لقي ثلاثة أشخاص مصرعهم، بينهم جندي بحلف شمال الأطلسي، في احتجاجات أفغانية ضد إطلاق جندي أمريكي النار على المصحف الشريف في منطقة "الرضوانية" بغربي العراق خلال تدريبات للرماية. وجرى الاحتجاج، الذي نُظِّم يوم الخميس، خارج قاعدة "تشاغشاران" الجوية في إقليم "غور" غربي البلاد، حيث قام المتظاهرون برشق قوات الأمن الأفغانية بالحجارة. وردّت القوات الأفغانية بإطلاق النار صوب المتظاهرين مما أدّى إلى مقتل اثنين منهم، فيما لم تتضح ملابسات مقتل أحد جنود الناتو وتزامنت تلك الاحتجاجات مع أخرى مماثلة في عدد من الدول الإسلامية، بعد قيام أحد الجنود الأمريكيين في العراق باستخدام "المصحف" كهدف للتدريب على الرماية. وكان نحو 70 برلمانيًا أفغانيًا تظاهروا في كابول للمطالبة بمحاكمة الجندي الأمريكي الذي أطلق النار على المصحف. وندّد البرلمانيون، خلال احتجاجهم، باستخدام جنود الاحتلال الأمريكي المصحف للرماية، مرددين شعارات مناوئة للولايات المتحدة وسياستها الخارجية. وقال عضو البرلمان الأفغاني سليمان ياري: إن شعب أفغانستان يمكن أن يتسامح مع أي شيء، لكنه لا يتسامح مع أي سُبّة إزاء ديننا وقرآننا". كما طالب البرلماني أرسلا جمال أيضًا "بمحاكمة الجندي الذي ارتكب هذه الجريمة التي لا يمكن العفو عنها". وكان مكتب رئيس الوزراء العراقي نور المالكي أذاع بيانًا جاء فيه أن الرئيس الأمريكي جورج بوش " قدّم اعتذاره للمالكي والعراقيين بعد هذا الحادث". كما قدم الجنرال جيفري هاموند، قائد قوات الاحتلال الأمريكي في بغداد، اعتذاره كذلك لرؤساء القبائل والعلماء العراقيين. جدير بالذكر أن الجيش الأمريكي أعلن الأسبوع الماضي ترحيل الجندي الذي قام "بإطلاق النار على المصحف"، وأوضحت القيادة الأمريكية أنه تم اتخاذ إجراءات تأديبية ضد الجندي عقب اكتشاف الشرطة العراقية أثار الرصاص على المصحف.