كادت أن تقع في محافظة خان يونس جنوب قطاع غزة الليلة الماضية، كارثةٍ بيئية وصحية نتيجة امتلاء بركة تجميع وتصريف مياه الصرف الصحي والأمطار بمنطقة حي الأمل غرب المحافظة، وانهيار جزء من السور الرئيسي للبركة. وقال مدير دائرة العلاقات العامة والإعلام في بلدية خان يونس عماد الأغا : "شكلت البلدية مُنذ أيام غرفة عمليات مشتركة، وفتحت خطا مجانيا لاستقبال بلاغات ومناشدات المواطنين، على الرقم المجاني 104 بالإضافة لرقمين هاتفيين نشرتهما البلدية".
ولفت الأغا إلى أن خان يونس كادت أن تقع في كارثة بيئية وصحية وتغرق معظم شوارعها وأحيائها، بعدما ارتفع منسوب المياه داخل بركة حي الأمل غرب المحافظة، لكن بعون الله عز وجل، تمكنت طواقم البلدية من السيطرة على المشكلة على وجه السرعة.
وأضاف "طواقم البلدية على وجه السرعة قامت بحفر (بركة) مجاورة وتم الانتهاء منها عند الساعة الثانية فجرًا، بعد عمل استمر لنحو ست ساعات، وتم تصريف المياه الزائدة لداخل هذه البركة، مما حال دون حدوث الكارثة وطفح مضخات الصرف الصحي بالمحافظة".
وتابع الأغا "كذلك تعرضت البركة صباح اليوم لانهيار التراب أسفل أحد أسوارها الذي أصبح معلقا، مما أدى لتدفق المياه خارجها، واستعنا بأربع شركات مقاولات لسد الحفرة، وحتى الآن الأمور مطمئنة ولا تشكل خطرًا على حياة السكان المجاورين".
وأشار إلى أن عطلاً أصاب مضخة الصرف الصحي بمنطقة (الوافية) وتم التغلب على العطل سريعًا وهي منطقة مُنخفضة، ولو تم التأخير بتصليحه لحدثت كارثة بالمنطقة، لافتًا إلى أن البلدية قامت بوضع موظف في كل منطقة بها عبارات ومصافي ومضخات مياه وصرف صحي.
وأوضح الأغا أن مهمة الموظف، هي مراقبة عمل تلك المضخات والمصافي، والعمل على إصلاحها أو إبلاغ الجهات المُختصة لإصلاحها، مناشدًا كافة المواطنين للعمل على الاحتفاظ بالنفايات داخل المنازل وعدم تركها بالشوارع لأن مياه الأمطار تجرفها لداخل المصافي، مما يتسبب بإغلاقها.
وبين أن تلك النفايات قد تتسبب بإغلاق المصافي وخطوط الصرف الصحي بأكملها، مما يُعيق عملية تصريف المياه، وبالتالي تتجمع المياه وتعود وتطفح خارج المصافي والعبارات وتتراكم بالطرقات وقد تتدفق لداخل المنازل المجاورة لتلك الطرقات، مناشدًا المواطنين بإبداء تعاونهم مع البلدية.
خسائر خانيونس وحول حجم الخسائر بالمحافظة، قال الأغا : "من المبكر الحديث عن حجم الخسائر لكنها كبيرة جدًا، من تطاير أسقف منازل من الاسبست والصفيح (الزينجو)، وسقوط يافطات إعلانية وأشجار كبيرة، وتطاير أثواب بلاستيك لدفيئات زراعية بمختلف أنحاء المحافظة".
ونوه إلى أن بلديته تعاملت مع نحو 400 بلاغًا طيلة أيام المنخفض الثلاث الماضية، مشيرًا إلى أن طواقم البلدية تولي أهمية للبلاغات التي تحتاج للعمل بشكلٍ سريع وطارئ، أما التي تحتاج لتأجيل عدة ساعات فتؤجل، كون أن عدد البلاغات كبير ومتزامن.
ولفت الأغا إلى أن الشوارع المغلقة بسبب تراكم المياه تم التعامل معها سريعًا وفتحها، مؤكدًا أن طواقم البلدية خاصة في الأقسام ذات الصلة تعمل على مدار الساعة حتى الجمعة وهو الأجازة الأسبوعية للموظفين، وأغلقت البلدية كافة الإجازات لحين الانتهاء من معالجة أضرار المنخفض الجوي.
وأكد أن الحصار الصهيوني أثر على عملهم بشكلٍ كبير، خاصة عمل مضخات الصرف الصحي التي تحتاج لوقود أثناء فترة قطع التيار الكهربائي، فهذا الأمر يحتاج لمبالغ باهظة لارتفاع ثمن شراء السولار الصهيوني من الموردين والدفع مباشرة للمذكورين.
وأضاف الأغا "كما حال الحصار دون دخول مضخات جديدة عبر المعابر، فلو توفرت لنا الجديدة لما قمنا بإصلاح المُتعطلة"، مؤكدًا استمرار مساعيهم الحثيثة في متابعة بلاغات المواطنين وتقديم العون للأسر المحتاجة في كافة أنحاء المحافظة.
وأكدت مصادر محلية بأنه وعلى الرغم من إجراءات البلدية هذه إلا أن استمرار تساقط الأمطار بشكل كبير رفع من منسوب المياه في البركة، ودخلت لمنازل مجاورة في منطقة العرايشية، واستغاث سكان المنطقة، وقامت على الفور طواقم الإسعاف والدفاع المدني بإخلاء السكان لمدرسة "عبد الله صيام" فجر اليوم.
وتعرض سكان المنطقة المجاورة لهذه البركة، التي تعتبر المركزية لتصريف مياه الصرف الصحي والأمطار للغرق، بسبب طفحها عدة مرات لإرتفاع منسوبها، مما عرض السكان المجاورون للغرق في سنوات ماضية.