لا يتوان الاحتلال وأجهزة مخابراته عن استخدام أي طريقة أو أي أسلوب مهما كان مناف للأخلاق في محاولة إسقاط الإنسان الفلسطيني وتجنيده في وحل العمالة والخيانة، بل وصل الأمر إلى تجنيد الأطفال الأسرى، والذين يتجاوز عددهم الآن في سجون الاحتلال نحو 300 طفل. كشفت عدد من التقارير الإخبارية النقاب عن ضغط مخابرات الاحتلال على المواطنين الفلسطينيين المرضى والجرحى وابتزازهم في حاجتهم للعلاج كي يتخابروا معه ويزودوهم بأخبار المقاومة الفلسطينية سواء في الضفة الغربية أو في قطاع غزة، وفي أحيان كثيرة يتم منع الكثيرين من العلاج. تجنيد الأطفال ولا يعتبر الضغط على المرضى ومساومتهم في علاجهم الأسلوب الوحيد لتجنيد المواطنين الفلسطينيين، فهناك أيضاً أسلوب الضغط على الأطفال الأسرى، حيث يستغل الاحتلال صغر سنهم وضعف وعيهم بالقضايا الأمنية ومخاطرها، وتقوم مخابرات الاحتلال بالضغط عليهم في مدة محكوميتهم، حيث يوهمون الطفل الأسير بأنه سيقضي بقية عمره في السجن إن رفض التعامل والتخابر مع الاحتلال. وتؤكد لجنة الأسرى في المجلس التشريعي الفلسطيني أن سلطات الاحتلال ومن خلال أجهزتها الأمنية تتبع سياسة تجنيد الأطفال الصغار للعمل لمصلحتها، باتباع وسائل التهديد والتعذيب لتدميرهم نفسياً واجتماعياً مخالفة بذلك المواثيق الإنسانية والدولية وخاصة اتفاقية حقوق الطفل التي وقعتها حكومة الاحتلال. وأشارت إلى أن حرباً ممنهجة ومتعمدة يتبعها جهاز الشاباك الصهيوني تجاه الأطفال المعتقلين بهدف تدمير الأجيال الفلسطينية وتدمير مستقبلهم، وأن عرض التجنيد على الأطفال يتم في نطاق واسع بلغت نسبته 62 في المائة من مجموع الأطفال المعتقلين. ومحاولة تجنيد الأطفال ليست هي الإساءة الوحيدة من قبل الاحتلال لأطفال فلسطين، بل يلاحقهم أيضاً في أرواحهم، حيث قتل جيش الاحتلال في المحرقة الأخيرة في قطاع غزة أكثر من 25 طفلا، وقتل قبلهم الطفل محمد الدرة وإيمان حجو وغيرهم الكثير.