قتل ما لا يقل عن 13 شخصاً الليلة الماضية في كينيا بأعمال عنف عرقية في مدينتي ناكورو ونيفاشا في ولاية الوادي المتصدع بشمال غرب العاصمة نيروبي. وأعلن قائد في الشرطة رفض الكشف عن هويته إن ثمانية أشخاص قتلوا في ناكورو وخمسة في نيفاشا ليلا، مشيراً إلى أن معظم القتلى سقطوا برصاص الشرطة التي كانت تتصدى لمحاولات إحراق منازل في المدينتين. ويسود هدوء حذر في نيفاشا حيث استؤنفت حركة السير في الشوارع الرئيسية بعد توقف المواجهات التي اندلعت صباح اليوم بين مئات الأشخاص من قبائل متصارعة استعملت خلالها الهري والفؤوس والحجارة بعد تدخل قوات الأمن. وذكرت مصادر طبية أن 64 جثة ترقد في مشرحة بمدينة ناكورو، وكلها ضحايا آخر أربعة أيام من القتال العرقي. وفي بلدة كيسومو الغربية قال سكان إن الشرطة قتلت بالرصاص شخصا واحدا على الأقل خلال مظاهرات ضد أعمال العنف في منطقة الوادي المتصدع. وأحصت الشرطة 90 قتيلا في أعمال عنف أمس الأحد، مما يرفع إلى 130 حصيلة القتلى في مقاطعة الوادي المتصدع منذ الخميس. وخلال شهر واحد قتل أكثر من 900 شخص في أعمال العنف وهجر 250 ألفا آخرين. وساطات دولية تزامن تجدد أعمال العنف في منطقة الوادي المتصدع مع استمرار الوساطات الدولية الساعية لإخراج البلاد من الأزمة التي دخلتها بسبب الخلافات حول نتائج الانتخابات الرئاسية في 27 ديسمبر الماضي. وعقد وزير الدولة البريطاني للشؤون الأفريقية مارك مالوخ براون اليوم اجتماعات مع الرئيس مواي كيباكي وزعيم المعارضة رايلا أودينغا والوسيط الأممي كوفي أنان، وقال إن الانفراج ما زال بعيد المنال بسبب عمق الخلافات بين الرئيس الكيني وزعيم المعارضة. تحرك عاجل وقال براون إن أودينغا يرغب في نجاح الوساطة الدولية، بينما تشعر الحكومة بأن تدويل الوضع يهدف إلى إضعاف موقفها. وكان كيباكي قد أعرب عن استعداده لإجراء مباحثات مع أودينغا لكنه رفض أن يكون منصبه الرئاسي موضع تفاوض. ومن جانبه يرى أودينغا أن المخرج من الأزمة يكمن في تنحي كيباكي عن كرسي الرئاسة وإجراء انتخابات رئاسية جديدة. وقد أجرى أنان أمس مباحثات مع أودينغا وطالب الطرفين المتنازعين باختيار أربعة مسئولين لإجراء المزيد من المحادثات. وفي هذا السياق ترى مفوضية الاتحاد الأفريقي أن الأوضاع في كينيا التي كانت رمزا للاستقرار في شرق أفريقيا أصبحت تدعو إلى أن تتحرك القارة بأسرها عاجلا لاحتواء تلك الأزمة.