• مركز "فيتجنشتاين" للديمغرافيا يتوقع انخفاض معدلات النمو السكاني؛ استنادًا إلى تحسن مستويات الصحة والتعليم، ما يؤدي للتمتع بالرفاهية، ومعدل وفيات أقل، ومستويات متوسطة من الهجرة. • تواجه البلدان التي تشهد انخفاض الخصوبة صعوبة كبيرة في التعافي من فكرة "تضاؤل حجم الأسرة". سلّط تقرير بصحيفة "وول ستريت" الضوء على توقعات كل من الأممالمتحدة ومركز "فيتجنشتاين" للديمغرافيا إزاء زيادة عدد سكان العالم، مُشيرًا إلى أنّ تقرير التوقعات السكانية في العالم لعام 2022 الصادر عن الأممالمتحدة، ذكر أنّه بحلول 15 نوفمبر 2022، من المحتمل أن يتجاوز عدد سكان العالم ثمانية مليارات شخص. مُوضحًا أنّ المشكلات الديموغرافية لن تنجم عن تزايد أعداد السكان، بل من شيخوخة السكان، وتضاؤل القوى العاملة. وأشار التقرير إلى أحدث التوقعات السكانية الصادرة عن الأممالمتحدة ومكتب الإحصاء الأمريكي؛ فمنذ ستينيات القرن الماضي، وصل عدد سكان العالم إلى ثلاثة مليارات في غضون عشر سنوات، وعليه، فمن الطبيعي الافتراض بأنّ عدد السكان سيزيدون على تسعة مليارات من البشر ثم 10 مليارات. كما أبرز التقرير توقعات مجموعة أخرى بقيادة عالم الديموغرافيا "وولفجانج لوتز"، مؤسس مركز "فيتجنشتاين" للديمغرافيا ورأس المال البشري في جامعة "فيينا"، تشير توقعاتهم إلى اقتراب الذروة السكانية. وأفاد التقرير أنّ هناك تباينًا بين تقديرات الأممالمتحدة ومركز "فيتجنشتاين" للديمغرافيا فيما يتعلق بارتفاع معدلات المواليد وانخفاضها. مُوضحًا أنّ مستويات التعليم، التي تُعد من أهم العوامل، لم يتم تضمينها رسميًّا في نماذج الأممالمتحدة، وخاصة تعليم النساء، مُؤكدًا أنّ الفتيات اللاتي حظين بفرص أكبر للتعليم، يفضلن أن تكون أسرهم أصغر. فيما قالت الخبيرة السكانية في الأممالمتحدة "فلاديميرا كانتوروفا"، إنّ نهج الأممالمتحدة يراعي ضمنيًّا التنمية والتحضر، وتعليم المرأة، واستخدام وسائل منع الحمل. واستكمالًا للتباين بين توقعات الأممالمتحدة ومركز "فيتجنشتاين" للديمغرافيا، تتوقع الأممالمتحدة أنّ عدد سكان إفريقيا سينمو من 1.3 مليار اليوم إلى 3.9 مليارات بحلول نهاية القرن. فيما يتوقع مركز "فيتجنشتاين" زيادة عدد سكان إفريقيا إلى 2.9 مليار خلال نفس الفترة الزمنية، ومن خلال تضمين عامل "التعليم". وفي سيناريو آخر من "فيتجنشتاين"، والذي يطلق عليه سيناريو "التطور السريع"، سيصل عدد سكان إفريقيا إلى 1.7 مليار فقط بحلول نهاية القرن. وأبرز التقرير أنّ عبارة "التطور السريع" من مركز "فيتجنشتاين" تعني توقع تحسن مستويات الخدمات المُقدمة بقطاعي الصحة والتعليم؛ ما يؤدي للتمتع بالرفاهية، ومعدل وفيات أقل، ومستويات متوسطة من الهجرة. من جهة أخرى، أفاد "داني دورلينج"، أستاذ الجغرافيا بجامعة "أكسفورد"، أنّ معدلات الخصوبة من العوامل المهمة إزاء توقعات عدد السكان خلال القرن الحالي. فالأممالمتحدة تتوقع ارتفاع معدلات الخصوبة بين 2022 و2030 في 50 دولة. وعلى النقيض، اقترح "لوتز" فرضية انخفاض الخصوبة؛ حيث تواجه البلدان التي تشهد انخفاض الخصوبة إلى أقل من 1.5 طفل لكل امرأة، صعوبة كبيرة في التعافي من فكرة "تضاؤل حجم الأسرة". وبحسب "لوتز"، فإنّ عامين من وباء "كورونا" العالمي لم يحدثا طفرة في المواليد، بل على العكس، شهدنا انخفاضات كبيرة، مُعللًا ذلك بقلق الناس بشأن المستقبل. وختامًا، نوّه التقرير إلى ضرورة استيعاب صنّاع السياسات لفكرة أنّ نمو عدد السكان لا نهاية له، ما يُلقي عليهم عبء توفير ما يكفي من الطعام، لجعل العالم أفضل لهم.