تظاهر العشرات من الأطفال الفلسطينيين، مساء الخميس، أمام مدرسة بشمال قطاع غزة، أضاءوا خلالها الشموع، في مشهد "تمثيلي" للدلالة على معاناتهم بسبب انقطاع الكهرباء بفعل توقف محطة توليد الكهرباء بسبب نفاد الوقود اللازم لتشغيلها. وأضاء الطلاب شموعا على مقاعدهم الدراسية، للإشارة إلى معاناتهم من الدراسة على ضوء الشموع بفعل غياب الكهرباء. ورفع الأطفال في وقفتهم التي نظمتها حركة المقاومة الإسلامية (حماس) لافتات ترفض انقطاع الكهرباء، والحصار الإسرائيلي منها "نطلب الأممالمتحدة بحماية أطفال غزة، منعوا عنا الغذاء والدواء والكهرباء، قطع الكهرباء وحصار إسرائيل سيقتلنا". وفي كلمة له باسم الأطفال الفلسطينيين قال الطفل، محمد الغفري "نقف هنا لنعبر عن غضبنا جراء انقطاع التيار الكهربائي وتوقف محطة التوليد الوحيدة في القطاع، والحصار الإسرائيلي الخانق الذي يتعرض له قطاع غزة". وأضاف الغفري "أليس من حقنا أن نتعلم مثل باقي أطفال العالم؟، أليس من حقنا أن ننعم بالنور ونطالع دروسنا ونحل واجباتنا على ضوء الكهرباء؟". وتابع:" نحن الآن نتقدم لاختبارات دراسية ولكن لا نستطيع أن ندرس على ضوء الشموع، لأن الخوف يهددنا بأن تحترق بيوتنا، ونموت فيها كما حدث لبعض إخواننا الأطفال الذي فقدناهم بفعل الشموع وفقدان الكهرباء". وقال الغفري: "أيها العالم: آن الأوان أن تتحركوا لتنقذوا طفولتنا، وترحمونا من هذا الظلم الواقع علينا، فنحن لم نرتكب جرائم فلماذا تعاملوننا هكذا؟". وأعلنت سلطة الطاقة التابعة لحكومة غزة المقالة، التي تقودها حركة "حماس"، مساء يوم الجمعة الماضي، عن توقف المحطة التي تزود القطاع بنحو عن العمل بسبب نفاد الوقود. ويحتاج قطاع غزة، لنحو 360 ميغاواط من الكهرباء، لسد احتياجات السكان (حوالي 1.8 مليون نسمة)، لا يتوفر منها سوى قرابة 200 ميغاوات. ويحصل قطاع غزة حاليا على التيار الكهرباء من ثلاثة مصادر، أولها إسرائيل، حيث تمد القطاع بطاقة مقدارها 120 ميغاواط، وثانيها مصر، وتمد القطاع ب28 ميغاواط، فيما تنتج محطة توليد الكهرباء في غزة ما بين 40 إلى 60 ميغاواط. وبررت سلطة الطاقة توقف المحطة عن العمل، بسبب عدم استجابة الحكومة في رام الله، لطلبها بإلغاء كافة الضرائب المضافة على الوقود الصناعي، وهو الأمر الذي أوقف شراء السولار الصناعي الإسرائيلي. وحذرت سلطة الطاقة، في بيان سابق تلقت وكالة "الأناضول" للأنباء نسخة عنه، من أن توقف المحطة سيؤثر على الوضع الإنساني، وجميع مناحي الحياة بقطاع غزة، بما فيها وصول المياه إلى البيوت، ومعالجة مياه الصرف الصحي قبل ضخها في البحر، بالإضافة إلى "التأثير الخطير على عمل المستشفيات والمراكز الصحية". ويعاني قطاع غزة من أزمة خانقة في انقطاع الكهرباء تقترب من عقدها الأول منذ قصف طائرات الاحتلال لمحطة توليد الكهرباء الوحيدة صيف عام 2006، حيث يقطع التيار يوميا ثماني ساعات عن كل بيت. وبعد نفاد الوقود الوارد عبر الأنفاق مع مصر تفاقمت أزمة الكهرباء بغزة، وامتدت ساعات القطع إلى أكثر من 12 ساعة.