وزير الآثار: تدريب العاملين يسهم في تطوير الخدمات المقدمة للسائحين    «القاهرة الإخبارية»: غارات قوية للاحتلال الإسرائيلي على ضاحية بيروت الجنوبية    بوتين: نشعر بالقلق إزاء الأحداث في الشرق الأوسط ولا نريد للصراع أن يتفاقم    بوريل يعرب عن انزعاج الاتحاد الأوروبي الشديد إزاء تقارير عن وجود جنود كوريين شماليين في روسيا    بث مباشر لمباراة الأهلي والزمالك في نهائي السوبر | عاجل    كل ما تود معرفته عن محفظة التذاكر بمترو الخط الثالث.. «صالحة لك ولغيرك»    أروى جودة بعد ظهورها مع خطيبها لأول مرة في مهرجان الجونة: «لا يتحدث العربية»    توقعات الأبراج للاعبي الأهلي والزمالك قبل القمة: عواد مشتت وعاشور لديه طاقة هائلة    إقالة مانشيني من تدريب منتخب السعودية.. والإعلان عن البديل في هذا الموعد    حصار إسرائيلي خانق لمستشفى كمال عدوان في غزة وسط نداءات استغاثة طبية    محمود عنبر: الفترة المقبلة ستشهد تطورا في التبادل التجاري بين دول «بريكس»    ل«ضمان جودة التعليم».. «الإسكندرية الأزهرية» توفد لجان فنية لمتابعة المعاهد (صور)    وزير الثقافة يصل دار الأوبرا لحضور حفل ختام مهرجان الموسيقى العربية    إعلام فلسطينى: 820 شهيدا فى العدوان الإسرائيلى على شمال غزة منذ 20 يوما    أمينة خليل: أنا بنت مهرجان الجونة وفخورة بعضوية لجنة التحكيم    وقولوا للناس حسناً.. خالد الجندي يوضح أهمية الكلمة الطيبة في الحياة اليومية    شمال سيناء: الكشف على 377 مواطنًا فى قافلة طبية بقرية النثيلة    بروتوكول تعاون بين جامعة حلوان و"الصحفيين" لتقديم الخدمات الصحية لأعضاء النقابة    أول ظهور لمحمود شاهين وزوجته بعد زفافهما في افتتاح الجونة السينمائي    بندوة علمية.. دار الكتب تحتفل بذكرى نصر أكتوبر    السجن 6 سنوات لمتهم يتاجر في الترامادول    خالد الجندي: أنا أؤمن بحياة النبي في قبره.. فيديو    بنك مصر يرفع الفائدة على الودائع والحسابات الدولارية    شريف فتحي يؤكد عمق العلاقات الثنائية بين مصر وإيطاليا في مجال السياحة    غادة عبدالرحيم تشارك في الجلسة الختامية لمؤتمر السكان والصحة والتنمية    الجريدة الرسمية تنشر قرار إنشاء صندوق مصر السيادي للاستثمار والتنمية    تذكرتي تعلن ضرورة توفر بطاقة المشجع fan id وتجديدها لحضور مباريات الموسم الجديد    رئيس جامعة الأزهر يتفقد الإسكان الطلابي بدمياط    البابا تواضروس يستقبل وزيري الثقافة والأوقاف.. تفاصيل التعاون المقبل    وزير الأوقاف: مصر تهتم بالمرأة في شتى مناحي الحياة    نهائي السوبر المصري.. محمد عبدالمنعم يوجه رسالة للاعبي الأهلي قبل مواجهة الزمالك    مدبولي يستقبل الشوربجي: نحرص على تذليل التحديات أمام المؤسسات الصحفية    عرض الحلقة الأخيرة من مسلسل برغم القانون ل إيمان العاصى الليلة على on    "حياة كريمة" تحذر من إعلانات ترويجية لمسابقات وجوائز نقدية خاصة بها    القبض علي منتحل صفة ضابط شرطة للنصب علي المواطنين بأوسيم    تقدم 3670 مشاركا للمنافسات المؤهلة لمسابقة بورسعيد الدولية للقرآن الكريم    انقلاب سيارة نقل "تريلا" بطريق الإسماعيلية القاهرة الصحراوي    عارضة أزياء تتهم دونالد ترامب بالاعتداء عليها جنسيا    الاحتلال يشن غارة على موقع علمات جبيل جنوب لبنان    بث مباشر.. انطلاق الحفل الختامي للمؤتمر العالمي للسكان    رئيس هيئة الدواء: مصر تطوي صفحة النواقص ومخزون وطني لتأمين أدوية الضغط    انتهاء التوقيت الصيفي.. موعد وطريقة تغيير الساعة في مصر 2024    مولر عن خسارة البايرن برباعية ضد برشلونة: