كشفت مصادر أمريكية أن عدد الجنود الخاضعين لبرنامج " ستوب لوس" الذي يجبرهم على العودة للمناطق القتالية التي خدموا فيها قد ازداد بصورة حادة منذ أن قررت وزارة الدفاع الأمريكية زيادة فترة جولات الخدمة من 12 شهرًا إلى 15 شهرًا. وأشارت المصادر إلى أن هذا البرنامج يقضي بإجبار الجنود على العودة للمناطق التي خدموا بها رغم انتهاء فترة خدمتهم والثابتة بعقودهم, في حين يصبح الجندي بين جحيم العودة إلى الحرب أو توقيفه وإخضاعه للمحاكمة العسكرية القاسية التي قد تنتهي بسجنه. وقالت صحيفة "لوس أنجيليس تايمز" الأمريكية إن وزير الدفاع روبرت جيتس أُطلع بخصوص التداعيات الأخيرة لتطبيق هذا البرنامج من قبل مسئولين في الجيش، حيث أكدوا له أن آلاف الطلبات الجديدة صدرت للجنود الأمريكيين في العام الأخير لمنعهم من ترك الخدمة. وأضافت أن الجيش الأمريكي لجأ لإخضاع المزيد من الجنود لهذا البرنامج للتأكد من أنهم لن يحاولوا الإفلات من الخدمة في أية مرحلة, ولتبرير هذه السياسة زعمت قيادات عسكرية أمريكية أنها السبيل الوحيد لضمان عدم الحاجة إلى إرسال جنود غير مدربين بشكل كافٍ أو وحدات غير مستعدة لمناطق القتال. ومن جانبهم شن منتقدو هذا البرنامج هجوماً حاداً على الرئيس جورج بوش, وأكدوا أن الجنود من حقهم العودة لبيوتهم بعد استكمال فترة تسجيلهم، وأما الإصرار على الاحتفاظ بهم بصورة تلقائية فإنه أمر يتنافى مع القواعد الديمقراطية، وقد وصل عدد الجنود الخاضعين لهذا البرنامج في مارس عام 2005 إلى 15.758 جنديًا، ثم هبط المعدل في مايو 2007 إلى 8.540 جنديًا، وبعد أن تقرر تمديد فترة انتشار الجنود في مناطق القتال إلى 15 شهرًا عاد المعدل ليرتفع ووصل في مارس 2008 إلى 12.235 جنديًا. وذكرت الصحيفة أن جيتس أمر في أبريل عام 2007 بتمديد فترات خدمة القوات الأمريكية رغم التحذيرات التي أثيرت حول خطورة النتائج المحتملة لهذا القرار، وكان العديد من الجنود في ذلك الوقت على وشك إنهاء فترات انتشارهم في مناطق القتال، وسارع مسئولو الجيش بإجبارهم على الخضوع للبرنامج لضمان استمرارهم.