تتذكر اليوم الولاياتالمتحدة هجمات 2001 التي خلفت 3000 قتيل وآلاف الجرحى وسط انقسام حاد في الرأي العام الأميركي والطبقة السياسية حول ثمن الحرب على "الإرهاب". ووضع الرئيس جورج بوش أمس رفقة زوجته لورا باقتين من الزهور الحمراء والبيضاء بالمكان الذي كان فيه برجا مركز التجارة العالمية بنيويورك قبل انهيارهما تحت الهجمات, قائلا إنه يحضر الذكرى "بقلب حزين", متعهدا بألا ينسى أبدا دروس ال11 من سبتمبر 2001.
كما يحضر بوش اليوم مراسم أخرى بكل من ولاية بنسلفانيا حيث تحطمت طائرة مختطفة بأحد الحقول بعد أن قاوم ركابها قراصنة الجو, ومراسم أخرى أيضا في مقر البنتاغون.
ثمن الحرب غير أن الاحتفالات تأتي وسط انقسام شديد حول ثمن الحرب على الإرهاب, حتى وإن اعتبر نصف الأميركيين أن بلادهم أصبحت أكثر أمنا من قبل, حسب استطلاع لقناة ABC.
ففي استطلاع وكالة أسوشيتد برس ومعهد إيبسوس قال نصف الأميركيين إنهم يشعرون أن ثمن الحرب على الإرهاب ربما كان باهضا أكثر من اللازم, كما شكك 50% بإمكانية القبض على بن لادن, وهو شك قاسمتهم إياه وزيرة الخارجية كوندوليزا رايس قائلة إنه "يختبئ بأماكن قاصية جدا" وإن كانت أماكن تتناقص يوما بعد يوم.
انتخابات نصفية وتأتي ذكرى الهجمات وأداء بوش باستطلاعات الرأي في أسوء حالاته, قبل أسابيع قليلة فقط من انتخابات نصفية لا تبدو فيها حظوظ المعسكر الجمهوري قوية, بسبب ارتفاع الكلفة البشرية للحرب بالعراق وأفغانستان, إضافة إلى انهيار كل النظريات "الجمهورية" التي كانت تربط الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين بزعيم القاعدة أسامة بن لادن.
فقد أظهر تقرير لمجلس النواب نشر الجمعة استند لتقييم لوكالة الاستخبارات الأميركية أعد العام الماضي أن نظام صدام "لم تكن له علاقة ولم يقدم الملاذ ولم يتغاض عن" قيادي القاعدة أبو مصعب الزرقاوي, وهو أحد المبررات التي استند إليها بوش في إعلانه الحرب على العراق.
غير أن المسؤولين الأميركيين أصبحوا الآن لا يتحدثون عن علاقة بين صدام وبن لادن تحديدا وإنما عن علاقة أكثر هلامية بشبكة القاعدة عموما, وب"أيديولوجية الكراهية التي ضربت بجذورها في الشرق الأوسط".