افتقدنا للثقة    هالاند يسجل أغرب هدف قد تشاهده فى تاريخ دوري أبطال أوروبا    بوتافوجو يقسو على بينارول بخماسية ... اتلتيكو مينيرو يضع قدما بنهائي كوبا ليبرتادوريس بفوزه على ريفر بليت بثلاثية نظيفة    "إيتيدا" و"القومى للاتصالات" يختتمان برنامج التدريب الصيفى 2024 لتأهيل الطلاب    الابن العاق بالشرقية.. حرق مخزن والده لطرده من المنزل    المشدد 5 سنوات لعاطلين شرعا في قتل سائق "توك توك" وسرقته بالمطرية    ضبط عامل بالفيوم لقيامه بإدارة ورشة لتصنيع الألعاب النارية والإتجار فيها    جامعة بني سويف تحتل المرتبة 11 محليًّا و1081 عالميًّا بتصنيف ليدن المفتوح    سيميوني: ركلة جزاء غير صحيحة منحت ليل الفوز على أتلتيكو    الطقس اليوم.. استمرار الرياح على البلاد وأمطار تضرب هذه المناطق بعد ساعات    عباس صابر يبحث مع رئيس بتروجت مطالب العاملين بالشركة    القوات المسلحة تحتفل بتخريج دفعات جديدة في المعاهد الصحية    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الخميس 24 أكتوبر 2024 في المنيا    برامج تعليمية وتدريبية.. تعرف على أنشطة مبادرة "بداية جديدة لبناء الإنسان المصرى"    بدائل الشبكة الذهب للمقبلين على الزواج.. خيارات مشروعة لتيسير الزواج    أول إجراء من الزمالك ضد مؤسسات إعلامية بسبب أزمة الإمارات    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



محاكمة الانقلابيين
نشر في الشعب يوم 02 - 11 - 2013

قبل أن يذهب القراء بخيالهم بعيدا وتقشعر أبدانهم طربا وسرورا بما يوحي به هذا العنوان من نهاية كابوس الانقلاب المرعب ووقوف قادته وسدنتهم بين يدي (عفوا لست أدري ما إذا كان هناك ممن يمسكون بالميزان اليوم من يمكن الوقوف بين يديه أم لا !!!!) على أية حال فإنني أبادر فأقول أن المقصود هنا هي محاكمة العقل والمنطق، محاكمة الرأي العام والضمير الوطني. وسوف ألج إلى صلب الموضوع مباشرة إلا أنني أود أن أشير إلى أن هذه المحاكمة عبارة عن توجيه عدد من الأسئلة المباشرة إلى الانقلابيين حول ملابسات هذا العمل الشنيع الذين أقدموا عليه، كما أنني أحب أن أوضح أن المقصود بالانقلابيين هنا هم جميع من قام على أمر الانقلاب عزما وإعدادا وتنفيذا ودعما وتأييدا ولو بالرأي والكلمة. وقد صنفت هذه الأسئلة إلى ثلاث حزم تتناول كل منها الأمر من زاوية معينة، وإلى وقائع المحاكمة:
أولا: 3 يوليو ثورة أم انقلاب ومؤامرة

1- ادعيتم أيها الانقلابيون أن أعداد المتظاهرين في ميدان التحرير يوم 30 يونيو فاقت 33 مليون نسمة؛ ولنا هنا وقفة:

أ‌- إذا كان الأمر على هذا النحو فلماذا فرضت قوات الجيش والشرطة تعتيما إعلاميا صارما على الميدان؟ أليس المنطق يقول بأن من صالح الانقلابيين أن يرى العالم بأسره عبر وسائل الإعلام الدولية المحايدة وعن طريق البث المباشر تلك الحشود الهادرة التي تمثل غطاءً أو استدعاءً شعبيا للجيش ليتصدر المشهد؟ أليس هذا مريبا؟

ب‌- كانت هناك حشود هائلة على الجانب الآخر تؤيد بقاء الدكتور مرسي في الحكم فكيف تيقنتم بتفوق أعداد المعارضين إلى هذا الحد هل ثمة من قام بإحصائهم وفرزهم؟ وهل تم هذا الإحصاء تحت إشراف قضائي وبحضور مندوبين عن الطرفين على مرئى ومسمع من العالم أجمع؟ نعلم جميعا أن آلية الصناديق لم ترد في الكتب السماوية المطهرة ولا في غيرها ولكن توافر هذه الخواص الأخيرة فيها هو ما يميزها؛ إنها آلية منضبطة محكمة فلماذا غابت وماذا كان بديلكم أهو التقدير بالنظر؟ وإذا كان الاستثناء الوحيد من ذلك التعتيم الإعلامي هو التلفزيون الرسمي المصري المضحك الذي نقل لنا لقطات ثابتة من زوايا بعينها من ميدان التحرير المغتصَب فهل يتسع الميدان وما حوله لثلاثة وثلاثين مليونا من البشر هناك من تفضل وزادهم حتى أربعين؟ وإذا قلتم أن ميادين مصر ومدنها وقراها كافة قد شهدت تظاهرات ضخمة في هذا الاتجاه فلم ينقل لنا التلفزيون الرسمي نفسه أية مشاهد من هناك خارج الميدان لا من الموالاة ولا من المعارضة أي أنه حتى تقدير الأعداد عبر النظر بالعين غير متوافر فمن أين جاءكم اليقين إذا؟؟؟
