قال الباحث السياسي أنس حسن إن ما يحدث مع دلجا وكرداسة اليوم هو مقدمة لكسر أنوف المحتجين في الصعيد والجيزة، ويضاف إلى ذلك كسر أنف "الكبرياء الصعيدي" ونسف الهالة التي رسمها الاحتجاج الصعيدي حول نفسه وكسر كل العادات والتقاليد المتعلقة بالكرامة والهيبة. وأضاف عبر حسابه علي موقع "فيس بوك": "وبالتبعية فإن ما يحدث اليوم في سيناء كذلك هو عين تلك السياسات حيث يتم كسر كل قواعد التعامل مع قبائل سيناء القائمة على الاعتراف بالقواعد والأعراف السيناوية وعدم انتهاكها لإيصال رسالة من السيسي مفادها أننا سندوس على كل عنق يرفض توجهاتنا الجديدة، سواء في القاهرة أو في رفح والمنطقة الحدودية، أو الصعيد. وتسائل حسن:"لماذا دلجا ولماذا كرداسة؟ و لماذا لا يكون القمع شاملا كل المدن؟ ولماذا يتم التركيز الإعلامي عليهما تحديدا وخلق القصص الأسطورية حولهما؟ وتابع:"الجواب على هذا التساؤل يبدأ من حيث رصد التشابه بين كلا المنطقتين ، فهما قريتين محدودتي المساحة ، كما أنهما بؤرة احتجاج مستمر وتمتازان بغالبية مضادة للانقلاب، كما أنهما في "بؤرة" منطقة احتجاج أوسع، فكرداسة تقع في قلب "الجيزة" وهي منطقة احتجاج واسعة ومن أكبر المحافظات كثافة سكانية، و كذلك "دلجا" حيث نشاطها دائم وتقع في منطقة الصعيد ذات المزاج المعادي للانقلاب. وأشار أنس الي أن سياسة القمع الشامل ثبت أنها لا تجدي وأنها توسع دائرة الاحتجاج. وأردف: لم تكن دلجا أو كرداسة تشكلان أي خطر حقيقي على الانقلاب بمفردهما، لكنهما في القلب من منطقة جغرافية وديموغرافية تشكل مزاجا معاديا للانقلاب، وهاتين المنطقتين (الصعيد - الجيزة) يشكل الحراك فيهما كتلة كبيرة من كتل معاداة الانقلاب، ويشكل المزاج العائلي والقبلي نوعا من الدوافع ايضا باتجاه استمرار الاحتجاج، وعليه يجب افتعال معركة "كسر الأنوف"، هذه المعركة تتخذ نموذجا مصغرا يكون بمثابة العبرة لكل مناطق التمرد هناك ويكون حديثا يوميا للمناطق المحيطة والمماثلة بخلاف الشائعات المضخمة لما حدث، والتي هي من طبيعة ونسيج الشعب المصري.