دعت جبهة علماء الأزهر جموع الشعب المصري إلى الخروج والنفير العام "سلمياً" في وجه الانقلاب العسكري الدموي من أجل إسقاط حكم العسكر واستعادة الشرعية التي سلبها الانقلابيون الدمويين الذين استباحوا الدماء والأعراض ولم يراعوا أي حرمات لهذا الشعب الأبي. وتساءلت الجبهة في بيان لها : فماذا تنظرون وماذا تؤملون، بعد أن نزفت الكرامة، واستبيحت المحارم، واسترخصت الدماء، وانتهكت الأعراض، وسرقت الإرادة، وكذب القادة، وتحروا الكذب تحريا كانوا فيه عند الله من الكاذبين؟، ماذا تنتظرون بعد أن نطق فيكم الرويبضة، وسيق الأبرياء إلى السجون، وطورد العلماء ، والمفكرون كل مُطرَّد، وخُوِّن الأمين، وائتمن الخائن، وصار فينا المعروف منكرا، والمنكر معروفا؟ّ. وقالت الجبهة مخاطبة الشعب المصري: " اخرجوا فلن تكونوا أبدا نملا ، فالنمل وحده هو الذي قبل من النملة نصيحتها بدخول الجحور ، خشية أن يحطمها جيوش الغارين، مطالبين جموع المصريين ، فليخرج كل قادر ليسمع الظالمين صوته، وليبرئ ذمته أمام الله تعالى الذي لا يقبل عذرا من مُخَذِّلٍ أو متخاذل في مثل تلك المواقف". وشددت الجبهة علي المصريين قائلة : "اخرجوا لتعذروا أولا إلى الله، ثم لتعذروا ثانيا إلى العالم الذي يستشرفكم اليوم، ثم لتعذروا ثالثا إلى التاريخ الذي لا يغفل ولا يتغافل ، اخرجوا على نية الأخذ على يد الظالم، اخرجوا فدخول الجحور غير جائز لغير النمل، اخرجوا وانفروا على وعد الله لكم، وتصديقا به، وإيمانا برسوله صلى الله عليه وسلم الذي قال"إذا رأيت أمتي تهاب أن تقول للظالم يا ظالم فقد تُوُدِّع منهم" ، انفروا وأنتم موقنون بصدق موعود الله لكم بأنه (سيهزم الجمع ويولون الدبر) . وتابع البيان:"انفروا على أمر الله تعالى لمن كان في مثل حالكم (ادخلوا عليهم الباب فإذا دخلتموه فإنكم غالبون وعلى الله فتوكلوا إن كنتم مؤمنين)، انفروا واخرجوا قبل أن يلعنكم التاريخ وتكونوا من الهالكين ، اخرجوا وانفروا لترموا بها في وجوه ، المجرمين: (وقل جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا) ، اخرجوا لتتلوا على مسامع هؤلاء الذي طال عليهم الأمد بصوت مجلجل ، راعد آخذ متوعد قول الله تعالى في أمثالهم (واستفتحوا وخاب كل جبار عنيد) ، (ألا لعنة الله على الظالمين*الذين يصدون عن سبيل الله ويبغونها عوجا).