ت‌- ألا تُنقض الملايين التي كانت تملأ مدن وشوارع المحروسة والتي لا تزال مستمرة حتى يومنا هذا مطالبةً بعودة الشرعية الدستورية المنتخبة رغم ما تم ويتم من المجازر وسفك الدماء والاعتقالات وسائر ألوان التعذيب والتنكيل، أقول ألا ينقض وجود هذه الملايين الادعاء بأن 30 ىونيو كان ثورة شعبية فمن الذي كان ولا يزال يملأ شوارع مصر من أقصاها إلى أقصاها أهم رعايا لدولة أخرى وجزء من شعب آخر انتهكوا حدودنا ليتظاهروا على أرضنا ؟!!
ث‌- إذا كنتم ترون أن ما فعلتموه هو الطريقة المثلى لإزاحة رئيس لا يرضى عنه فصيل من الشعب انضممتم إليه وسوقتموه على أنه نبض الشعب فهل ستتبنون الموقف ذاته إذا خرج خمسة عشر أو عشرون مليونا على الرئيس الذي سوف تتمخض عنه خارطة طريقكم أيا من كان باعتبار أن هذا يمثل نبض الشعب؟ إذا كان الجواب بلا فلماذا ما هو الفارق؟ وإذا كان بنعم فهل نتوقع أن يكون هذا هو النهج السياسي المتبع في بلادنا وأن تكون هذه هي طبيعة تداول السلطة في وطننا الحبيب استثناءً من بين دول العالم ؟
2- لقد قمتم بتعطيل الدستور المستفتَى عليه من الشعب لحين تعديله أو حتى تغييره فهل فوّضكم حتى من خرجوا في 30 يونيو في شيء كهذا؟ وكيف ينقلب شعب على دستور صوّت له وأقرّه بأغلبية الثلثين تقريبا قبل بضعة أسابيع فقط وقبل أن تُسن حتى القوانين التي سوف يُفعّل من خلالها هذا الدستور لكي يتضح للشعب عواره من عدمه؟ ألم تشارك قوى المعارضة كافة وعلى رأسها جبهة الإنقاذ في الاستفتاء على هذا الدستور؟ إن الأمر هنا لا يخرج عن أحد احتمالين: فإما أنكم تعترفون بشرعية هذا الدستور باعتباره قد حظي بموافقة ما يقرب من ثلثي المشاركين في الاستفتاء عليه ومن بينهم جميع فصائل المعارضة تتقدمهم جبهة الإنقاذ كما سبق بما يعنيه ذلك من أن الدستور هو دستور الشعب وليس الإخوان أو غيرهم؛ وبذلك يكون تصرفكم هذا بمثابة إلقاء للإرادة الشعبية - التي أطحتم بالدكتور مرسي انحيازا لها (!!!) - في صندوق القمامة دون أدنى اعتبار لأصوات المواطنين وكرامتهم ودون أي تفويض لكم بذلك. وإما أنكم لا تعترفون بنزاهة الاستفتاء وعليه كان يجب فتح تحقيق فوري مع قادة الجيش والداخلية الذين تولوا تأمين الاستفتاء ورعايته من ألِفه إلى يائه، بالإضافة طبعا إلى أعضاء الهيئات القضائية الرفيعة الذين أشرفوا على عملية الاستفتاء برمتها وحتى لحظة إعلان النتيجة؛ وبما أنكم لم تفعلوا هذا فلم يعد أمامنا، آسفين، سوى الاحتمال الأول لأنه حتى لو صدّقنا بأن ما حدث يوم 30 يونيو كان ثورة فهل يثور الشعب على نفسه عبر رفض الدستور الذي صوت هو بالموافقة عليه؟
3- عزلتم الرئيس مرسي بدعوى الاستجابة لنبض الشارع ألم يعقد السادات معاهدة كامب ديفيد تحت حراسة الجيش ومباركته رغم اعتراض الشارع المصري برمته عليه !!!!!!؟ ألم يكن الشعب المصري رافضا لحكم مبارك طيلة 30 سنة بل وصدرت أحكاما قضائية عدة بتزوير انتخابات مجلس الشعب وبطلانها أكثر من مرة؛ علما بأن هذا المجلس هو الذي كان يحدد مصير الرئيس في الحكم بل إن السنوات الأخيرة من حكم مبارك كانت تعج بالتظاهرات الشعبية الضخمة التي تطالب يوميا برحيله ولكنه استمر طيلة هذه السنوات تحت حراسة الجيش فأين كان نبض الشارع!!!!!؟
