رفض حزب العمل الأسف الذي أصدره بابا الفاتيكان؛ لأن أسف البابا كان في الحقيقة اتهام للمسلمين بإساءة الفهم، وعلى البابا أن يعتذر اعتذارا شخصيا ويعترف بأنه أخطا بحق الإسلام والمسلمين ولا يزول هذا الخطأ إلا بالاعتذار الشخصي الصريح.. وهذا ما طالبت به الأمة بكل مؤسساتها وهيئاتها. وكان الفاتيكان قد أصدر بيانا أعلن فيه ان البابا يشعر بالأسف لإساءة فهم تصريحاته التي تم تفسيرها بشكل يسيء للمسلمين، مؤكدا ان البابا يحترم كل من يؤمن بالعقيدة الإسلامية ويأمل من المسلمين فهم مغزى حديثه. وقال الكاردينال تارشيسيو ببرتوني وزير الدولة الجديد في الفاتيكان إن البابا يأسف جدا لكون بعض العبارات التي وردت في محاضرته قد بدت مسيئة لمشاعر المؤمنين بالعقيدة الإسلامية. وأضاف الكاردينال بارتون إن البابا - على حد تعبيره - يحترم "المسلمين الذين يعبدون الإله الواحد" إلا أن محاضرته في اللاهوت التي ألقاها في ألمانيا قد أسئ تفسيرها بطريقة لم يقصدها.
وقال البابا بنديكت السادس عشر للمسلمين اليوم السبت انه يشعر بالأسف بعد أن رأوا أن كلمته عن الإسلام كانت مسيئة مبديا احترامه لعقيدتهم وأنه يأمل أن يفهموا "المعنى الحقيقي" لكلماته. وقال الكردينال تارسيسيو بيرتوني وزير الدولة في الفاتيكان في بيان "يشعر البابا بالاسف البالغ لان بعض فقرات كلمته ربما بدا مسيئا لمشاعر المؤمنين بالاسلام." وقد قال أمين سر دولة الفاتيكان الكردينال تارشيزيو بيرتوني حول ردود فعل الجهات الإسلامية: أمام ردود فعل جهات إسلامية حيال بعض المقتطفات من خطاب البابا بندكتس السادس عشر في جامعة ريغينسبورغ والإيضاحات التي قدمها مدير دار الصحافة التابعة للكرسي الرسولي، أود أن أضيف ما يلي: إن موقف البابا حيال الإسلام يتمثل بدون أي التباس في الوثيقة المجمعية "في عصرنا": وثيقة Nostra Aetate (التي تناولت علاقة الكنيسة بالأديان غير المسيحية تحت عنوان "في زماننا" وأقرت إثر مجمع الفاتيكان الثاني في 28 أكتوبر/تشرين الأول 1965): وتنظر الكنيسة بعين الاعتبار أيضا إلى المسلمين الذين يعبدون الإله الواحد القيوم الرحيم الضابط الكل خالق السماء والأرض المكلم البشر. ويجتهدون في أن يخضعوا بكليتهم حتى لأوامر الله الخفية كما يخضع له إبراهيم الذي يُسند إليه بطيبة خاطر الإيمان الإسلامي. ولأنهم يجلون يسوع كنبي وإن لم يعترفوا به كإله ويكرمون مريم أمه العذراء كما أنهم يدعونها أحيانا بتقوى. وعلاوة على ذلك إنهم ينتظرون يوم الدين عندما يثيب الله كل البشر القائمين من الموت. ويعتبرون أيضا الحياة الأخلاقية ويؤدون العبادة لله لا سيما بالصلاة والزكاة والصوم.
وكان الأزهر الشريف قد أصدر بيانا يوم السبت ردا على محاضرة ألقاها بابا الفاتيكان الأسبوع الماضي ان الإسلام لم ينتشر بالعنف وان الجهاد شرع للدفاع عن النفس، وجاء في البيان الذي صدر عقب اجتماع طاريء لمجمع البحوث الاسلامية بالازهر ورأسه شيخ الازهر محمد سيد طنطاوي "الاسلام انتشر عن طريق الإقناع العقلي والهداية وشريعة الإسلام تهدر كل قول أو فعل يقوم على الإكراه." وأضاف البيان "الجهاد في الاسلام لم يشرع الا من أجل الدفاع عن النفس والعقيدة وعن كل ما يجب الدفاع عنه." وان النبي محمد "جاء للناس بكل خير... جاء بشريعة جامعة لكل الفضائل والآداب والعقائد السليمة."