أغلقت قوات الأمن المصري السبت أبواب مدينة العريش المصرية بالكامل أمام الفلسطينيين المتدفقين إليها, في حين تركت مدينة رفح المصرية والحدود مشرعتين أمام المواطنين الذين لا زالوا يتدفقون بقوة إلى الأراضي المصرية لليوم الخامس على التوالي. وأفاد شهود عيان ومصادر أمنية أن قوات الشرطة المصرية قامت منذ صباح اليوم وأمس بإغلاق جميع محلات العريش بالقوة. وقالت المصادر الأمنية أن قوات أمنية كبيرة انتشرت بأعداد لا مثيل لها ومنعت التجول بالشوارع، وأصدرت أوامرها لجميع المحلات والأسواق بالإغلاق، حتى ان محطات البنزين لم تسلم من الإغلاق، في حين أن العديد من محطات الوقود فرغت من المحروقات وأغلقت أبوابها إلى حين التزود بها من القاهرة ومن مدن مصرية أخرى. واستمر لليوم الثاني على التوالي احتجاز السلطات المصرية للعشرات من الشاحنات التي تحمل المعونات الإغاثية والطبية إلى قطاع غزة والقادمة من مختلف محافظات الجمهورية. فعلى طول الطريق إلى كوبري مبارك السلام المار فوق قناة السويس اصطفت العشرات من الشاحنات التي منعتها السلطات من المرور إلى سيناء، ومنها إلى غزة، دون إبداء أسباب. و تكرر نفس المشهد عند نفق الشهيد أحمد حمدي، عندما حاولت بعض القوافل الإغاثية استخدامه لتمرير المعونات بدلاً من كوبري مبارك السلام المُغلق ولكن هذه المحاولات جميعاً باءت بالفشل. من جهةٍ أخرى وعلى الشريط الحدودي الفاصل بين مصر وقطاع غزة توقَّف ولأول مرةٍ منذ 4 أيام العمل على نقل الشحنات الغذائية والطبية إلى داخل القطاع بعد أن تمَّ إفراغ كافة الشحنات التي سمحت السلطات المصرية بإدخالها، وانتظار الشحنات الأخرى المحتجزة على الطرق المؤدية للحدود. وفي السياق علق عشرات التجار المصريين عند أبواب سيناء بعدما منعوا الأحد من التوجه الي رفح والعريش، وراوحوا مكانهم تحت رذاذ مطر خفيف في بالقرب من الاسماعيلية شمالي مصر. وهذه الشاحنات المحملة بشتي أنواع البضائع من أرز ومواد غذائية وأخشاب وحتي مواش، بعضها ينتظر منذ 48 ساعة بعدما منعتها قوي الأمن من العبور. وتأمل السلطات المصرية عن طريق منع وصول المؤن الي العريش والشطر المصري من رفح بالحد من تدفق فلسطينيي قطاع غزة الذي تفرض عليه الكيان الصهيوني منذ السابع عشر من ينايرحصارا مطبقا. من جهتها تستعد وزارة الصحة الفلسطينية بالتعاون مع المؤسسات الإغاثية لتخزين المعونات التي استقبلتها خلال الأيام الماضية؛ تمهيدًا للبدءِ في توزيعها؛ بعد تصاعد قلقها من إعادة غلق معبر رفح الحدودي بين مصر والقطاع ،وذلك بعد تدفق كميات كبيرة من المساعدات الغذائية والإنسانية إلى القطاع عقب تهدُّم أجزاءٍ من الجدار الفاصل بين غزة ومصر، وتدفُّق الآلاف من الفلسطينيين إلى مدن رفح والعريش لشراءِ احتياجاتهم الأساسية. وتبلغ قيمة المعونات التي وصلت للقطاع طبقاً لإخوان أون لاين ملايين الدولارات، وأنه قد تمَّ عقد اتفاقٍ بين وزارة الصحة الفلسطينية في غزة والهيئات المقدِّمة للمعونات والمتمثِّلة في اتحاد الأطباء العرب وهيئة الإغاثة الإنسانية التابعة لنقابة أطباء مصر بجمع كلِّ التبرعات التي توافدت إلى القطاع بكمياتٍ كبيرة وتخزينها في مخازن خاضعة لوزارة الصحة الفلسطينية ومنعت السلطات المصرية أيضا عبور شاحنة تحمل 40 طنا من الأدوية والمواد الغذائية والأغطية، أرسلتها نقابة الاطباء المصريين. وقال سائق هذه الشاحنة صلاح احمد حسن أنه منع من العبور علي الرغم من أننا نحمل رسالة من النقابة توضح أن هذه الحمولة هي هبة إلي الفلسطينيين ، مشيرا إلي أنه ينتظر مساعدة الهلال الأحمر المصري للسماح بعبور الحمولة. وأضاف "أنا خائف فعلاً من أن تفسد الأغذية بسبب سوء الطقس . ومن جانبه أكد ضابط في الشرطة التابعة لحماس لمراسل فرانس برس في رفح أنه ينتظر وصول بضائع عالقة عند المعابر باتجاه سيناء عبر الإسماعيليةوالسويس الأبعد قليلا إلي الجنوب. وقال نحن ننتظر، الشاحنات عالقة حاليا، ما نريده فقط هو أن تاتي إلي هنا لتزويد شعبنا بالغذاء والأسمنت والطحين . وأكد الضابط عدم الرغبة في التسبب بمشاكل لمصر ، وأن المطلوب هو فقط الحصول علي الغذاء وليس الأسلحة، وأضاف لدينا من السلاح ما يكفينا لخمسة أعوام، والفضل يعود إلي مخزونات السلطة الفلسطينية .