4- لقد بدأ الحديث عن فشل الدكتور مرسي في إدارة شئون البلاد، وبالتالي وجوب إجراء انتخابات رئاسية مبكرة، بعد مُضيّ بضعة أسابيع فقط من توليه مسئولية بلد مهلهل مهترئ الأوضاع إلى حد كارثي؛ وهو أمر معيب وشاذ لم يحدث له مثيل في أضعف ديمقراطيات العالم وأكثرها هشاشة. أليست هذه اولى خطوات المؤامرة ؟
5- كان من أبرز مطالب المعارضة (السابقة!) قبل عزل الرئيس مرسي تشكيل حكومة جديدة محايدة لغرض رئيس هو القيام على أمر الانتخابات البرلمانية المقبلة؛ ومن المعلوم أن أكثر الوزارات المعنية بعملية الانتخابات هي الداخلية وفي سياق خاص كذلك الذي نعيشه تُضاف إليها وزارة الدفاع أيضا؛ والأمر الذي يبعث على الريبة وربما الجنون في آن هو بقاء وزيري الداخلية والدفاع ضمن حكومة الدكتور الببلاوي فعن أي تغيير وأية حكومة كان القوم يتحدثون؟؟؟!!!
6- إن من أكبر المشكلات الحياتية التي أعلنت جموع المعارضين من أبناء الشعب المصري تذمرها منها؛ بل وكانت هي الشرارة التي أشعلت الاحتجاجات في الشارع المصري مباشرةً أزمتان هما نقص كميات الوقود وانقطاع التيار الكهربائي عن مختلف أنحاء البلاد يوميا لبعض الوقت؛ ومن الغريب في الأمر أن تبدأ الأزمتان في الانفراج السريع والتام غداة الإعلان عن عزل الرئيس مرسي، بل ومن عجب العجاب أن يحتفظ وزيري الكهرباء والبترول بموقعيهما في حكومة ما بعد الإطاحة في بادرة، على ما يبدو، على مكافأتهما عن حسن بلائهما، ولست أدري في الواقع أأقول بلائهما في إخماد الأزمة أم في إشعالها ؟؟؟!!!!!!!!!!!!!!
7- كان هناك انفلات أمني موسع نتيجة تقاعس تام وإضراب مقنَّع وغير مقنع من أجهزة الأمن التي كان واضحا أنها لم تكن تريد التعاون مع الدكتور مرسي؛ وأذكّركم هنا بأن غالبية الأقسام الشرَطية قد أُغلقت بالجنازير غير مرة على يد ضباطها وجنودها، كما أضرب عدد من قطاعات الداخلية عن العمل عدة مرات وعلى رأسها قطاع الأمن المركزي، بينما نرى اليوم أن جميع أذرع الداخلية قد عادت لممارسة جميع مهامها دون حدوث أي جديد سوى الإطاحة بالدكتور مرسي مع بقاء وزيرها الذي كان عزله من منصبه شعارا وطنيا ذات يوم !!!
8- صرّحتم أكثر من مرة أن الجيش يقبل الرصاص ولا يقبل الإهانة فلماذا قبلتم إهانة قائدكم الأعلى ورئيسكم ورئيس المصريين جميعا ورمزهم الدكتور محمد مرسي لعام كامل وُجّهت إليه خلاله أقذع ألفاظ السباب وعلى مرأى ومسمع من العالم كله؟ ثم ذكرتم إثر الإطاحة بالرئيس مرسي، حفظه الله، أن الجيش ظل يراقب الأوضاع الداخلية عن كثب وأنكم كنتم في أشد درجات الامتعاض حينما حوصرت الدستورية العليا ومدينة الإنتاج الإعلامي. ومع أنني ضد أي تصرف يضر بالمصالح العليا للبلاد إلا أنني أتساءل ألم ترون في حصار الاتحادية، بما له من رمزية ومهابة مفترضة، وإغراقه بوابل من قذائف المولوتوف وإغلاق مداخله ثم محاولة اقتلاع بواباته بالجرافات، أقول ألم ترون في هذه الكوارث إهانة لرمز مصر ومساً بأمنها القومي؟ فلماذا لم تدافعوا عن هيبة رئيسنا المنتخب وكنتم حينها تقرون بشرعيته؟ ألا يبدو الأمر غريبا؟
9- أُعلن في حينه أن الإعلان الدستوري الذي أصدره الرئيس مرسي هو الذي شق البلاد نصفين، وكرّس للدكتاتورية وأقمتم الدنيا ولم تُقعدوها محتجين بأنه لم يكن يحق له إصدار إعلانات دستورية من الأساس؛ بينما نزل الإعلان الدستوري الذي أصدره المستشار عدلي منصور والذي لا يختلف كثيرا عن ذاك الذي أصدره الرئيس مرسي بردا وسلاما على أفئدتكم، ولله الأمر من قبل ومن بعد.
