أعلنت مصادر طبية فلسطينية، أنّ أربعة مرضى توفوا في قطاع غزة، ثلاثة منهم الخميس (31/1)، ورابع الجمعة (1/2)، بسبب عدم توفر العلاج اللازم جراء الحصار الصهيوني الخانق المفروض على القطاع منذ شهور، ومنعهم من السفر إلى الخارج لتلقي العلاج، فيما حذرت وزارة الصحة من مخاطر تداعيات استمرار الحصار. وذكرت المصادر أنّ المريضة نادية يوسف العمري (28 عاماً)، توفيت الجمعة بسبب منعها من السفر إلى الخارج لتلقي العلاج، فيما أعلنت المصادر الخميس، عن وفاة المسنّ جودة محمد عبيد (56 عاماً)، من سكان بلدة جباليا شمال القطاع، الذي توفي بسبب عدم توفر الدواء وتدهور حالته الصحية جراء معاناته من مرض القلب، كما توفي الشاب عرفات إبراهيم أبو عودة (23 عاماً) من سكان رفح، والذي يعاني من مرض السرطان بسبب عدم تمكنه من السفر لتلقي العلاج. وكانت المصادر الطبية قد أعلنت عن وفاة المريض نور الدين محمد ماضي (14 عاماً)، من سكان مخيم الشاطئ للاجئين جنوب مدينة غزة، جراء معاناته من مرض السرطان ومنعه من السفر لتلقي العلاج اللازم. وبوفاة المرضى الأربعة؛ يرتفع عدد ضحايا الحصار الصهيوني إلى تسعين ضحية معظمهم من النساء والأطفال. ويعاني مئات المرضى في غزة أمراضاً خطيرة جراء عدم تلقيهم العلاج بسبب عدم توفر الأدوية والإمكانات الطبية في قطاع غزة، الذي يعاني حصارا مطبقا منذ منتصف حزيران (يونيو) الماضي. من جهته؛ أكد خالد راضي مسؤول العلاقات العامة بوزارة الصحة الفلسطينية بقطاع غزة، أنّ ما تم الكشف عنه عن ضحايا الحصار عبر أقلام الصحفيين وعدسات المصورين لا يمكن أن يُقارن بما سيتم الإعلان عنه قريباً، إذا ما استمر الحصار المتواصل الذي يهدد حياة المئات من المواطنين. وأشار راضي في تصريحات صحفية إلى التزايد المستمر في أعداد المرضى ممن هم في أمسّ الحاجة إلى تلقي العلاج في مستشفيات الخارج، وذلك لنقص الإمكانيات المتوفرة في مستشفيات القطاع، وخاصة لأمراض السرطان والكلى، والذي وصل عددهم إلى ما يقارب 1500 مريض، بينهم حوالي 450 مصاباً بمرض السرطان 35 في المائة منهم من الأطفال. وثمّن راضي دور كل من ساهم في جلب وإدخال المساعدات التي وصلت إلى قطاع غزة عبر معبر رفح إثر فتح الحدود في الآونة الأخيرة، إلا أنه لم يطمئن لما هو آت، خاصة وأنّ المساعدات لم تكن بالكمية المطلوبة، واصفاً إياها بالمساعدات الجزئية وليس المعونات التي تعمل على تغطية حاجة المواطنين من الأدوية والمستلزمات الضرورية الأخرى. وشدّد راضي على أنّ وزارة الصحة بحاجة إلى المزيد من العطاء والوقفة معها، مضيفاً "نحن لا نريد أن نخدع العالم، فالحصار لم ينكسر ولم يحطم قيده، ونحتاج المزيد من المساعدات والمعونات". وعن جاهزية المستشفيات في القطاع لاستقبال موجة الصقيع الحالية؛ أعرب المتحدث باسم وزارة الصحة عن خشيته من عدم إمكانية السيطرة على ما يمكن أن تحدثه الموجة من أضرار جسيمة، وخاصة مع استمرار الحصار وانقطاع التيار الكهربائي ونقص الوقود المؤدي إلى تشغيل آلات ومعدات ضرورية للتدفئة وغيرها، قائلاً "مستشفيات القطاع تعلق آمالها على الكهرباء لمواجهة موجة الصقيع التي تمر خلال هذه الفترة". جدير بالذكر أنّ مستشفيات في قطاع غزة تعاني جراء تشديد الحصار الخانق الذي يفرضه الاحتلال الصهيوني منذ ما يقارب ثمانية شهور؛ من نقص في الأدوية والمعدات ومن استمرار قطع التيار الكهربائي ونقص الوقود.