أعلنت مصادر عراقية مسئولة أنَّ الزيارة التي كانت مزمعة اليوم الاثنين 11 من سبتمبر 2006م لرئيس الوزراء الدكتور جواد نوري المالكي إلى طهران قد تمَّ تأجيلها لموعدٍ لاحقٍ لم يُحَدَّد من هذا الشهر دون إعلان أسباب، من جهةٍ أخرى وعلى الصعيدِ السياسي في العراق تمَّ إبعاد ملف الفيدرالية مؤقَّتًا عن المناقشات الرسمية داخل الجمعية الوطنية- البرلمان العراقي- لتهدئة الخواطر حول إمكانية أنْ تؤدي المشروعات الإقليمية الفيدرالية إلى تقسيم البلاد.
من جهةٍ أخرى تُسْتَأْنَف اليوم محاكمة الرئيس العراقي السابق صدام حسين ومجموعة من معاونيه في قضية حملة الأنفال التي تمَّت في إقليم كردستان العراقي في منتصف الثمانينيات الماضية وحتى نهاية الحرب العراقية- الإيرانية.
وقد صدر مؤخرًا تقريرًا رسميًّا أمريكيًّا نفى وجود أي علاقةٍ بين صدام حسين وتنظيم القاعدة، وقد صدر التقرير عن وزارة الدفاع الأمريكية البنتاجون بمناسبة الذكرى الخامسة لأحداث 11 من سبتمبر 2001م.
وفي شأنٍ سياسي آخر في العراق قرَّرَ البرلمان أمس الأحد 10 من سبتمبر تأجيل قراءة مسودة قانون المحافظات والأقاليم إلى وقتٍ لاحق، حتى إقرار صيغة جديدة ومتكاملة للقانون، وقال رئيس البرلمان محمود المشهداني قبل بدء الجلسة الاعتيادية إنَّ رؤساء الكُتَل البرلمانية قد اجتمعوا في وقتٍ مبكرٍ من صباح الأحد، واتفقوا على آلية عمل هي "تأجيل القراءة وتحويلها إلى لجنتي القانونية والأقاليم والمحافظات لإعداد صياغة مكتملة للقانون من كافة الفرقاء وتكون مُعَدَّة للقراءة الأولى".
وكانت هذه القضية قد شهدت سجالاً سياسيًّا عنيفًا بين كتلتي الائتلاف الشيعي المُوَحَّد والوفاق السُّنِّيَّة، وبعد أنْ كرَّرَ زعيم الائتلاف الشيعي عبد العزيز الحكيم أول أمس مطالبته بإقليمٍ للشيعة في الوسط والجنوب، ألمح حزب الفضيلة المُمَثَّل في الائتلاف ب15 مقعدًا إلى أنَّ اللامركزية الإدارية "هي الأفضل والأنسب في الوقت الراهن".
أمَّا رئيس جبهة التوافق عدنان الدليمي فقد أوضح أنَّه لا يرى أي مبررٍ لإقامة إقليم بجنوب العراق سوى الطائفية، مشيرًا إلى أنَّ مثل هذا الإقليم سوف يُؤَدِّي إلى استحواذ دولة خارجية لها أطماع تاريخية بالبلاد على ثروات العراقي وأراضيه، في إشارةٍ إلى إيران.
على صعيدٍ آخر حَثَّت الحكومة العراقية المجتمع الدولي على مساعدتها في برامج إعادة الإعمار المتعثرة بسبب غياب الأمن والاستقرار في البلاد، محذرةً من احتمال حصول كارثة إذا فشلت في ذلك، ونقلت إخبارية (الجزيرة) الفضائية عن برهم صالح نائب رئيس الوزراء العراقي قوله إنَّ "مستقبل العراق أساسي في تحديد مصير الشرق الأوسط ومستقبله، فنجاح العراق هو نجاح للمنطقة، وإخفاق العراق لن يكون نكسة للشعب العراقي فحسب وإنَّما إخفاقٌ وانتكاسة للمنطقة".
جاء ذلك خلال لقاء دولي تحتضنه الإمارات العربية المتحدة، وتشارك فيه أطراف دولية يُخصص لبحث سبل إعادة إعمار العراق.
ميدانيًّا قُتِلَ ثمانية أشخاص من بينهم مسئولون أمنيون منهم قائد شرطة المرور في الفلوجة العميد أحمد الجميلي، وأُصيب أكثر من 25 آخرين بجروحٍ في أعمال عنف متفرقة بالعراق، من جهةٍ أخرى عثرت الشرطة على 14 جثةً في أماكن متفرقة من البلاد من بينها عشر جثثٍ انتُشِلَت من نهر دجلة في الصويرة.
على صعيدٍ آخر قالت وزارة الداخلية إنَّ وحدات تابعة لها قد قتلت أمس ثلاثةَ أشخاص في بغداد ينتمون لتنظيم قاعدة الجهاد في بلاد الرافدين، مُشيرةً إلى أنَّ الاشتباكات قد أسفرت عن احتجاز حوالي طن من المتفجرات.
كما أفاد الجيش العراقي أنَّ قواته قد اعتقلت 16 ممَّن وصفهم ب"الإرهابيين" وعشرات المشتبه فيهم خلال ال24 ساعة الماضية في مناطق متفرقة من العراق.