10- شيخ الأزهر: صرحتم متطوعين قبيل أحداث الثلاثين من يونيو بأن التظاهر السلمي حق مشروع، ولا جدال في ذلك قطعا؛ ولكنكم بكل أسف وأسى حرّمتم هذا التظاهر ضد مبارك ونظامه مع اندلاع الشرارة الأولى لثورة 25 يناير، كما أنكم لم تعلنوا رأي الدين فيما شهدته البلاد طيلة عام كامل - هي فترة حكم الدكتور مرسي - من قطع للطرق وإغلاق للمصالح التي تؤدي خدمات كبرى للمواطنين وعلى رأسها مجمع التحرير والاعتداء على المارة؛ بل لم تحرموا إلقاء المولوتوف على القصر الرئاسي ومحاولة تحطيم بواباته بغرض استباحته بمن في داخله فهل ترون هذه الأمور من المباحات في ديننا الحنيف؟؟؟ ولماذا عدتم بعد 3 يوليو إلى تحريم الاعتصامات والإضرابات التي تحدث اليوم على سلميتها؟ ثم أعلنتم أنكم قد أيدتم الإطاحة بالرئيس المنتخب محمد مرسي حقنا لدماء المصريين التي كانت تُتوقّع - أكرر تُتوقع - إراقتها؛ ولكن لم يسمعكم أحد تطالبون مبارك، وهو من أتى إلى السلطة بالبلطجة والتزوير وراجعوا في ذلك أحكام القضاء المصري ببطلان عدد من مجالس الشعب في عهده وهي التي كانت تحدد بدرجة كبيرة هوية من يجلس على سدة الحكم، أقول لم تطالبوا مبارك بالتنحي عن الحكم إبان ثورة الخامس والعشرين من يناير حقنا للدماء التي كان بعضها قد سال بالفعل ممثلا في أكثر من ألف شهيد وآلاف الجرحى؛ أثمة اختلاف بين حقن وآخر أو بين دم وآخر ؟؟؟!!! إنني لا أنساق إلى أقوالٍ من قبيل أن مبارك هو من اختارك لمنصب شيخ الأزهر طبقا لمعاييره السوداء أو ترديد القول بأنك كنت عضوا في لجنة سياسات الحزب الوطني التي كان يرأسها جمال مبارك والتي كانت تدير شؤون البلاد في السنوات العشر الأخيرة من حكم المخلوع. أقول بأنني أرفض مثل هذه الأقوال ولا أنساق خلفها أبدا ولكنني أدعوك فقط أن تخرج على الناس بإجابة واضحة عن مثل هذه التساؤلات.
11- إلى علمانيي مصر الذين أيدوا الانقلاب: صدعتم رءوسنا لسنوات بل طيلة عقود مضت بالدفاع عن مدنية الدولة في مواجهة "العسكرة" و"الدولة الدينية"؛ ثم ألفيناكم يوم الثالث من يوليو تجلسون وعن يمينكم شيخ الأزهر وبابا الكنيسة، وعن يساركم قادة الجيش ببزاتهم العسكرية؛ بينما يتلو قائدهم العام بيان الانقلاب على وقع كشيش الدبابات التي كانت تعج بها شوارع العاصمة وتُحكم قبضتها على البلاد بأسرها. أفلم يكن الأجدر بكم أن تشرحوا لنا المعنى الحقيقي لمدنية الدولة قبل أن نتهمكم، لا سامح الله، باستدعاء العسكر ورجال الدين إلى حلبة السياسة وقيادة البلاد، أو أن تُعرّفوا لنا المفهوم الصحيح لمصطلحي "العسكر، ورجال الدين" حتى نفهم أن الفريق السيسي ورفاقه، وشيخ الأزهر وبابا الكنيسة لا ينتمون بحكم تكوينهم أو مواقعهم الوظيفية إلى أيٍ من الفريقين ؟!!!
