أعلن الجيش التركي، يوم الجمعة، أنه قصف حوالي 60 هدفًا لمتمردي حزب العمال الكردستاني أثناء غارته الجوية الأخيرة الثلاثاء في شمال العراق. وأوضحت هيئة أركان الجيش التركي في بيان لها: "أن خمسة مواقع للقيادة ومركزين للاتصال و15 معسكرًا للتدريب و12 معسكرًا للدعم اللوجسيتي و18 ملجأ وبطاريتين للدفاع الجوي مع حراسهما وأربعة مخازن للمواد الغذائية والذخائر دمرت" بحسب وكالة فرانس برس. وأشار البيان إلى أن هذه العملية الجوية تم تنفيذها بمساعدة أنظمة تحديد الأهداف الأكثر تطورًا، مؤكدًا أن جميع الأهداف أصيبت إصابة مباشرة. وأضاف أن "الأعمال تتواصل لتقييم خسائر الإرهابيين" في حزب العمال الكردستاني. وتعد هذه الغارة المشار إليها والتي شنها الطيران التركي الثلاثاء ضد مواقع حزب العمال في شمال العراق، الرابعة رسميًا منذ منتصف ديسمبر 2007 والتي أكدتها هيئة الأركان التي أشارت أيضًا إلى عملية برية محدودة النطاق في الأراضي العراقية. وشهدت الأسابيع الأخيرة تصعيدًا في المواجهات بين القوات التركية ومنظمة حزب العمال الكردستاني؛ حيث شنت القوات التركية عدة غارات جوية استهدفت مواقع تابعة للحزب في شمال العراق، كما نفذ الجيش التركي عمليات توغل برية محدودة عبر الحدود داخل شمال العراق؛ بهدف القضاء على قواعد المنظمة في تلك المنطقة والتي تتخذ منها قاعدةً خلفيةً لشن هجماتها داخل تركيا. وحزب العمال الكردستاني حزب قومي كردي، تبنى العقيدة الشيوعية، ويقوم مشروعه السياسي منذ تأسيسه في العام 1978 على يد عبد الله أوجلان، على توحيد الأكراد الموزعين على عدة دول في المنطقة مثل تركيا وسوريا والعراق وإيران في دولة واحدة. ويرى الحزب أن العمليات المسلحة هي الوسيلة الوحيدة لاستعادة "الحقوق الكردية" في وطن قومي؛ مما جعله على عداء مع أغلب دول المنطقة. غير أن نشاطه توجه أساسًا ضد تركيا. وسيطر الحزب على العديد من القرى في أقصى الشمال الكردي، وقام باستخدام عناصره على جانبي الحدود للتسلل وتنفيذ عمليات داخل تركيا. وشن حزب العمال الكردستاني المسجل ك "منظمة إرهابية" لدى تركيا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، حملة مسلحة من أجل إقامة وطن قومي في مناطق جنوب شرق تركيا التي يعيش فيها الأكراد في الأساس في عام 1984؛ مما أشعل قتالاً استمر عقودًا وأسفر عن مصرع أكثر من 37 ألف شخص، وزاد حزب العمال الكردستاني هجماته على القوات الحكومية في جنوب شرق تركيا؛ الأمر الذي دفع بالقوات التركية إلى هذا التصعيد الأخير الذي سبقت الإشارة إليه.