قال قائد الجيش السوداني، عبد الفتاح البرهان، إن ما حدث في السودان مؤخرا وحل مجلسي السيادة والحكومة الحاكمين للفترة الانتقالية لا ينبغي اعتباره انقلابا عسكريا بل هو "تصحيح للمسار". وأضاف البرهان في تصريحات خاصة لوكالة "سبوتنيك" الروسية :"من يعتبره انقلابا فهو مخطئ، لأننا موجودون في السلطة، وإذا كان هناك انقلاب كنا لنتغير نحن أيضا، ولكن ما حدث تصحيح للمسار والعملية الانتقالية". وحول الانتقادات الدولية لتحركاته الأخيرة، أضاف البرهان أنه توقع مثل هذه الردود إذ "لا يمكن الوثوق بجزء كبير من وسائل الإعلام، ولا يمكن الاعتماد عليها.. ولا تزال العديد من الحقائق مجهولة". وأكد البرهان أن الفترة الانتقالية كانت مليئة بالانتهاكات، قائلا: "إذا نظرنا إلى الصورة السياسية والاجتماعية في البلاد، فإن المسار الانتقالي كان مليئا بالانتهاكات". وأضاف البرهان: "الأحزاب لم تستطع تشكيل ائتلاف والتوصل إلى إجماع حول أي موضوع، ولم يتمكنوا من الاتفاق على المجلس التشريعي، ومحافظي الأقاليم، ولا يمكنهم حتى أن يضموا قوى سياسية". وفيما يخص رئيس الوزراء السوداني المعزول عبدالله حمدوك، أوضح البرهان، أن حمدوك "أُخرج من مقر إقامته بسبب التهديد بالاعتداء عليه". وقال: "في الواقع، بدأت عدة مجموعات بالتجمع في منزله عندما كان هناك، لكن عندما شعرنا أن بعض الإجراءات بدأت، أخذناه بعيدًا عن المنزل، وعاد الآن إلى منزله". وكان البرهان قد أعلن، الاثنين الماضي، فرض حالة الطوارئ في البلاد، وحل مجلسي السيادة والوزراء الانتقاليين. ولاقت الإجراءات التي أعلنها البرهان انتقادات دولية واسعة، مع الدعوة للإفراج عن السياسيين والمسؤولين المعتقلين. فيما دعت كل من الأممالمتحدةوواشنطن العسكريين في السودان إلى "ممارسة ضبط النفس كي لا يكون هناك ضحايا"، خلال الاحتجاجات المتوقعة في السودان اليوم السبت. وقالت المنظمة الدولية إن الأمين العام أنطونيو غوتيرش قال تعليقا على الأوضاع في السودان: "مع دعوات للتظاهر غدا، أحث العسكريين على إظهار ضبط النفس وعدم إحداث مزيد من الضحايا. يجب السماح للأشخاص بالتظاهر سلميا وهذا ضروري". وخلال مؤتمر صحفي في روما قبيل مشاركته في لقاءات مجموعة العشرين جدد غوتيرش إدانته "الشديدة للانقلاب والحاجة إلى إعادة تأسيس النظام الانتقالي الذي كان قائما". وأضافت الأممالمتحدة عبر موقعها في الإنترنت أن فولكر بيرتس الممثل الخاص للأمين العام إلى السودان قال في بيان، إنه "بالنظر إلى الاحتجاجات المخطط لها غدا، "أريد تذكير الجميع بالحق الأساسي في التجمع السلمي وحرية التعبير". وجدد دعوته للجيش وقوات الأمن إلى احترام حقوق المتظاهرين وضبط النفس والامتناع عن الاستخدام المفرط للقوة. كذلك دعت واشنطن الجيش السوداني إلى "ضمان السماح للمواطنين بممارسة حقهم في حرية التعبير والتجمع بأمان وسلام". وقالت السفارة الأمريكية في الخرطوم عبر "تويتر" إن الولاياتالمتحدة ملتزمة "بمساعدة السودان في تحقيق أهداف الثورة المتمثلة في مجتمع حر وسلمي وعادل".