12- ما أن فرغت قوات الجيش والشرطة من إبادة أكثر من ثلاثة آلاف مصري رميا بالرصاص أو حرقا، وإصابة ما يربو على عشرة آلاف معارض في أحداث الفضّ الأسود حتى انطلقت حناجر - أو إن شئت فقل خناجر - من يُسمّون زورا بفناني مصر مرددين في صوت واحد تغمره السعادة "تسلم الأيادي" مما يدل قطعا على رهافة حسهم ورقة مشاعرهم !!! إلا أن السؤال الأهم في هذا السياق هو: لماذا لم يُطربنا هؤلاء حتى الآن بأنشودة واحدة تُمجّد ثورة 25 يناير رغم مرور ما يقرب من ثلاث سنوات على اندلاعها أليس مؤشر انتمائهم واضحاً ؟؟

ثانياً: التضليل والبهتان ضد الرئيس مرسي ومؤيدي الشرعية:
1- قدمتم الرئيس مرسي - حفظه الله - إلى المحاكمة بتهم تتعلق بالهروب من السجن والتخابر مع حركة حماس؛ وإذا افترضنا جدلا أن تواصل رئيس جمهورية مصر العربية المسلمة مع حركة حماس يمكن أن يمثل جريمة على أرض الكنانة ألم يكن الفريق السيسي المدير السابق للمخابرات الحربية ومعه المخابرات العامة وأجهزة الأمن الداخلي يتقدمها أمن الدولة على علم بتخابره مع حماس قبل وبعد قيام الثورة؟ ألم يكونوا على علم بهروبه؟ إذا كانوا قد علموا هذا وذاك فكيف لم يعترضوا لدى القضاء والمجلس العسكري السابق بقيادة طنطاوي على ترشّح الدكتور مرس للرئاسة ثم تنصيه رئيسا فعليا؟ وكيف قبل الفريق السيسي أن يستوزره خائنٌ لبلاده فارّ من السجون وأن يقف أمامه تاليا عليه اليمين الدستورية ومؤديا التحية العسكرية؟ أما إذا لم تكن هذه الأجهزة جميعا على علم بهذه الجرائم من قبل أفلا يجب تسريحها باعتبار أنها قد فشلت في حماية حدود البلاد وأمنها القومي وعليه فلا فائدة تُرجى منها وتوفيرا لنفقاتها المرتفعة؟

2- ظل الجيش والشرطة على اتهاماتهما لمعتصمي رابعة والنهضة بحيازة أسلحة وقتل معارضيهم لمدة طويلة ومما يدعو إلى الجنون أن هذه القوات هي نفسها التي منعت جميع وسائل الإعلام من تغطية الأحداث من داخل الميدانين فلماذا تستّر الجيش على جرائمهم ومنع نقلها إلى العالم أجمع ؟؟؟؟؟!!!!!!!!!!!!
3- أشاع الجيش والشرطة أن مؤيدي الشرعية في ميداني رابعة والنهضة كانوا مسلحين بأحدث وأقوى الأسلحة خفيفها وثقيلها، كما أن الداخلية تعلن منذ سنوات وبإلحاح شديد أن ثمة مليشيات للإخوان بأعداد ضخمة وأسلحة متطورة ويعلم الجميع أن أعداد متظاهري رابعة والنهضة وحدهم يقدرون بالملايين مما يعني أن أعداد مقاتليهم المدربين المسلحين لن تقل بحال من الأحوال عن عشرات بل ربما مئات الألوف فأين هم ضحايا هذا الجيش العرمرم المدجج بأعتى الأسلحة والمدرب على فنون القتال طيلة ستة أسابيع لا سيما حينما اعتلت الدبابات رءوسهم وفدغت أجسادهم علنا في الميادين العامة أثناء الفض المقدس؟ أليس المنطق يقول بأن شوارع مصر، طبقا لهذه المعطيات، كان يجب أن تحتضن مئات الآلاف من القتلى وأضعافهم من الجرحى؟ ألم نلاحظ جميعا سهولة القبض على قياداتهم؟ ألم نشاهد وقائع إلقاء القبض على مرشدهم ورأس تنظيمهم؟ لقد تم الأمر - طبقا لرواية الداخلية نفسها وما رأيناه على شاشات التلفاز الرسمي التي اصطُحبت لتصوير الحدث بكل تؤدة واطمئنان - دون إطلاق رصاصة واحدة وكأنهم كانوا في نزهة أليس الأمر متناقضا بل عجيبا ؟؟؟
