طالب حزب الله القوات الدولية الموسعة العاملة في لبنان بعدم الخروج عن الصلاحيات الممنوحة لها، واستبعد مسئولُ الحزب في الجنوب الشيخ نبيل قاووق أن يقع صدامٌ بين الحزب وبين تلك القوات المعروفة بال"يونيفيل 2"، وذلك طالما التزمت بمهامها المتعلقة بحماية لبنان من الهجمات الصهيونية، داعيًا تلك القوات- وخاصةً الدول الأوروبية المشارِكة فيها- إلى التحرر من الموقف الأمريكي الداعم للكيان الصهيوني؛ حيث قال إنهم "إذا تحرَّروا من هذا الموقف يقتربون منا أكثر". وفي سياق متصل استمر انتشار الجيش اللبناني في الجنوب؛ إذ انتشرت وحدات الجيش في 8 بلدات جديدة بالقطاعَين الغربي والأوسط في جنوب لبنان، مع استمرار انسحاب القوات الصهيوني من تلك المناطق، ونقلت وكالات الأنباء عن مصدر عسكري قوله إن 400 عنصر بدأوا الانتشار في بلدة "عيتا الشعب" التي شهدت مواجهاتٍ حادَّةً بين المقاومة اللبنانية والقوات الصهيونية، فيما انتشرت عناصر أخرى في بلدات رميش والقوزح ورامية ومروحين والضهيرة وعلما الشعب والناقورة، وكلها بلداتٌ تقع في أقصى الجنوب اللبناني قرب الحدود مع الكيان الصهيوني، ولا يزال الجيش اللبناني خارج بلدتي كفر كلا ودير ميماس.
وقد تعرَّض موقع للجيش اللبناني في وادي خالد قرب الحدود مع سوريا لإطلاق نار في حادث هو الأول من نوعه منذ بدء انتشار الجيش اللبناني على الحدود مع سوريا إثْر توقف العدوان الصهيوني على لبنان، لكن أنباءً أشارت إلى أن هذا الحادث قد يرجع إلى ظروف أمنية داخلية ترتبط باعتقال الجيش اللبناني لعدد من المهرّبين.
من جانبه رجَّح الزعيم الدرزي وليد جنبلاط وقوع جولة قتال جديدة بين حزب الله والكيان الصهيوني، وقال في تصريحات لإخبارية (الجزيرة) الفضائية أمس السبت 16 سبتمبر ضمن برنامج "حوار مفتوح" إن تجدد الحرب يبقى قائمًا إذا لم تتحقق تسويةٌ داخليةٌ بلبنان مع حزب الله، وكذلك إذا استمرت في ذات الوقت النوايا العدوانية الأمريكية تجاه إيران، كما أقر جنبلاط بأن المواجهة بين حزب الله والكيان الصهيوني هي انتصار للبنان، مشددًا على ضرورة توظيف الانتصار السياسي والعسكري لصالح الدولة.
ودعا إلى حل قضية نزع سلاح حزب الله وما دعاه "تحالف الحزب مع إيران" من خلال حوار إقليمي عربي إيراني تشارك فيه السعودية ومصر والأردن لحلِّ كافة المشاكل العالقة بين الجانبين العربي والإيراني وضمنها مشكلة الجزر الإماراتية المحتلة.
وفي تعليقه على اتهامات حزب الله له بأن "قوى 14 آذار" أداة في يد خارجية ردًّا على اتهامات القوى له بأنه أداة في يد إيران وسوريا.. قال جنبلاط إنه كان خلال الحرب الأهلية أداةً في أيدٍ خارجية، لكنه ذكر أنه "حرٌّ الآن".
وتتفاعل في الفترة الحالية داخل لبنان انتقاداتٌ لقوى الأغلبية التي تقود الحكومة اللبنانية والتي تشكِّل "قوى 14 آذار" العمود الفقري لها؛ وذلك بسبب سوء تعامل الحكومة مع أزمة الحرب الصهيونية على لبنان وما تلاها، وسماحها بدخول قوات أجنبية إلى البلاد؛ ما قد يُسهم في توغُّل صهيوني بها إلى جانب بطء عمليات إعادة الإعمار.
وقد دعا سوء الأداء الحكومي بعد الجهات إلى مطالبة الحكومة بالاستقالة، ويشكِّل تيار المستقبل بزعامة النائب سعد الدين الحريري واللقاء الديمقراطي الذي يقوده جنبلاط المكوِّن الرئيسي ل"قوى 14 آذار".