بعد التصريحات المستفزة التي ألقاها بوش مؤخرًا في احتفاله بالذكرى الستين لإقامة الكيان الصهيوني ووصفه بأنه "وطن الشعب المختار" والتي أثارت استياء وتخوفًا عربيًا رسميًا، يحاول الرئيس الأمريكي إقناع القادة العرب باستمرار سعيه لإقرار ما يسمى بالسلام بين الفلسطينيين والصهاينة، والعمل على إقامة دولة فلسطينية تعيش جنبًا إلى جنب مع الكيان الصهيوني الغاصب، وذلك على هامش منتدى دافوس الاقتصادي الذي يحضره بوش في مدينة شرم الشيخ المصرية!! ويتطلع بوش في ختام جولته الشرق أوسطية التي بدأها بإسرائيل ومن ثم السعودية وينهيها في مصر إلى تخفيف القلق العربي والفلسطيني من تلك التصريحات التي كشفت انحيازه الصارخ "والعقائدي كما يبدو" للكيان الصهيوني، والذي تمثل في انتقادات لاذعة من أطراف فلسطينية وسعودية ومصرية لتلك التصريحات غير المسئولة على حد وصفهم. وجدد بوش مهاجمته لسوريا وإيران ووصفهما ب "المفسدين" وحث الزعماء العرب على مقاطعتهما ورفضهما نهائيًا، وذلك في كلمته الإذاعية الأسبوعية. ونفى بوش الاتهامات التي تقول إنه منحاز لإسرائيل على حساب الفلسطينيين. وزعم الرئيس الأمريكي تمسكه بالتفاؤل بالتوصل لاتفاق سلام يفضي إلى إنشاء دولة فلسطينية قبل انتهاء ولايته في يناير/كانون الثاني المقبل. وفي وقت لاحق عقب لقائه الرئيس الفلسطيني محمود عباس تعهد بوش بالعمل على تحقيق "حلم" تأسيس الدولة الفلسطينية. وقال لعباس "أتعهد أمامكم مرة ثانية بأن حكومتي ستساعدكم على تحقيق الحلم الذي يراودكم، وهو في واقع الأمر حلم يراود الإسرائيليين أيضا، ألا وهو حلم الدولتين اللتين تعيشان جنبا إلى جنب بسلام". أما بالنسبة للوضع البناني فقد جدد بوش دعمه لحكومة "فؤاد السنيورة"، وهاجم حزب الله ووصفه بأنه لم يعد قادرا على الدفاع عن موقفه القائل بأنه يدافع ضد إسرائيل، منذ اللحظة التي انقلب فيها على مواطنيه!!