بقلم: دكتور محمد جمال حشمتبعد أخذ ورد وحوار ومشاورات استمرت أكثر من 3 أسابيع قرر مجلس شوري جماعة الإخوان المسلمين والهيئة العليا لحزب الحرية والعدالة ترشيح المهندس خيرت الشاطر علي منصب رئيس الجمهورية وذلك بأغلبية بسيطة (56/52) تؤكد أن هناك ميلادا للقرار ولم يكن معد له كما يحلو للبعض أن يتهم الإخوان معتبرا ذلك هي رغبة المرشد ! وهو كلام كاذب جملة وتفصيلا لأن أحدا لا يمكن له أن يتصور حجم الحرية التي تسمح بها جماعة الإخوان عند مناقشة قرارات مصيرية وقد حدث ذلك مرارا عند أخذ الرأي لنزول انتخابات 2010 وكانت النسبة وقتها بالموافقة بأغلبية بسيطة (51/49) وكذلك عند الانسحاب من مرحلة الإعادة وأيا كان القرار فقد كان له معارضين كما أن له متحمسين ومن عارضوا طرحوا عدة أسباب منها :إن قرار النزول بعد قرار الإخوان السابق في 10 فبراير 2011 بعدم المنافسة علي منصب الرئاسة في أول انتخابات رئاسية يقلل من مصداقيتهم حتي لو تغيرت الظروف.إن نزول مرشح اسلامي رابع من الممكن أن يفتت أصوات الناخبين المؤيدين لهم وتضيع فرصة نجاح أحدهم.إن نزول الإخوان انتخابات الرئاسة يجعل الصورة الذهنية عنهم أنهم يريدون الاستحواذ علي السلطتين التشريعية والتنفيذية وهو ما يلقي معارضة من الجميع !ومن تحمسوا كان لهم منطق آخر بني لاشك علي معلومات وحقائق جديدة تجعل هناك مبررات لاتخاذ قرار جديد منها:إن الوزارة الحالية أساءت التصرف في إدارة شئون البلاد ! وظهرت مشكلات من لاشئ حيث أن هناك أزمات في منتجات بها وفورات مثل البنزين والسولار والدقيق والسماد لكن نتيجة الفساد وعدم الرقابة وتآمر البعض كادت ومازالت البلاد علي شفا جرف هار !إن هناك إصرارا علي بقاء الحكومة الحالية رغم كل مساوئها من تضييع لأراضي الدولة وعدم محاربة الفساد المستشري والاستعانة بقيادات فاسدة من الفلول والتمكين لها في كل أنحاء البلاد حتي لو تم سحب الثقة في مجلس الشعب مما يجعل المجلس ونوابه في موقف حرج لعدم إحكام الرقابة واتخاذ قرارات تنقذ البلاد والعباد بل زاد الإصرار بقول بعض القيادات التنفيذية أن كفاية علي الاسلاميين وجودهم في الشعب والشوري ولن يسمح لهم بأي سلطة تنفيذية تمكنهم من تنفيذ مشاريعهم وخططهم لنهضة مصر واستثمار ثرواتهم! كأن هناك من يريد أن يفشل تجربة النواب الاسلاميين بعدم دعم المجلس وأدائه وتحسين معيشة المصريينإن هناك من هدد بحل المجلس لو أصر المجلس في طلب إسقاط الوزارة حتي لو لم تؤدي شيئا!إن هناك من قام بمحاولة تفجير الجمعية التأسيسية بسحب بعض أعضائها والضغط علي بعضهم للإنسحاب لوقف اكتمال الاستحقاق الديمقراطي الأخير لوضع دستور لكل المصريين في مناخ من الشفافية غير المنكورة لكنها أغاظت البعض فقرر إرباك عمل الجمعية في تحد لإرادة المصريين المعتطشين لدستور عصري لمصر الجديدةإن هناك تهميشا وتشويها مستمرا للإخوان ولأداء البرلمان بكل من فيه ولابد من الفعل بعيدا عن ردود الأفعال التي يجرنا اليه التنفيذين قليلو الخبرة في العمل السياسي رغبة منهم في مطالب قد تبدو غير مرغوب فيها، لكل هذا وذاك كان الحوار شديدا وكانت خلاصته أن القرار الأول كان لضمان نجاح الثورة والثاني أيضا لضمان استمرار الثورة ضد من يريد أن يخطفها لحساب طرف لم يقدم لها الدعم إلا عندما لم يستطع مواجهتها إعلاء لمبدأ الوطنية وانحيازا للشعب وحقنا للدماء التي كانت ستنتصر في النهاية ! وهذا المقال استثناء من قرار قد اتخذته بالصيام عن التصريحات والمداخلات والاشتراك في البرامج التي تهوي الصخب والسباب فالسباح الماهر لايخوض البحر وهو هائج ولعل ذلك يجعل نيران الغضب تخرج وتحرق نفسها وهي تكرر كلاما ما عليه أكثر مما له ولله في خلقه شئون.