كتبت/هالة شيحة :دعت جامعة الدول العربية الى ضرورة الاسراع بتشكيل الحكومة العراقية الجديدة والعمل على رأب الصدع بين كافة القوى العراقية وبالتالي الالتفات الى الاعداد للقمة العربية المقبلة في دورتها الثالثة والعشرين المقررة في بغداد .وحذرت الجامعة العربية من الاثار السلبية لحالة الاضطرابات والتوتر التي تشهدها العراق حاليا ، والتي تهدد الاستقرار في البلاد .جاء ذلك في تصريحات للسفير أحمد بن حلي نائب الأمين العام للجامعة العربية اليوم ، موضحاً ان القمة العربية القادمة ستكون برئاسة العراق لكن الاوضاع الامنية تتحكم فى ذلك وهى عامل أساسى ، معربا عن أمله في أن تتواصل المشاورات بين القوى السياسية العراقية ليتم تشكيل الحكومة الجديدة حتى تبدأ الجامعة العربية والحكومة الجديدة الاعداد الجيد لقمة بغداد .وأعرب السفير بن حلي عن قلق الجامعة العربية الكبير ازاء توتر الوضع الامني في العراق والذي أدى الى سقوط عدد كبير من الضحايا الابرياء وزياردة عمليات الارهاب التي تهدد استقرار العراق .وقال السفير احمد بن حلي: ان القوى السياسية العراقية لاتزال فى مرحلة تشكيل الحكومة بعد ان كان هناك امل وتطلعات بان الشعب العراقى الذى تقدم للانتخابات وضحى وافرز قيادات الا ان هذه القيادات ما زالت تتصارع ومتلكئة وتدور فى حلقة مفرغة بدلا من ان تقوم هذه القيادات بتشكيل حكومة وحدة وطنية عراقية تقوم بمسؤولياتها كاملة وتتحرك الى الأمام .وأضاف ان ما يحدث الآن هو اننا نجد كل واحد من الكتل الفائزة في هذه الانتخابات متخندقة فى مواقفها موضحا ان هذه الحالة ادت الى ان الوضع الامنى الحالي المضطرب .وحول امكانية تدخل الجامعة العربية لانهاء الازمة الحالية فى تشكيل الحكومة علق السفير بن حلي : ان هناك حساسية كبيرة لدى الاشقاء فى العراق تجاه التدخل الخارجى حتى لو كانت الجامعة العربية صاحبة المبادرة ، ولهذا نحن نأمل ونتطلع الى ان يتوصل الاخوان فى العراق الى التوافق فى تشكيل حكومة الوحدة الوطنية وفق ارادة الشعب العراقى التي قام من خلالها بالذهاب الى صناديق الانتخاب ولابد ان يجسدها زعماؤهم الذين فازوا فى هذه الانتخابات هذه الارادة ويشكلوا الحكومة .وأضاف : انه من غير المعقول الا يتنازل طرف للاخر وصولا لحكومة توافق وطنى ، فبعد ان كان الأمن الى حد ما مستتب في السنوات الاخيرة بدأ ينفرط ليحصد العديد من ابناء الشعب العراقى الابرياء .ضمانات بشأن المفاوضات المباشرةوعلى صعيد القضية الفلسطينية والموقف العربي من المفاوضات المباشرة بين الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي قال بن حلي :ان اجتماع الدورة العادية ال134 لمجلس وزراء الخارجية العرب سيعقد يوم 16 سبتمبر المقبل ، وسيحدد خلاله العرب موقفهم النهائي فيما يتعلق بموضوع المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية وذلك بناء على التوصية التي سترفعها لجنة مبادرة السلام في اجتماعها الوزاري المقرر يوم 29 من الشهر الجاري بالجامعة العربية .وأضاف السفير أحمد بن حلي:أن كافة المؤشرات التي وصلت الينا من خلال لقاء الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى أمس مع السيناتور جورج ميتشيل المبعوث الأمريكي لعملية السلام ومن خلال المشاورات والإتصالات الجارية تفيد بعدم حدوث تقدم على مسار المفاوضات غير المباشرة ،يمكننا من الدخول في المفاوضات المباشرة ،متسائلاً : إذا لم تكن هناك نتائج للمفاوضات غير المباشرة ،فلماذا الانتقال لمفاوضات مباشرة؟.وجدد بن حلي التأكيد على ما صرح به الأمين العام للجامعة العربية أمس بأنه إذا لم تكن هناك نتائج عملية في المفاوضات المباشرة على الأقل لابد من وجود إلتزام كتابى أمريكى حول المرحلة القادمة ، مشددا على أن مصداقية أمريكا الآن فى هذه القضية باتت على المحك.وأشار السفير أحمد بن حلي إلى أن الجانب العربى أعطى مهلة مدتها أربعة أشهر لإعادة تقييم مسار المفاوضات غير المباشرة ، لافتا الى أن المجلس الوزارى العربي سيجتمع يوم 16 سبتمبر المقبل لتحديد التحركات المطلوبة .وقال إن الجانب العربى سيقرر أي خيارات أخرى سيتجه اليها ،أحد هذه الخيارات رفع الموضوع والملف الفلسطيني بالكامل إلى مجلس الأمن الدولي واطلاعه بأن هذه المفاوضات غير المباشرة لم تأت بشىء جديد ،وأن الجانب المتعنت هو اسرائيل ، أما الولاياتالمتحدة فقد اجتهدت وتحركت ،ولم تصل إلى شىء ،وبالتالي لابد أن يتحمل مجلس الأمن مسؤوليته لحفظ الأمن والسلم فى العالم .كما نفي بن حلي وجود ضغوط أمريكية على العرب للانتقال لمفاوضات مباشرة مع الجانب الاسرائيلي ، وقال إن ما يحدث هو مجرد سعى أمريكى،لايجاد مخرج.وفي تعليقه على مايردده الإسرائيليون من ضرورة إنخراط الجانب الفلسطيني في المفاوضات المباشرة مع الجانب الاسرائيلي لحل المشكلات ، خاصة أن ماحصل عليه الجانب الفلسطيني من قبل تم في إطار مفاوضات مباشرة ... قال بن حلي كيف يمكن إجراء مفاوضات مباشرة ، في ظل مواصلة الاستيطان الاسرائيلي ، كما أن القدس تؤكل ، والحصار على غزة مستمر ، فلا يوجد مناخ موات للمفاوضات المباشرة ، مؤكدا أنه لاتوجد إرادة سياسية من الجانب الإسرائيلي.ولفت بن حلي الى أن الجامعة العربية ستستمع إلى رؤية الجانب الفلسطينى في هذا الشأن ،مشددا على أن الجانب الفلسطيني مدعوم بالموقف العربى الواحد ، وقال إنه إذا كان الجانب الفلسطيني في موقف لايستطيع فيه تحقيق شيء فعلى الدول العربية الأخرى أن تتحمل مسئولياتها .وأكد أن الموقف العربى سيتوقف على ما سيطرحه الجانب الفلسطينى بشكل عملى وواضح خلال اجتماع لجنة مبادرة السلام العربية ،وإلى أين وصلت هذه المفاوضات،وهل هناك بالفعل أشياء عملية يمكن البناء عليها للدخول فى مفاوضات مباشرة أم لا .
