form id="MasterForm" onsubmit="var btn=window.document.getElementById("psbtn");if(this.s && btn){btn.click(); return false;}" action="/mail/InboxLight.aspx?n=2002330810" enctype="multipart/form-data" method="post" div class="ReadMsgBody" id="mpf0_readMsgBodyContainer" onclick="return Control.invoke("MessagePartBody","_onBodyClick",event,event);" "العسكر والساسة, طرفى المعادلة حاليا فى مصر, وكل طرف منهم له ميدانه ,واذا دخل احدهم ميدان الآخر ,فهو الخاسر بالتأكيد, فاذا دخل الساسة مجال العسكرية, فهم الخاسرون لأنهم لم يعتادوا على تلقى الأوامر العسكرية, ولا توجد لديهم الخبرة العسكرية ليكونوا جنرالات . وكذلك العسكريون, إذا دخلوا ميدان السياسة وقد دخلوه ,فهم الخاسرون لانهم لا يعرفون ولا يجيدون اساليب الساسة فى كسب الشارع , ولا يجيدون التعامل مع مطالب الجماهير ,ولا يجيدون التعامل مع التظاهرات ولا كيفية الحوار السلمى مع المتظاهرين ,ولا يعرفون مشاكل الشعب حتى يحاولوا حلها ,ولا يجيدون التقرب من الشارع كما يفعل الساسة . والمعادلة فى مصر حاليا بين هؤلاء الطرفين ,وإذا أراد ان ينجح العسكر فى السياسة ليس لهم إلا طريق واحد, عليهم تحويل العملية السياسية الى ميدانهم العسكرى ,الذى يجيدون فيه كل وسائل الهجوم والدفاع ,فعليهم تحويل العملية السياسية الى حرب عسكرية ,حتى يضمنوا ان يكون لهم النجاح الأكيد فى حربهم هذه . وهذه هى استراتيجية العسكر المعتادة فى السياسة ,كما فعلوا فى دول عده ولنأخذ مثلاً, ما حدث فى الجزائر, فمن قرأ كتاب الحرب القذرة لحبيب سويدية, المظلى فى الجيش الشعبى الجزائرى سابقا ,واللاجئ السياسى فى فرنسا حاليا ,يعرف كيف نفذ العسكر هذه الاستراتيجية ,بمهارة شديدة يحسدوا عليها ,فقد عرف العسكر ان عدوهم الأقوى والأكبر فى الشارع الجزائرى ,يكمن فى جبهة الانقاذ الاسلامية وفى التيار الاسلامى على وجه العموم ,فبعد ان وصلت جبهة الانقاذ الاسلامية الى سدة الحكم ,قام الجيش بعمل الانقلاب واعتقال كل قادة الاسلاميين فى الجزائر ,وقص علينا سويديه كيف كان الجيش يقوم بالعمليات الارهابية وقتل المدنيين ,وكيف كان أفراد المخابرات العسكرية يربون لحاهم, ويرتكبون أفظع الجرائم لإلصاقها بالاسلاميين ,حتى أن سويديه قال, انه عندما يرى اللحية على وجوه افراد المخابرات بدأت تنبت ,يعرف أنهم مقدمون على عملية قذرة جديدة ,وطارد الجيش أفراد الحركة الاسلامية جميعا ,وطارد حتى المحبين لهذه الحركة ,بحيث صارت حرب الجيش ضد الشعب باكمله ,وليس الاسلاميين فقط ,حتى جعل الشباب يلوذ بالفرار والهرب داخل الجبال ,وعندما يفشلوا فى القبض على الشباب, كانوا يقبضون على اهاليهم ليعذبوهم ثم يعدموهم فى آخر الأمر ,وسلح الجيش مدنيين ليقوموا بمواجهة الاسلاميين, الذى سماهم الإرهابيين ,كل تلك الأمور جعلت الشباب الذى فر من قبضة الجيش ,يضطر الى حمل السلاح فمنهم من حمله لأنه كفر بالديموقراطية التى انقلب عليها الجيش, ومنهم من حمله ثأراً لأقاربه الذين قتلهم الجيش ,ومنهم من حمله لحماية نفسه من بطش العسكريين ,وهكذا تحول الاسلاميين من التعامل السلمى فى السياسة الى التعامل الحربى ,وهذا هو ميدان العسكر الذى استدرج الساسة الإسلاميين إليه, وهكذا انتصر الجيش فى هذه الحرب التى راح ضحيتها 150000 شخص . وهذه الاستراتيجية المميتة المدمرة للعسكر, هى ما يريد تطبيقها السيسىى وأعوانه من الانقلابيون فى مصرو فالجيش يعلم ان مجازر الحرس الجمهورى والمنصة ورابعة والنهضة ولن تمر مرور الكرام وان ثائرة الشعب ستغلىو وقبض على معظم قيادات الاسلاميين حتى الآن, ليكمل السيناريو الاجرامى الذى أكمله أقرانه فى الجزائر, فيترك الشباب فى الميادين مع حالة الغليان والفوران ,ويتم اضطهادهم مرارا وتكرارا, والهجوم عليهم وايقاع الضحايا والشهداء منهم يوميا ,حتى يضطر هؤلاء الشباب لحمل السلاح فى مواجهة الإرهاب العسكرى ,وهذه ما يريده الانقلابيون وهذا مايسعون اليه. عندما يحمل هؤلاء الشباب السلاح ,يومها سينتهى الامل فى مصر جديدة ديموقراطية يحكمها شعبها ,فالعسكر لا يخافون من العنف بقدر خوفهم من السلمية, فالسلمية اقوى من مدافعهم ,لأن السلمية هى التى تهزمهم ,لأن المتظاهر بسلميته ,يجرهم من ميدان العسكرية الى ميدان السياسة ,الذى سوف يسقطهم لانه ليس ملعبهم وليس لهم ,فالسلمية ثم السلمية يا شعب مصر ,هى الأمل, وهى السلاح الأقوى فى يدينا ,فبالسلمية سنستمر وبالسلمية سننتصر, وسنسقط الانقلاب, ونسقط حكم العسكر الى الابد ."