في الذكري الثالثة لانطلاقة ثورة الأرز في 14آذار 2005 أطلقت قوي الأكثرية في مؤتمرها الأول بعد ظهر أمس وثيقة سياسية أعلنت فيها مد اليد للحوار وحددت تحركاتها ورؤيتها المستقبلية. وأقيم الاحتفال في مجمع بيال الذي رفعت فيه صور عن التظاهرة التاريخية في ساحة الشهداء واللافتات التي رفعت فيها حول خروج الجيش السوري، كما رفعت فيها صور شهداء انتفاضة الاستقلال بدءاً بالرئيس رفيق الحريري إلي الرائد وسام عيد.وشارك في الحفل أقطاب الأكثرية وكوادر 14 آذار الذين قدروا بحوالي ألفين.وميّزت أوساط قيادية في 14 آذار وثيقتها السياسية عن وثيقة التفاهم بين حزب الله و التيار الوطني الحر ، فيما أعلن العماد ميشال عون أن 14 آذار هو آذارنا ، واعتبر إن السيادة انتقلت من عنجر إلي عوكر . وفي الاحتفال تلا أمين عام قوي 14 آذار النائب السابق فارس سعيد وثيقة فريقه فقال تتواجه اليوم في لبنان نظرتان مختلفتان إلي العالم، نظرة تقوم علي ثقافة السلام والعيش معاً والوصل مع الآخر المختلف وأخري تقوم علي ثقافة العنف والفصل وتري أن توكيل الذات لا يتم إلا باستبعاد الآخر . وحمل علي المقاومة قائلاً المقاومة تقوم أساساً علي مكامن القوة التي يمتلكها الشعب وليس علي مكامن الضعف، وليست المقاومة تلك التي تقوم علي فرز الشعب بين أكثرية خائنة وأقلية وطنية، وليست المقاومة تلك التي تقوم علي تأمين مصالح الخارج والالتزام بشروطه . واعتبر سعيد إن العالم العربي يتواجه في سعيه إلي إعادة تكوّنه السياسي بقوة إقليمية غير عربية أي الكيان الصهيوني وإيران تحاول إبقاءه علي ما كان عليه والحلول مكان الدول الكبرى في التحكم بمصيره وترتبط هذه القوي الإقليمية غير العربية في ما بينها بعلاقة تواطؤ وخصومة في آن معاً . ودعت الوثيقة إلي طي صفحة الماضي مع سورية وتطبيع العلاقات معها، وهذا له شروط وهو أمر يبدأ بعودة سورية إلي الحظيرة العربية بعد أن أصبح حصان طروادة، ونطالب هذا النظام بالاعتراف بلبنان واحترام استقلاله من خلال تبادل السفارات وترسيم الحدود والأساس في هذا الموقف هو الكف عن التعامل مع لبنان وكأنه مجرد إقليم جري سلخه عن الوطن الأم في زمن الاستعمار وإقرار الدولة السورية بأن شرعية الكيان اللبناني تساوي شرعية كل الكيانات العربية بما فيها الكيان السوري . وانتقدت وثيقة الأكثرية تصرف المعارضة واحتجاجاتها المطالبية وسألت هل أن قتل القيادات واستدراج الحرب مع الكيان الصهيوني واحتلال وسط بيروت والاعتداء علي الجيش والسعي إلي إقامة إمارة إسلامية في الشمال وقتل جنود القوات الدولية والاعتداء علي البعثات الدبلوماسية هو لأسباب معيشية كالكهرباء؟ . بموازاة ذلك، بقي موضوع مشاركة لبنان في القمة العربية في دمشق محور متابعة، ورأت المعارضة أن لا مشكلة في طريقة تسليم دمشق الدعوة إلي القمة مادام الموفد السوري سلمها بالطرق الدبلوماسية الصحيحة عبر وزارة الخارجية ولو كان هذا الوزير مستقيلاً . ورفضت المعارضة اعتبار الحديث عن انتقاص من سيادة لبنان خلال إيفاد معاون وزير الخارجية السورية . ورأت المعارضة أنه في حال تقرّرت مشاركة لبنان فيجب أن يتمثل لبنان بوزير خارجيته خصوصاً أن الوزير فوزي صلوخ لم تُقبل استقالته . في المقابل، تمسكت قوي الأكثرية بموقفها غير المحبّذ للمشاركة إذا لم يكن تمثيله علي مستوي رئيس الجمهورية الماروني. واعتبر رئيس اللقاء الديمقراطي النائب وليد جنبلاط إن مشاركة لبنان تعطي صك براءة لنظام بشار الأسد .