جددت وزارة الخارجية الأمريكية تحذيرها من "هجمات وشيكة" قد تستهدف الرعايا الأمريكيين ومصالح الولاياتالمتحدة في الخارج، خاصة في منطقة الشرق الأوسط. ولم تصدر وزارة الخارجية أية تحذيرات جديدة الخميس، ولكنها عملت على تحديث تحذير سابق، صدر في أعقاب هجمات 11 سبتمبر 2001، قائلة إن لديها معلومات "موثوقة" تفيد بأن "جماعات إرهابية" تخطط لمهاجمة أهداف أمريكية. وقالت وزارة الخارجية الأمريكية في بيان أصدرته: "تواصل وزارة الخارجية تحذيرها من أعمال عنف محتملة ضد مواطنين أمريكيين ومصالح أمريكية في المنطقة." وأضاف البيان أن العنف الموجه للأمريكيين، قد يشمل "أعمال إرهابية ضد طائرات مدنية، أو وسائل نقل أرضية، أو مصالح بحرية، خاصة في منطقة الشرق الأوسط، بما فيها البحر الأحمر والخليج وشبه الجزيرة العربية، وشمال أفريقيا." وأشار البيان إلى عدد من الهجمات التي وقعت مؤخراً بالمنطقة، منها اغتيال رئيسة الوزراء الباكستانية السابقة، بينظير بوتو، والتفجيرات التي وقع العام الماضي في كل من الجزائر واليمن والمملكة المغربية. كما أشار إلى الانفجار الذي استهدف مكاتب الأممالمتحدة بالعاصمة الجزائرية في ديسمبر الماضي، والهجوم على المدرسة الأمريكية الدولية في قطاع غزة، في أبريل من العام 2007. كما يأتي تحديث هذا التحذير بعد يومين من وقوع انفجار استهدف سيارة تابعة للسفارة الأمريكية شرقي العاصمة اللبنانية بيروت، مما أدى إلى مصرع ثلاثة مدنيين لبنانيين وإصابة آخرين، كانوا في موقع الانفجار. وفي أعقاب الانفجار، قيدت السفارة الأمريكية في بيروت تحركات موظفيها وطالبت رعاياها في لبنان ب"توخي الحيطة والحذر"، وتفادي أماكن التجمعات العامة، فيما قالت الإدارة الأمريكية إن تفجير الثلاثاء لن يثنيها عن دعم الحكومة اللبنانية. كما يتزامن تحذير الخارجية الأمريكية مع إعلان البنك الدولي الخميس إغلاق كافة مكاتبه في واشنطن الجمعة، إثر تلقي تهديدات بهجمات "محتملة" باستخدام قنابل أو متفجرات. وقال بيان نشره البنك الدولي على موقعه بشبكة الانترنت، إن مسؤولي البنك تلقوا اتصالاً هاتفياً يتضمن التهديد بمهاجمة مكاتبه في واشنطن، ويقوم حالياً بالتنسيق مع سلطات الأمن الأمريكية للتأكد من جدية تلك التهديدات ومصدرها. وكان بن لادن قد أصدر شريط مصور مؤخراً، يتضمن رسالة إلى أنصاره بمهاجمة أهداف سواء في داخل الولاياتالمتحدة أو خارجها، إلا أن مسؤولي الإدارة الأمريكية قللوا من أهمية الشريط، معتبرين أن بن لادن "عاجز عملياً" عن شن مثل هذه الهجمات. ولكن تقرير حكومي سابق حذر من أن تنظيم القاعدة، الذي يعمل على تعزيز تواجد عناصر تابعة له في الولاياتالمتحدة، قد أصبح بإمكانه شن هجمات جديدة داخل الأراضي الأمريكية، وأنه عمل على توفير كافة المتطلبات التي قد يحتاج إليها لشن مثل هذه الهجمات. وكشف مسؤولان رفيعان في الإدارة الأمريكية، أمكنهما الاطلاع على هذا التقرير السري، لشبكة CNN أن المنطقة المترامية الأطراف على الحدود بين أفغانستان وباكستان، توفر ملاذاً آمناً لقادة تنظيم القاعدة، بما يمكنهم من القدرة على إدارة هجمات جديدة على الولاياتالمتحدة. وكشف التقرير الحكومي أن تنظيم القاعدة، أصبح حالياً "أقوى من أي وقت مضى"، منذ هجمات الحادي عشر من سبتمبر 2001 ضد الولاياتالمتحدة، وفق ما صرّح به مسؤولون رفيعون في الإدارة الأمريكية أطلعوا على التقرير السري. وفي أكتوبر من العام 2006، حذرت وزارة الأمن الداخلي من تهديدات محتملة لهجمات ب"قنابل قذرة" على سبعة استادات لكرة القدم الأمريكية، في كل من ميامي ونيويورك وأتلانتا وسياتل وهوستن وأوكلاند وكليفلاند. وتشابه هذا التهديد مع تهديد آخر في ربيع العام نفسه، باستهداف ملاعب كرة السلة الأمريكية، وفي ذلك الوقت أصدرت وزارة الأمن الداخلي بياناً قالت فيه أيضاً إن تلك التهديدات "غير جدية"، ولم تحدث أية هجمات آنذاك.