قامت قوات اسرائيلية بتمشيط منطقة عين سلوان في القدس، في خطوة استهدفت طمأنة المستوطنين اليهود بضمان سلامة الطريق المؤدية إلى عين سلوان والتي يستعملها المستوطنون للوصول إلى العين للاستحمام فيها عراة.وفي العادة يستحم المتدينون من المستوطنين اليهود في عين سلوان الملاصقة للمسجد حيث وقعت محاولة الاقتحام قبل يومين من قبل مستوطنين مسلحين بهدف السيطرة على الأرض خلف المسجد وإلى جانب المسجد يقع بالقرب من العين مركز ثقافي وروضة للأطفال تعتبر الروضة الوحيدة للأطفال الفلسطينيين في منطقة وادي حلوة.وكان سكان الحي اشتكوا للشرطة الإسرائيلية من تصرفات المستوطنين التي تستفز مشاعر سكان المنطقة المحليين كون المستوطنين يأتون إلى العين التابعة للأوقاف الإسلامية والواقعة في قلب الحي الفلسطيني للتعري والاستحمام. إلا أن الشرطة الإسرائيلية لم تقم بأي إجراء رسمي لمنع مثل هذه الممارسات التي يقوم بها المستوطنين في سلوان.يذكر أن السلطات الإسرائيلية أعطت المنظمة الاستيطانية المسمى إلعاد صلاحية التصرف بكل الأماكن الأثرية في منطقة وادي حلوة ما عدا المدخل الجنوبي لعين سلوان وهو ما تحاول المنظمة الاستيلاء عليه فتضع حراسها المسلحين باستمرار على هذا المدخل، في حين تسيطر رسمياً على المدخل الشمالي للعين، أما عن مدخل عين الحمرا الواقع في الجهة الجنوبية والملاصق للمسجد والروضة فقد أغلقته سلطة الآثار الإسرائيلية في السابق وكانت قد وعدت بإعادة فتحه خصوصاً وأنه كان يشكل طريق آمن يستخدمه الأطفال والسكان للوصول إلى الروضة والمسجد إلا أن إدارة المواقع السياحية أحيلت إلى جمعية المستوطنين قبل أنه تفي سلطة الآثار بوعدها فتح الطريق، واليوم تبقي إلعاد هذا الطريق مغلقاً إلا في وجه السياح من زوار مركزها فتسمح لهم باستخدامه بساعات محددة تعينها إدارة المستوطنين.يأتي ذلك ضمن المحاولات المستمرة لجمعية إلعاد لفرض وقائع جديدة على حي وادي حلوة في سلوان بهدف إحكام السيطرة على كامل المنطقة وشملها في المخطط السياحي التلمودي ضمن ما يسمى مدينة داود، تلقى إلعاد دعماً واضحاً وصريحاً من قبل السلطات الإسرائيلية، وما خطة بلدية القدس رقم 11555 الخاصة بالمنطقة، والتي وضعت بتدخل المستوطنين، إلا دليل واضح على نية السلطات الإسرائيلية تهويد المنطقة بتحويل معظم المساحات فيها لمواقف سيارات تخدم السياح ومقابر لليهود وحديقة تلمودية. عدا عن أن بلدية القدس تطلق اسم مدينة داود على منطقة وادي حلوة في كل الوثائق الرسمية ودلائل السياح الأمر الذي يرفضه سكان الحي الفلسطينيين مؤكدين بأن وادي حلوة هي جزء لا يتجزأ من قرية سلوان الفلسطينية.يذكر بأن الجمعية الاستيطانية إلعاد تحاول جاهدة السيطرة على البيوت الفلسطينية في الحي بعد أن تمت لها السيطرة على العديد من أراضي الحي وبعض من البيوت التي حصلت عليها في الغالب من خلال قانون ما يسمى حارس أملاك الغائب الذي تعطي السلطات الإسرائيلية من خلاله الحق للمستوطنين بالسيطرة الرسمية على العقارات الفلسطينية.وتسيطر جمعية إلعاد الاستيطانية على الموقع السياحي المسمى مدينة داود والمقام على أراضي آل سمرين وآل قراعين في الجهة الشمالية من وادي حلوة. وبالتالي فهي تدير المجموعات السياحية التي تزور سلوان وتقدم لها التاريخ والحاضر على أساس أجندتها الخاصة. في الحين الذي يحرم فيه سكان القرية الفلسطينيين من مخالطة السياح والحديث إليهم والاستفادة من عائدات السياحة في سلوان.