبارك على الذهاب إلى مقر القنصلية للتصويت على الدستور، كما نتقدم بالشكر الجزيل لسيادة السفير أيمن كامل وجميع العاملين بالقنصلية على الجهود الكبيرة والخدمات الجزيلة التى يقدموها للجالية المصرية بسيدنى". وقال الأب رفيق جريش، رئيس المكتب الصحفى بالكنيسة الكاثوليكية، إن الكنيسة ستدعم التصويت ب"نعم" على الدستور، واصفا التصويت ب"نعم" فى الاستفتاء المقرر إجراؤه فى 14 و15 يناير الجارى ب"أقل الضررين"، مضيفا أن تمرير الدستور يعنى الخروج من نفق المرحلة الانتقالية، مؤكدا أن الكنيسة الكاثوليكية سوف تتابع الاستفتاء مع الكنائس فى 15 إيبارشية على مستوى الجمهورية، حيث يوجد 8 إيبارشيات للأقباط الكاثوليك، و7 للطوائف الكاثوليكية الأخرى، مؤكدا أنه لا ضرورة لعمل غرفة عمليات مركزية لمتابعة الاستفتاء، حيث إن أعداد الكاثوليك فى مصر ليست بالملايين مثل الأقباط الأرثوذكس، لذا سيتم التواصل بشكل مستمر مع ال15 إيبارشية دون إنشاء غرفة العمليات. كما دعت عدة كنائس فى المهجر للتصويت بنعم للدستور من بينها كنائس الولاياتالمتحدةالأمريكية، والتى علقت لافتات داخل أسوارها تدعو للتصويت ب"نعم" على الدستور، وفى كنيسة مار جرجس والأنبا شنودة للأقباط الأرثوذكس بنيوجرسى، كتب الأب مكاريوس ساويرس على صفحته الخاصة بالفيس بوك:"أرجوكم يا مصريين لا تتراخوا، اذهبوا واستفتوا وابنوا بلدكم، وابنوا مصر جديدة بدستور جديد، صدقونى هو أروع ما تم إنجازه من دساتير، ولا تذهب للقنصلية وحدك بل اصطحب أصدقاءك وأقرباءك". كما عقدت الكنائس الإنجيلية والكاثوليكية عدة مؤتمرات وندوات للحث على المشاركة فى الاستفتاء، وتأكيد على إيجابيات الدستور والتصويت بنعم، ونظمت لجنة المواطنة بالكنيسة القبطية الفكرية عدة لقاءات فكرية لتأكيد ضرورة تمرير الدستور بنعم. الفلول بكنيسة العذراء وفى سياق متصل، عقدت كنيسة العذراء مريم بقرية اشمنت التابعة لمركز ناصر بني سويف إجتماعاً مغلقاً لأقطاب الحزب الوطني المنحل بالمركز وممثلين عن حزب الوفد لبحث مواجهة التيار المتصاعد لمقاطعة استفتاء الدستور والمزمع إجراؤه الثلاثاء القادم ، وذلك برعاية القس كيرلس – خادم الكنيسة . تم فى الاجتماع مناقشة التحركات داخل القرية والمركز استعداداً ليومى الاستفتاء ودور كل طرف منهم. وتشهد الفترة الاخيرة تحركات ذات طابع سياسى للقس كيرلس ، حيث عقد ندوة بمركز شباب القرية لمناقشة الدستور ، كما استقبل عدة وفود . وأكد مصدر أن الكنيسة رصدت اموالاً لتوزيعها علي الاهالي علي سبيل الهدية واستعانت بفلول الوطني بالمركز من اجل مساعدتها في الوصول للبسطاء ودفعهم للتصويت . جدير بالذكر أن مركز ناصر يشهد تصاعداً لموجة مقاطعة الدستور الإنقلابي وتشهد قري ناصر مسيرات شبه يومية ضد وثيقة الانقلاب .