تواصل قوات الاحتلال الصهيوني منع المواطنين الفلسطينيين الذين تقل أعمارهم عن 35 عاماً في شمال الضفة الغربية من التنقل بين المدن الفلسطينية. وأكد شهود عيان أمس أن قوات الاحتلال التي ترابط من خلال حواجزها العسكرية المنتشرة علي طرق ومداخل المدن شمال الضفة الغربية وخاصة نابلس وجنين وطولكرم تمنع المواطنين الذين تقل أعمارهم عن 35 عاما من مغادرة تلك المدن أو التنقل بينها أو مغادرتها نحو جنوب الضفة أو وسطها. وحسب شهود العيان فان قوات الاحتلال التي تدقق في هويات المواطنين الفلسطينيين في تلك المدن عند مغادرتها أعادت أمس العشرات من المواطنين الذين تقل أعمارهم عن 35 عاما إلي مكان سكنهم ومنعتهم من حرية الحركة، وان تلك الإجراءات مطبقة منذ 4 أسابيع علي التوالي. حواجز مرورية وأكد شهود العيان أن جنود الاحتلال أقاموا عدة حواجز علي طريق جنين نابلس، وجنين طولكرم، حيث أرغموا من تقل أعمارهم عن 35 عاما علي العودة من حيث أتوا، الأمر الذي أرغمهم علي سلوك طرق ترابية في غاية الصعوبة إلا أن قوات الاحتلال طاردتهم ونكلت بهم ومنعتهم من الوصول إلي مبتغاهم. ووصف احد السائقين علي خط جنين رام الله الوضع بأنه الأصعب منذ سنوات، وبخاصة أن قوات الاحتلال أغلقت جميع الطرق الرئيسة بالحواجز، ونشرت آليات عسكرية لمطاردة المواطنين علي الطرق الالتفافية والترابية. وأكد أن السائقين يضطرون للأسبوع الرابع علي التوالي للانطلاق من جنين صوب رام الله في ساعات الفجر الأولي، حتى يتمكنوا من نقل الموظفين الي أماكن عملهم قبل بدء ساعات العمل الرسمي، ولتلافي أكبر قدر من الحواجز العسكرية ال صهيونية التي يتم نشرها منذ ساعات الصباح علي الطرقات الفلسطينية. وأكدت مصادر محلية أن تلك الإجراءات الصهيونية تسببت في حرمان مئات الطلبة والموظفين من الانتقال إلي أماكن عملهم في رام الله والبيرة، ومحافظات جنوب ووسط الضفة الغربية. تواصل العدوان وواصلت قوات الاحتلال أمس عدوانها علي أهالي الضفة الغربية حيث اقتحمت فجر أمس مركزا طبيا للعيون بنابلس وحطمت أجزاء من محتوياته. وأكد صاحب محل الحجاوي للعيون، أن قوات الاحتلال الصهيوني اقتحمت المركز الكائن في شارع فلسطين بعمارة فريتخ بعد تحطيم بواباته الرئيسية، وقامت بالعبث بمحتوياته وتحطيم أجزاء منه. واقتحمت قوات الاحتلال الصهيوني فجر أمس بلدة زيتا شمال مدينة طولكرم، وسيرت عددا من آلياتها العسكرية في شوارعها وداهمت عدداً من منازل المواطنين أجرت عمليات تفتيش فيها، وعرف من بينها منزل المواطن نواف نمر الخطيب. ومن جهة أخري اعتقلت قوات الاحتلال 8 مواطنين بعد أن اقتحمت مدينة بيت لحم، وداهمت قرية الخضر واعتقلت مواطنين اثنين وهما: احمد حسن القيسي صلاح 27 عاما، ومحمد خالد العموري غنيم 24 عاما، وانسحبت القوة من القرية وتم نقل المعتقلين إلي جهة مجهولة. وعلي ذلك الصعيد رصد تقرير بث مساء أمس الأول في القناة الثانية الصهيونية عمليات تنكيل ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية قام بها جنود الاحتلال. ويشير التقرير الذي بث ضمن برنامج التحقيقات (عوفدا) (حقيقة) الذي تقدمه الإعلامية الصهيونية إيلانا ديان إلي تصاعد كبير في عمليات التنكيل التي يتعرض لها الفلسطينيون والي ظاهرة آخذة في الانتشار. ومن بين عمليات التنكيل البشعة، كي المعتقلين بواسطة لصق باعث الهواء الساخن بأجسادهم، وكشف الأعضاء الذكرية أمام المعتقلين، والضرب المبرح، وتصوير عمليات التنكيل بواسطة كاميرات الهواتف النقالة، وخنق أطفال فلسطينيين حتى يفقدوا الوعي. تصاعد التنكيل ويرصد التقرير قيام جنود من كتيبة حروب الصهيونية بإلصاق باعث الهواء الساخن إلي وجه فتي فلسطيني. وفي حوادث أخري كشف عنها النقاب مؤخرا: إن جنودا من كتيبة دوخيفات اعتادوا علي تصوير التنكيل بالفلسطينيين المعتقلين بواسطة كاميرات الهواتف النقالة. ويظهر في الصور الجنود وهم يوسعون المعتقلين ضربا مبرحا. ويقول جندي خدم في لواء كفير الصهيوني المسئول عن العمليات في الضفة الغربية لطاقم (عوفدا): كنا نخرج في دورية. وإذا ما نظر إلينا أي طفل بنظرة لم نستسغها، كان يتعرض للضرب فورا. في احدي الدوريات تعرضنا للرشق بالحجارة من قبل أحد الأطفال وولي هاربا، فقبضنا علي طفل نعرف أنه رأي الذي كان يرشق بالحجارة، وأوسعناه ضربا إلي أن وافق علي أن يدلنا علي منزل الفتي الذي كان يلقي الحجارة. وصلنا إلي منزل الفتي ويبلغ من العمر 14 عاما وانتزعناه من فراشه إلي الخارج وأدخلنا إلي فمه فوهات البنادق وقلنا له: هل تريد الموت هنا؟ اختر المكان، أين تريد أن تقبر. ويتبين من شهادات أخري أن جنود الاحتلال نكلوا بأطفال فلسطينيين في الخليل. ويقول أحد الجنود: الخليل هي كالغرب الأمريكي المتوحش والجيش هو القانون . ويضيف الجندي: فحصنا من منهم يستطيع أن يكتم نفسه لوقت أكثر. كيف نفحص؟ نخنقهم. أنت تسد منفذ التنفس، تضغط علي القصبة الهوائية، هذا غير لطيف، وتنظر إلي الساعة خلال ذلك، وتفحص من منهم صمد أكثر قبل أن يفقد وعيه . ومن عمليات التنكيل التي يرصدها التقرير قيام جنود من كتيبة ليفي التابعة للواء كفير الصهيوني باختطاف سائق سيارة أجرة فلسطيني في الظاهرية قبل نحو سبعة شهور، وإطلاق النار علي فلسطيني آخر وتركه ينزف في مكانه. ويعرض التقرير أيضا صورا التقطت من قبل أحد نشطاء قوي السلام لجنود من نفس الكتيبة ينزعون ثيابهم لاستفزاز الفلسطينيين في حقلهم القريب الواقع جنوب الخليل. وتنضم تلك الشهادات إلي مئات الشهادات التي كشف عنها والتي لم يكشف عنها لخشية المعتدي عليهم من انتقام قوات الاحتلال منهم.