4- ادعيتم أن بضع مئات من مقاتلي حماس قد تسللوا إلى الأراضي المصرية دعما لمؤيدي شرعية الرئيس مرسي وأنا أتسائل: إذا كان هناك عشرات بل مئات الآلاف من مؤيدي الرئيس مرسي الدمويين المدججين بأحدث الأسلحة وأعتاها والمدربين على استخدامها جيدا - طبقا لادعاءاتكم أنتم - فما حاجتهم إلى بضع عشرات أو مئات من خارج الحدود؟ ثم ألا يعني دخول المئات من مقاتلي حماس إلى مصر والخروج منها متى وكيفما شاءوا فشلا ذريعا للجيش الذي يتولى شؤون البلاد بأكملها ومعه مخابراته الحربية ومن خلفة أجهزة الأمن الداخلي كافة؟ وكيف نأمن ألا تتسلل قوات معادية أخرى إلى عمق أراضينا خلسة كإسرائيل مثلا لنفاجأ بنكسة جديدة على غرار يونيو 67 لا قدر الله؟
5- يُشاع أيضا أن الإسلاميين طلاب سلطة ومال وأستحلفكم بالله هل يمكن أن يُلقي الإنسان بفلذات أكباده وسط الجحيم موقنا تقريبا بحتمية قتلهم من أجل منصب وزاري بات الوصول إليه في المنظور القريب على الأقل أول المستحيلات قبل العنقاء والغول أو من أجل حفنة دولارات لن يجد من ينفقها عليهم؟ ولتنتبه عزيزي القارئ إلى أننا نتحدث عن أناس معظمهم أساتذة جامعيون وأطباء ومهندسون ... الخ بما يعني فقط أننا لسنا بصدد حفنة من البلهاء ذوي النزق والطيش، وفيما يلي بعض الأسماء والنماذج: نجل المرشد د. محمد بديع (شهيدا) .... أسماء كريمة د. محمد البلتاجي ذات الأربعة عشر ربيعا(شهيدة) ... حبيبة أحمد عبد العزيز (شهيدة) ... خالد البنا حفيد مؤسس الجماعة حسن البنا (شهيدا) ...عبد الرحمن الديب (شهيدا) ...عمر وعبد الرحمن عزت (شهيدان) ... وغيرهم كثيرون، ثمة نموذجان لشخصين على درجة عالية من العلم والوجاهة - عن بدايتهما أتحدث - وورثا المال الوافر عن آبائهما هما م. خيرت الشاطر والسيد. حسن مالك وقد سُجنا كثيرا في مطلع شبابهما جراء انتمائهما التنظيمي وكان الأمل في سلطة وشيكة لمثلهما وهما في أحضان هذا التنظيم منعدما فلماذا لم يتنحيا جانبا ويستمتعا بحياتهما تاركين الهمّ لأهله؟ ألا تعتقد معي عزيزي الانقلابي أن فرصهما في السلطة ومضاعفة الثروة كانت ستبلغ مداها لو اقتربا قليلا، ولوسرا، من أحضان صفوت الشريف والمرحوم كمال الشاذلي وما أدفأها من أحضان يومئذ ؟؟؟!!!!! أم ثمة هدف أسمى من المال والسلطة وأغلى حتى من الأبناء، وجميعنا يعرف قيمة أبناء المرء في حياته، ألا يستحق الأمر أن نقف أمامه قليلا بل طويلا ؟؟؟
6- يشير مسلك أجهزة الأمن وسائل الإعلام الرسمية إلى تلفيق التهم وإلصاقها بمعارضي الانقلاب؛ وعلى سبيل المثال فعندما لقي 25 من جنودنا البواسل في سيناء مصرعهم رميا بالرصاص قبل شهرين تقريبا سارع الجيش والشرطة وأنصارهم ومنذ اللحظة الأولى باتهام الإخوان ومناصريهم بالضلوع في الحادث ومع بكائنا المرير على أبنائنا الجنود وعلى جميع ضحايا شعبنا الشرفاء، وبغض النظر عما يقودنا إليه التأمل الدقيق في ملابسات الحادث فهل يجوز الحكم بالإدانة قبل فتح تحقيق ولو مبدئي في الحادث الأليم علما بأن تحقيق كهذا لم ينتهي، بل ربما لم يُفتح حتى الساعة؟ وينطبق الأمر ذاته على حادثة كنيسة الوراق البشعة التي سارع الكثيرون، فور وقوعها وقبل البدء في أي تحقيق، إلى الجزم بأن مؤيدي الرئيس مرسي، والإخوان بصفة خاصة، هم من قاموا بهذه الجريمة الشنعاء؛ فهل هذه هي دولة القانون التي تطل علينا من فوهات الدبابات ؟؟؟؟؟؟
7- ادعيتم ولا تزالون بأن مؤيدي شرعية الرئيس مرسي الداعين إلى عودته هم شباب مضلّل وأنا أتساءل: كيف استطاع قادة الإخوان تضليل هذه الملايين لدرجة دفعهم لمواجهة الدبابات والرصاص الحي بصدورهم العارية؛ علما بأن بينهم العديد ممن تلقوا تعليما راقيا مهندسين وأطباء وأكاديميين وإعلاميين ... الخ بينما لم يتمكنوا من تضليل ولو نسبة ضئيلة من أبناء الجيش والشرطة الذين لم يكونوا - في معظمهم - من أصحاب الحظوظ الوافرة في الثانوية العامة !!!
