أكَّد د. يوسف المنسي وزير الأوقاف والشئون الدينية بحكومة الوحدة الوطنية برئاسة إسماعيل هنية، أن الانهيار الذي وقع مؤخرًا داخل ساحة المسجد الأقصى المبارك مقابل المدرسة الأشرفية، والذي أدى إلى إحداث حفرةٍ بطول مترين وعرض متر ونصف وعمق متر واحد، هو إشارة تدق ناقوس الخطر الذي يحدق بالمسجد الأقصى المبارك. وأضاف المنسي أنه تمَّ التأكد من أن الانهيار قد حصل بسبب حفريات الكيان الصهيوني تحت وفي محيط المسجد الأقصى؛ وذلك وفق شهادات من أصحاب البيوت الملاصقة للمنطقة التي وقع فيها الانهيار، والذين أكدوا سماعهم لأصوات الحفر تحت بيوتهم على مدار ساعات الليل والنهار والتي أدَّت إلى تشققات خطيرة في البيوت التي تقع ضمن الجدار الغربي للمسجد الأقصى بالقرب من باب المطهرة وباب السلسلة. جاءت تصريحات الوزير خلال رسائل بعث بها أمس إلى كلٍّ من الملك محمد السادس رئيس لجنة القدس، ود. عبد الله بن عبد المحسن التركي الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي، وعدد من وزراء الأوقاف العرب. وأشار في رسائله إلى أن حفريات الكيان الصهيوني في باب المغاربة للمسجد الأقصى المبارك لا زالت مستمرةً دون توقف، موضحًا أن استمرارها يؤدي إلى تصدُّعٍ جدران المسجد الأقصى؛ مما سيؤثر حتمًا على أساسات المسجد ويعرِّضه للانهيار أو التدمير. وأضاف أنَّ هذه الحفريات تعتبر اعتداءً صارخًا على ما يرمز إليه المسجد الأقصى المبارك بالنسبة للمسلمين؛ فهو مسرى الرسول محمد- صلى الله عليه وسلم-، وهو أولى القبلتين وثاني المسجدين وثالث الحرمين الشريفين، كما أنَّه وقف إسلامي وحق ديني وتاريخي وحضاري للمسلمين. دعوات ودعا الوزير د. يوسف المنسي في رسائله إلى التحرُّك السريع والعاجل لبذل المساعي الممكنة لإنقاذ المسجد الأقصى والدفاع عنه أمام تصاعد وتيرة الحفريات الصهيونية تحت وفي محيط المسجد الأقصى المبارك. وقال: ولتكونوا شركاء حقيقيين في الدفاع عن واحدٍ من أقدس مقدسات المسلمين وهو يتعرَّض للانهيار والتدمير أمام أعين العالم دون أن يحرِّك هذا العالم الظالم أي ساكن للذود عن حرمة المسجد الأقصى المبارك. وأضاف: كما نأمل منكم حثَّ علماء المسلمين والخطباء في أرجاء العالمين العربي والإسلامي لأخذ دورهم الفاعل في هذا المجال. زلزال اصطناعي ومن جانبه حذَّر النائب الدكتور أحمد أبو حلبية رئيس مؤسسة القدس الدولية في قطاع غزة من أن الكيان الصهيوني يسعى للقيام بزلزال اصطناعي في القدس من خلال شبكة الأنفاق والحفريات من شأنه أن يؤثِّر على القواعد والجدران الخاصة بالمسجد الأقصى. وأكد أبو حلبية أنه في الوقت الذي تتسارع فيه خطوات الاحتلال داخل القدس، فإنه تتواصل عملية سحب هويات المقدسيين والذين بلغ عددهم نحو 50 ألف هويةً منذ الاحتلال الصهيوني للمدينة، إضافةً إلى البدء في إنشاء وحدات سكنية جديدة ليصل عددها إلى 2700 وحدة سكنية على أربع مراحل ينفذها الاحتلال، وكذلك إجبار سكان القدس على الرحيل؛ حيث توجد عشرات العائلات المهدَّدة بالتهجير. وأوضح أنه خلال السنوات القليلة المقبلة فإنه من المتوقَّع ترحيل الآلاف من المواطنين ليصل عددهم إلى 26% من العدد الحالي، نحو 270 ألف نسمة، على أن يتم ترحيل أعداد جديدة حتى نهاية العام 2019، ولن يُسمح بالبقاء لأكثر من 12% من السكان الأصليين. وشدَّد على أهمية القيام بفعاليات جماهيرية وفصائلية للوقوف أمام المخططات الصهيونية ضد القدس. كما طالب العرب والمسلمين بالقيام بدورهم والتحرك على مستوى الجامعة العربية والمؤتمر الإسلامي والإعلام والعلماء ورجال الاقتصاد والسياسة؛ لدعم المشاريع اللازمة لمشاريع الصمود في القدس.