عادت السحابة السوداء من جديد لتغطى سماء القاهرة الكبرى، ومعظم الطرق المؤدية إلى محافظات الوجه البحرى، منذ مساء الجمعة والتى تزايدت فجراً.وحذرت الهيئة العامة للأرصاد الجوية من موجه حادة من الطقس خلال 48 ساعة قد تمتد لنهاية الأسبوع، حيث بلغت درجة الحرارة بين 20 31 درجة مئوية والرطوبة بين 30 إلى 85%، وأن الفترة الحرجة 6 ساعات.فيما أكد تقرير لوزارة البيئة، أن الظروف الجوية تساعد على تشتت الملوثات مما أدى لظهور السحابة السوداء، وهو ما أكده أيضاً تقرير نتائج التنبؤ بنوعية الهواء (PM10) فى القاهرة الكبرى طبقًا لتقرير نظام الإنذار المبكر، كما أشار التقرير إلى أنه تراوح سمك طبقة الانعكاس الحرارى بين 300 1100 متر، وتتراوح سرعة الرياح بين 1 م/ث 5 م/ث قادمة من الاتجاه الشمالى والشمالى الشرقى.وتوقع التقرير أن تكون تركيزات الملوثات (PM10) فى مستوى المعتدل، كما تنخفض الرؤية الأفقية فى الشبورة المائية صباحاً، والنتيجة النهائية للتقرير أكدت أن الظروف الجوية تساعد على تشتت الملوثات.وقال الدكتور على قطب مدير عام مراكز التحاليل والتنبؤات بالهيئة العامة للأرصاد الجوية، إن البلاد تتعرض حالياً لطقس غير مستقر لمدة 48 ساعة، سيبلغ ذروته الأحد وتتكاثر السحب الممطرة على أغلب الأنحاء، لتكون رعدية وغزيرة فى البحر الأحمر وسيناء وبعض محافظات الصعيد وتؤدى إلى سيول فى تلك المناطق تكون مصحوبة بنشاط للرياح وتعمل على اضطراب حركة الملاحة البحرية وارتفاع الأمواج فى البحر الأحمر.فيما أكد الدكتور خالد علم الدين مستشار الرئاسة لشئون البيئة، أن ظهور موجة السحابة السوداء هو ظهور متأخر، لأنه كان من المتوقع أن تظهر ابتداء من يوم 1 إلى 15 أكتوبر، واليوم يوافق 20 أى بعد 5 أيام من توقع ظهورها، وهذا يؤكد أنها سحابة خفيفة، مشيراً إلى أنه فى حال استمرار السحابة أكثر من يوم فهذا يعنى أنها ليست سحابة خفيفة، فأول مرة ظهرت فيها استمرت لمدة 72 ساعة وعلينا أن ننتظر إذا كانت ستظهر مساء اليوم أم لا فالسحابة تشتد فى فترة الليل.وأشار علم الدين إلى أن ظهور السحابة السوداء يرتبط بعدة عوامل منها كمية الملوثات فى الجو كعوادم السيارات والمصانع وحرق قش الأرز والشوائب الصلبة، وتحتاج لحدوثها حالة استقرار فى الجو والتى تحدث نتيجة برودة سطح الأرض أثناء الليل بالإشعاع، مما يتسبب فى أن يصبح الهواء القريب من سطح الأرض أكبر كثافة فيصعد لأعلى ويعمل على تركيز الملوثات فى الجو بالقرب من سطح الأرض، فإذا حدث توافق بزيادة نسبة الملوثات فى الجو مع حالة الاستقرار حدثت السحابة السوداء، مؤكداً أنه فى حال ظهورها اليوم فذلك يعنى أن الوضع سىء رغم الجهود المبذولة التى قللت عملية حرق قش الأرز.ومن جانبه، قال وزير البيئة الدكتور مصطفى حسين كامل، إن الوزارة أعلنت الطوارئ فى قطاعات التفتيش البيئى، لمدة ثلاثة شهور، لمواجهة السحابة السوداء، من خلال حملات تفتيش مكثفة، وعمل متابعة دورية، لنتائج الرصد البيئى لنوعية الهواء والأعمال الميدانية، للحد من نوبات تلوث الهواء الحادة، خلال اليومين الماضيين ولوقف الانبعاثات التى تخرج من مصانع ومسابك قش الأرز بالمحافظات الزراعية حول القاهرة.وكشف كامل، أن أهم نتائج محطات رصد ملوثات الهواء لتركيزات الأتربة الصدرية العالقة، تبين من المتابعة اليومية أنها كانت فى المستوى المعتدل بمناطق القاهرة الكبرى، وذلك طبقاً لقياسات الإنذار المبكر، كما تبين من المتابعة اليومية لمداخن شركات الأسمنت والأسمدة المتصلة بالشبكة القومية لرصد الانبعاثات الصناعية بمنطقة القاهرة الكبرى، أنه تم رصد عدد 38 مدخنة، وتبين توافق 35 مدخنة فى انبعاثات الجسيمات الصلبة الكلية، وتجاوز 3 مداخن بإحدى شركات الأسمنت، كما أظهرت صورة القمر الصناعى ظهور نقطة للحرق المكشوف فى نطاق محافظة الدقهلية مركز دكرنس.وأضاف كامل، أن العامل المؤثر الرئيسى على نوعية الهواء خلال هذه الفترة المصادر المحلية فقط (المرور الورش الصغيرة حرق مخلفات بلدية)، كما يتابع فرع طنطا والمنصورة التابع لجهاز شئون البيئة مواقع الحصاد التى يتم الحرق فيها للسيطرة عليها من خلال التنسيق مع وزارة الزراعة للتنويه إلى ذلك، وقد قامت وزارة البيئة باتخاذ الإجراءات القانونية حيال المخالفين.وأعلن كامل عن تكثيف اجتماعاته مع قيادات الوزارة لمناقشة خطة مواجهة السحابة السوداء، ومناقشة مقترح مشروع تفصيلى لإدارة منظومة قش الأرز بإدارة وتمويل من صندوق حماية البيئة، مضيفاً أن وزارة الزراعة بدأت تفعيل دورها فى التعامل مع حرق قش الأرز من خلال منظومة توعية للفلاحين بالقيمة الاقتصادية لقش الأرز ووعد بأن محافظة الشرقية التى وصفت بأنها من المحافظات الأساسية التى تصدر السحابة السوداء للقاهرة ستنحصر فيها السحابة هذا العام، وأن المنظومة التعامل مع قش الأرز تغيرت، حيث كانت المساحة المزروعة مليون و200 ألف، والآن زادت حتى وصلت 2 مليون بالمخالفة للقانون، رغم أننا لدينا أزمة مياه يعلمها الجميع.وفى سياق متصل، ذكرت غرفة العمليات المركزية بالوزارة تلقى 60 بلاغاً لحرق مخلفات زراعية بالقاهرة الكبرى والمحافظات تمت السيطرة عليها وتحرير محاضر للمخالفين، مضيفة أنه تم تحرير 91 مخالفة لحرق قش الأرز.يأتى هذا فى الوقت الذى أصدر المستشار حسن النجار، محافظ الشرقية، قراراً بوقف جميع مكامير الفحم بالمحافظة، إلى منتصف شهر نوفمبر المقبل، لحين انتهاء مواسم الحصاد حماية للبيئة وللصحة العامة، وأكدت مديرية الزراعة، فى بيان لها، أنه تم التغلب على أكثر من 50% من الحرائق، نتيجة التعاون المشترك بين المزارعين، ووزارتى البيئة، والزراعية، والاستفادة من القش، وتحويله لأسمدة.
