في نوفمبر 2007 ظهر كتاب جديد عن معهد « أمريكان انتربرايز» بعنوان التحدي الديمغرافي (السكاني)القادم لأوروبا ، لمؤلفيه نيكولاس ايبرستاد وهانز جروس، ويعكس الكتاب حالة الهلع التي تزايدت في الكتابات الأوروبية حول التحدي السكاني لأوروبا . يبدو ان الهدف وراء ذلك الفيض من الكتابات هو أن أوروبا بلغت مرحلة التعادل السكاني أي أن الوفيات تساوي المواليد ، أو مرحلة تباطؤ معدلات النمو ، وهنا يبرز الخوف من تزايد السكان المسلمين في أوروبا أو فوبيا مايسمى بأسلمة أوروبا يشير الكتاب إلى أن سكان اوروبا يكبرون في السن ؛ وفئة السكان في سن العمل سوف تبلغ الذروة في بضع سنوات فقط وبعد ذلك سيتجه المنحنى إلى الانخفاض لأجل غير مسمى . وإذا كانت الدول الغربية الأوروبية ترغب في البقاء على المنافسة اقتصاديا وتتمتع باستمرار التحسن في مستويات المعيشة ، فإن عليهم ان يتصرفوا الآن للتصدي لهذا التحدي الديموغرافي الذي يلوح في الأفق . وإذا كان زوال الخطر السوفيتي عن أوروبا قد كتب نهاية القلق الأمريكي على أمن الحليف الأوروبي فإن الهاجس الديموغرافي يثير قلقها على هوية أوروبا، وهي بالتالي ما تزال مستهدفة لكن على نحو مختلف. ويعتبر هذا الكتاب حلقة في سلسلة طويلة بدأت تظهر في الكتابات الغربية حول الخطر الديمغرافي في أوروبا ، ورغم أن الكتاب موضوع اليوم يتناول الابعاد الاقتصادية والسكانية للتحدي الديمغرافي في أوروبا فإنه لا يبعد عن الأدبيات التي تناولت الصراع الديمغرافي في أوروبا والتي أطلقتها دراسة تحمل عنوان "أمريكا والعالم الإسلامي: علاقة متأزمة تنتظر الحسم" صادرة (2002) عن مركز "بروكينجز للدراسات الإستراتيجية". ويذهب التقرير في تحليل ما يسميه "أزمة الديموقراطية" إلى أنها مرتبطة على نحو وثيق بالواقع الديموغرافي في العالم الإسلامي، ففي قلب هذا التحدي الذي يواجه الإدارة الأمريكية، تطل علينا ظاهرة جديدة هي: تغير السياق السياسي في كثير من الدول الإسلامية. ويرتكز هذا التغير على تحول ديموغرافي واضح؛ يتمثل أساساً في "انتفاخ شبابي" أو "سيولة شبابية" عبر جميع المجتمعات الإسلامية. فالشباب الذكور باتوا يشكلون فئة متزايدة من سكان العالم الإسلامي؛ ومن ثم باتوا يشكلون مصدراً للقلق وعدم الاستقرار. وحاليا تكمن المخاطر في فشل الحكومات في استيعاب هذه الجماعة، ودمجها في الهياكل السياسية والاقتصادية. ثم تلي ذلك كتابات عديدة حول مايسمى بأسلمة أوروبا ومنها الدراسة التي أعدها اليهودي المتطرف " دانيل بايبس " والتي زعم فيها أن تزايد أعداد المسلمين في أوروبا يمثل مشكلة حرجة على مستقبل القارة ، وأن هذا التزايد من شأنه أن تكون له نتائج هائلة على الولاياتالمتحدة التي تربطها بأوروبا روابط اقتصادية حساسة