حث أحد أكبر حاخامات الكيان الصهيوني حكومة بلاده الأربعاء على الانتقام ممن يقومون بتنفيذ هجمات ضد اليهود، بصورة تشبه ما جاء في التوراة عن مواجهة أعداء إسرائيل عبر الثأر من عائلاتهم وأرزاقهم، في تصريح سيكون من شأنه زيادة التوتر بين الفلسطينيين والصهاينة. ودعا الحاخام شموئيل الياهو، نجل الحاخام الأكبر السابق مردخاي الياهو، على الانتقام من عائلة علاء أبودهيم، منفذ الهجوم على مدرسة هراف الدينية مطلع مارس الجاري من خلال شنق أفراد عائلته على شجرة عالية، موافقاً بذلك دعوات كانت قد صدرت في أعقاب الهجوم. وجاءت دعوات الياهو، الذي يشغل حالياً منصب كبير حاخامات مدينة صفد، من خلال رسالة إخبارية وصلت إلى أتباع المحافل الدينية اليهودية في الكيان الصهيوني. وجاء في رسالة الياهو: يتوجب على البلاد التي تهتم فعلاً بمواطنيها أن تشنق أطفال الإرهابي العشرة على شجرة عالية. واقتبس الياهو الحكم شنق عشرة أولاد من أسفار التوراة التي تتحدث عن المواجهة مع هامان الذي كان يعتزم إبادة اليهود في فارس القديمة قبل أن تفشل مخططاته، وفقاً للديانة اليهودية. وفي مقابلة مع وكالة أسوشيتد برس، قال الياهو إنه اقتبس من التوراة على سبيل التشبيه، إلا أنه أعاد التأكيد على قبوله لمبدأ الانتقام من الأشخاص الذين يهاجمون اليهود. لا اعتذار وقال الحاخام الأكبر لصفد خلال المقابلة: لا أعتذر عمّا قلته وأؤيد كل ما سبق أن كتبته. يذكر أن الأوضاع بين الفلسطينيين والصهاينة كانت على قدر كبير من التوتر خلال الأيام التي تلت هجوم القدس الذي أسفر عن مقتل ثمانية أشخاص، فقد جرت مظاهرات حاشدة لمئات من اليهود الذين صرخوا الموت للعرب كما هاجمت مجموعة من اليهود منزل منفّذ العملية قبل أن تتصدى لها الشرطة. إلا أن دعوات الثأر لم تصدر فقط عن الياهو، فقد نقلت صحيفة الشرق الأوسط الأربعاء عن الموقع العبري لصحيفة هآرتس الصهيونية أن عددا من كبار الحاخامات في الكيان الصهيوني أفتى بوجوب تطبيق حكم التوراة الذي نزل في قوم 'عملاق،' على الفلسطينيين. ونقلت هآرتس عن الحاخام يسرائيل روزين، أحد أهم مرجعيات الإفتاء اليهود، أنه يتوجب تطبيق الحكم على كل من تعتمل كراهية الكيان الصهيوني في نفسه. وينص الحكم على قتل الرجال والأطفال وحتى الرضع والنساء والعجائز، وسحق حتى البهائم، وفق ما تلاه الحاخام روزين الذي قال: اقضوا على العماليق من البداية حتى النهاية.. اقتلوهم وجردوهم من ممتلكاتهم، لا تأخذكم بهم رأفة، فليكن القتل متواصلا شخصا يتبعه شخص، لا تتركوا طفلا، لا تتركوا زرعاً أو شجراً، اقتلوا بهائمهم من الجمل حتى الحمار. وكان أبودهيم قد اقتحم مقر المدرسة التلمودية، وفتح النار على عدد من الطلاب بينما كانوا يتجمعون في صالة الطعام، قبل أن يقتل على يد ضابط صهيوني خارج الخدمة، وفقاً لقائد شرطة القدس، آهارون فرانكو. وأشارت المصادر إلى أنه كان يحمل سلاحاً من طراز كلاشينكوف ومسدساً، وكان لديه الوقت الكافي لإعادة تذخير السلاح وتبديله أثناء الهجوم.