كشف وزير الخارجية أحمد ابو الغيط عن العناصر الرئيسية للخطة التي طرحتها مصر للتهدئة بين الفلسطينيين والإسرائيليين توطئة لنجاح المفاوضات الجارية، فيما استبعد إشراك حماس في حكومة وحدة وطنية فلسطينية قال إنها يمكن أن تشكل قيدا يكبل جهود السلطة الفلسطينية نحو التوصل إلى تسوية. وقال أبو الغيط في لقاء بمجلس العلاقات الخارجية أداره وكيل وزارة الخارجية الأمريكي السابق توماس بيكرنج، أن مصر لا تميل إلى العودة بحكومة الوحدة الوطنية بتشكيلها السابق لكنها ترغب بدلا من ذلك في التوصل إلى فترة تهدئة تتوقف فيها عمليات إطلاق الصواريخ من غزة ومعها تتوقف إسرائيل عن استهداف النشطاء الفلسطينيين وضرب غزة. وقال ان العنصر الثاني من الخطة يتمثل في مبادلة نحو 400 من بين حوالي 12 ألف أسير فلسطيني في سجون إسرائيل، مقابل إطلاق سراح الأسير الإسرائيلي جلعاد شاليط، الذي أكد وزير الخارجية أنه على قيد الحياة. وقال ان العنصر الثالث يتضمن فتح المعابر بين غزة وإسرائيل حسب ترتيبات تم الاتفاق عليها بين السلطة وإسرائيل بوجود مراقبين من الاتحاد الأوروبي. وأضاف أنه يتم حاليا إحراز تقدم في هذا المشروع، مستدركا بالقول ان المشروع يواجه تحديات في الغالب من التوجهات داخل إسرائيل ومما يحدث في غزة. ورسم وزير الخارجية سيناريو مستقبل حماس في حال التوصل إلى اتفاق بين السلطة وإسرائيل وقال أنه في حالة التوصل إلى اتفاق-آملا في أن يكون خلال عام 2008-2009 سيتم طرحه على الفلسطينيين للاستفتاء فإذا رفض هذا الاتفاق فستكون كارثة حيث سينذر بمواصلة الصراع وإطالة أمده. أما إذا قبل، فستواجه حماس ضغوطا لكي تلقي السلاح وتنخرط في المسار السياسي وأعرب عن ثقته في أن الفلسطينيين سيقبلون باتفاق التسوية إذا كان عادلا. وقال ان هناك تيارين داخل حماس، يطالب أحدهما بالاستمرار في الكفاح المسلح حتى يتحقق الهدف ويطالب الآخر بالقبول بهدنة تتراوح بين 10 إلى 20 عاما إذا تمت التسوية بناء على حدود 1967 مع اتخاذ القدس العربية عاصمة للدولة الفلسطينية. وأوضح أبو الغيط أن كلا الأمرين- الهدنة أو الاتفاق- سيكون إيجابيا، متوقعا تغير حماس مع مرور الزمن لأن عدم تغيرها سيقوض الأمل في التوصل إلى سلام فلسطيني. وأكد أن القرار ينبغي أن ينبع من إسرائيل وأنه "إذا حدث ذلك فيمكن التوصل إلى اتفاق في أقل من يوم يتم صياغة بنوده الأساسية في عشر فقرات ثم يتم تفصيل مسار التنفيذ في عشرات الصفحات أو ربما مئات". وقال أبو الغيط ان المسار السوري أسهل كثيرا من المسار الفلسطيني وأن معلوماته هي أن الطرفين يجسان نبض بعضهما البعض حول إمكاينة التفاهم أو التوصل إلى اتفاقات، مشيرا إلى أن هذه ليست المرة الأولى. وقال ان السؤال هو ما إذا كانت إسرائيل قادرة على التفاوض على جبهتين معا، مؤكدا أن الكثير يتوقف على نظرة الولاياتالمتحدة لهذا المسار. وعن علاقة حماس بإيران ومدى قوة هذه العلاقة، قال أبو الغيط ان حماس تؤكد على علاقتها الخاصة بإيران إلا أنها تنكر ما يشاع عن "أنها دمية في قبضة طهران "وتقول انها تتحرك بمحض إرادتها. وقال أنه يشاع أن إيران تمول الكثير من احتياجات حماس وأنها تساعدها على الوفاء بالتزاماتها داخل قطاع غزة فيما يتعلق بالأجور والرواتب وقال أن الصديق يستمع غالبا لنصائح صديقه الذي يساعده.