في أول زيارة يجريها بعيدا عن أزمة فيروس كورونا المستجد "كوفيد-19"، توجه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى قرية "أيسن" التي شهدت معركة "مونتي كورني" عام 1940 بمناسبة الاحتفال "برفض الانسحاب" و"روح المقاومة" للرئيس الفرنسي الراحل شارل ديجول. وتعد زيارة ماكرون هذه الأولى بعيدا عن المستشفيات ومراكز الأبحاث منذ الأزمة الصحية، وكان ماكرون قد أطلق مبادرة لجعل عام 2020، عاما للاحتفال بالجنرال شارل ديجول، كوسيلة لإحياء التاريخ وجعله حاضرا في عقول الفرنسيين ونفوسهم. وذكرت محطة "إل.سي.إي" الفرنسية، أن هذه الرحلة الرئاسية تتخذ بُعدًا خاصًا للغاية، في وقت يسعى فيه ماكرون للتغلب على أزمة لا مثيل لها - أزمة تفشي فيروس كورونا-، والتي قارنها هو نفسه ب"الحرب". وتوضح المحطة الفرنسية أن إحياء تلك الذكرى تبعث رسالة إلى الطبقة السياسية الفرنسية، باستمرار المقاومة، وذلك لما يشهده حزبه "الجمهورية إلى الأمام" إلى انشقاقات داخل البرلمان. ووفقا للمحطة الفرنسية، فإن ماكرون يسعى للاستيلاء على إرث مؤسس الجمهورية الفرنسية الخامسة الجنرال شارل ديجول، باقتباس خطاباته في المناسبات الرسمية، والاحتفال بالفعاليات التي يحيها وذلك في محاولة مقارنة ولايته بالزعيم الفرنسي الراحل. وذكرت المحطة الفرنسية أنه "من بداية ولايته الرئاسية التي مدتها خمس سنوات، يشير ماكرون بانتظام إلى إرث شارل ديجول، لاسيما فيما يتعلق ب"روح المقاومة". وفي عدة مناسبات منذ توليه الرئاسة، كرس اهتمامه لإحياء جميع فعاليات الحرب العالمية الأولى والثانية، بينها الاحتفال بالذكرى 80 لدعوة 18 يونيو 1940 (دعوة شارل ديجول من لندن التي هرب إليها مع من تبقى من الجيش الفرنسي، للمواطنين الفرنسيين للمقاومة بانتظار الحصول على مساعدة بريطانيا والولايات المتحدة لمحاربة ألمانيا النازية)، كما اختار وضع ذكريات الحرب للجنرال ديجول، مرتبة ترتيبًا على مكتبه بقصر الإليزيه في إشارة للسير على خطاه. واقتبس ماكرون من ديجول عبارة "لقد فهمتكم"، في حين أن هذه الكلمات قد قيلت في سياق الحرب الجزائرية، وكررها ماكرون في خطاب بتولون، وخاطب العائدين من الجزائر، والمحاربين القدامى وضحايا الحرب".