8- ادعيتم أخونة الدولة بجميع مفاصلها فأين نتائجها على الأرض ؟ لقد اختطفتم الرئيس مرسي وألقيتم به في غياهب السجون مع جميع وزرائه ومستشاريه ومساعديه وعدد لا يُستهان به من مؤيديه بكل سهولة ويسر؛ فأين هي أخونة الجيش والداخلية والقضاء والإعلام ...الخ ؟
9- ألصقتم تهمة إضرام النيران في مقر شركة "المقاولون العرب" بمؤيدي الرئيس مرسي؛ وأحيلكم هنا إلى رئيس مجلس إد ارة شركة المقاولون العرب الذي فضح الجيش والشرطة بإعلانه عبر التلفزيون الرسمي المصري الطاهر الصادق المهني المحترم الموضوعي أن مروحيات الجيش هي من قامت بضرب مبنى الشركة وإحراقه وليس الإخوان أو مناصروهم كما ادعى الجيش والشرطة وقد عُزل الرجل من منصبه فور هذا التصريح، كما صرح راعي كنيسة المنيا بأن البلطجية هم من أحرقوا كنيسته وليس أنصار الشرعية فهل القس من الإخوان ربما !!!!!!!!!! كما أنكم قد ألصقتم تهمة اغتيال مساعد مدير أمن الجيزة أثناء أحداث كرداسة بمؤيدي الرئيس مرسي، أعاده الله سالما، وما أن أعلن الطب الشرعي تقريره الذي تشير جميع معطياته إلى أن الرجل قد قُتل على يد الملاصقين له الملتفين حوله !!! حتى عزلتم السيدة الموقرة رئيسة الطب الشرعي؛ فما دلالة هذه الأحداث بهذه الصورة ؟؟؟
10- ثارت حركة تمرد على الرئيس مرسي لأنه يكمم الأفواه ومن قبلها صدع الإمام البرادعي رضوان الله عليه رءوسنا بالحديث عن الديمقراطية فما رأيكم دام عزكم بغلق جميع القنوات "الدينية" دون إذن قضائي ولم يعترض أحد منكم أليست هذه وكسة ونكسة!!!!؟



11- إثر واقعة الحرس الجمهوري أعلنت قوات الحرس أن مجموعة إرهابية اعتدت على المعتصمين وأن مجموعة إرهابية كذلك اعتدت على قوات الحرس؛ ونحن نتسائل هل هي مجموعة واحدة قامت بالاعتدائين ؟ إذا كان الأمر كذلك فالإخوان وأنصارهم برءاء لأنهم لن يقتلوا أنفسهم وإذا كانت الأخرى فكيف لم يتخذ الحرس الجمهوري حذره بعد الاعتداء الأول فيحبط الثاني!!!!؟ ثم أنه طالما أن إرهابيين قد قتلول المعتصمين ولم يُقتل هؤلاء المعتصمون في معركة بينهم وبين قوات الحرس فهم أبرياء وضحايا إذا فلماذا لم يقدم الجيش تعازيه إلى زويهم ولماذا لم ينعهم إلى الأمة!!!!!؟ ثم وهذا هو الأهم لماذا لم تقم قوات الحرس الجمهوري بإسعافهم واحتضانهم طالما أنه يقر بأنهم ضحايا!!!!؟

يدعي قادة الانقلاب دائما بأن الإخوان المسلمون هم من يحاولون تدويل القضية واستدعاء الخارج؛ ولكن المدهش أن يُعلن الفريق السيسي بنفسه أنه على اتصال دائم وشبه يومي بوزير الدفاع الأمريكي لمناقشة الأوضاع في مصر؛ كما أنه ناشد الرئيس أوباما علناً بالضغط على مؤيدي شرعية الرئيس مرسي، حفظه الله، للتخلي عن مطالبهم وإنهاء فعالياتهم في الشوارع والميادين ضد الانقلاب؛ فمن الذي يستدعي الخارج للتدخل في الشأن الداخليّ ؟


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.