يختتم الزعماء العرب اليوم القمة العربية التي بدأت أمس في العاصمة السورية دمشق وتركزت حول أزمة العلاقات العربية. وقد وافق القادة العرب على طلب قطر استضافة القمة المقبلة التي كان من المقرر عقدها في الصومال، وهو أمر يتعذر تنفيذه لسوء الأوضاع الأمنية هناك. وكمؤشر على تحقيق تقدم في تجاوز الخلافات، فقد أكد الزعماء في جلسات اليوم الأول على المبادرة العربية كإطار لتجاوز الأزمة اللبنانية مجددين دعوة الأطراف اللبنانية إلى التوافق، وذلك بعد أن كانت سوريا رفضت بحث الأزمة في غياب لبنان. وكان الرئيس السوري بشار الأسد قد افتتح القمة العربية العشرين بخطاب تميز بنبرة هادئة وتصالحية خلت من انتقاد الدول التي غاب زعماؤها عن القمة. ودعا الأسد في كلمته الدول العربية إلى العمل المشترك من اجل استعادة الحقوق وتحقيق التنمية. وفيما يتعلق بتحقيق السلام في الشرق الأوسط اتهم الأسد إسرائيل بعدم الجدية في تحقيق هذا السلام ورفض مبادرات السلام وممارسة العدوان بذريعة الحفاظ على أمنها مضيفا أن الأمن لا يتحقق إلا من خلال تحقيق السلام. وفي الشأن اللبناني، الذي كان مثار الخلافات بين عدد من الدول العربية التي خفضت مستوى مشاركتها في القمة مثل السعودية ومصر من جهة وسورية من جهة اخرى، قال الأسد ان بلاده حريصة على سيادة واستقلال لبنان، وعلى الاطراف اللبنانية حل مشاكلهم الداخلية وسورية تدعم ما يتفق عليه اللبنانيون. ونفى الاسد تدخل بلاده في الشؤون الداخلية اللبنانية بل قال ان بلاده تتعرض للضغوط للتدخل في الشأن اللبناني تبرير ومصالحة يأتي ذلك بوقت قال فيه وزير الخارجية السعودي في مؤتمر صحفي بالرياض إن مستوى تمثيل المملكة بالقمة العربية يعود إلى الظروف والأسلوب الذي انتهج في التعامل مع القضايا العربية. وأشار سعود الفيصل إلى أن السعودية ما زالت تنتظر تحركا إيجابيا من دمشق لتنفيذ بنود المبادرة العربية بشأن لبنان. كما نفى الوزير أن تكون الدول العربية تحأول عزل سوريا بسبب الأزمة في لبنان. وكلف الزعماء العرب في الجلسة المغلقة نائب الرئيس اليمني بمتابعة مستقبل المصالحة بين حركتي التحرير الفلسطيني (فتح) والمقاومة الإسلامية (حماس). وأشار المراسل إلى أنه تم تشكيل لجنة وزارية لمتابعة موضوع المصالحة الفلسطينية. وفي الشأن العراقي، دعا الزعماء العرب إلى وقف أعمال العنف والاقتتال الطائفي ودعموا جهود المصالحة الوطنية. كما اتفق الزعماء على أن تعقد القمة المقبلة في قطر. كما أشار الرئيس السوري إلى أن هناك خلافا بين الدول العربية بشأن عدد من القضايا، داعيا الزعماء إلى معالجة الصعاب بواقعية وصراحة أخوية. ودعا الأسد الفلسطينيين إلى الحوار والتسامي عن الخلاف كما أعلن عن تقديره للمبادرة اليمنية واعتبرها إطارا مناسبا للحوار. اقتراح موسى أما الأمين العام لجامعة الدول العربية فقد تنأول في كلمته مستقبل عملية سلام الشرق الأوسط، ودعا إلى عقد اجتماع لوزراء الخارجية العرب منتصف هذا العام لتقييم الموقف من المضي بتلك العملية في ظل عدم التعاون الذي تبديه إسرائيل بهذا الشأن. وفي ملف آخر أكد عمرو موسى أنه سيواصل جهوده لتفعيل المبادرة العربية لحل الأزمة اللبنانية، والتوصل لتسوية بين الفرقاء هناك. كما تميزت جلسة الافتتاح بالكلمة التي ألقاها الزعيم الليبي حيث كان صريحا ومباشرا في انتقاداته للزعماء العرب الذين حضر 11 منهم إلى دمشق. وحذر معمر القذافي بكلمته القادة العرب من أن ينتهي بهم المطاف على غرار الرئيس العراقي السابق صدام حسين، الذي كان مصيره الإعدام بعد الإطاحة به في أعقاب الغزو الأمريكي للعراق عام 2003.