دعت جامعة الدول العربية الى تكثيف الجهود من اجل استعادة المخطوطات العربية المسلوبة ، خاصة الفلسطينية التي سلبتها اسرائيل خلال نكبة 48 وحرب 1967 . وشددت الجامعة العربية على ضرو ة اعداد مادة اعلامية توضح المخطوطات التي سلبت واهميتها وتوضح للعالم بأسره ممارسات اسرائيل القوة القائمة بالاحتلال في هذا المجال ، الى جانب الممارسات اللاانسانية تجاه الشعب الفلسطيني بكل اطيافه. جاء ذلك في كلمة الامين العام لجامعة الدول العربية احمد ابو الغيط التي القاها نيابة عنه المستشار طارق النابلسي مدير ادارة التنمية والسياسات الاجتماعية مسؤول الامانة الفنية لمجلس وزراء الشؤون الاجتماعية العرب امام احتفالية يوم المخطوط العربي في دورته السادسة التي عقدت اليوم بمقر الجامعة تحت شعار " القدس ....عندما يكون التراث اسيرا" . واكد ابو الغيط اهمية الاحتفالية حيث تؤكد اهتمام الجامعة العربية بهذا اليوم ، لتوجيه رسالة من خلاله للعالم بأهمية المخطوط العربي لما يمثله من انعكاس للتراث العربي العريق ويؤكد على ريادة الدول العربية في مختلف المجالات وبما يعطي الدول العربية المكانة الدولية التي تستحق . واوضح ابو الغيط انه في هذا اليوم تم اطلاق معهد المخطوطات العربية عام 1946 ، بما يؤكد اهتمام منظومة الجامعة العربية بهذا الموضوع الهام منذ انشائها عام 1945 اي ان اطلاق هذا المعهد التاريخي جاء بعد عام فقط من انشاء جامعة الدول العربية . ونبه ابو الغيط الى اهمية شعار الاحتفالية والذي يهدف لالقاء الضوء على ما يواجهه التراث العربي العريق من اسر في دولة فلسطين وعاصمتها القدس ، مشددا على ضرورة توجيه رسالة قوية الى اسرائيل القوة القائمة بالاحتلال والعالم توضح نية هذه القوة الغاشمة الى تهويد القدس وتزوير التاريخ العربي العريق واتخاذ اساليب غير مشروعة كالسرقة والاستيلاء والطمس والتدمير وغيرها من الوسائل اللااخلاقية لتحقيق غرضهم الدنئ ، معتبرا ان محاولتهم المستمرة في هذا الشأن التي بدأت منذ عام 1948 ما هي الا تأكيد على الخساسة وعدم احترام وثقافته وتاريخه . من جهته اكد الدكتور عبد الله يوسف الغنيم وزير التربية ووزير التعليم العالي الاسبق ورئيس مركز البحوث والدراسات الكويتية ، اهمية الاحتفال بالمخطوط العربي ، لافتا الى ان الاحتلال الاسرائيلي في فلسطين عامة وفي القدس خاصة ، لا يأسر البقعة الجغرافية العزيزة فحسب بل جعل خطته جميع انواع الاسر بما فيه اسر الذاكرة والتاريخ وطمس الهوية العربية . وقال اننا لن نتخلص من الاسر الجغرافي للقدس قبل ان نحول دون العدو الاسرائيلي وبين اسره لعقول ابنائنا، وان نجعل بين العدو الاسرائيلي وبين الذاكرة حاجزا مانعا لا يمكن تجاوزه . من جهته اكد د. فيصل الحفيان مدير معهد المخطوطات العربية اهمية تضافر الجهود من اجل استعادة التراث الاسير والتصدي لما يريد ان يفعله المعتدي به . واستعرض الحفيان دور المعهد في العمل على حماية المخطوطات والتراث العربي الذي يحظى بمكانة كبيرة على خريطة الوعي الثقافي العربي . ومن جانبه ، أكد مدير المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم الدكتور سعود هلال الحربي، في كلمته ، على عروبة القدس من خلال الوثائق التراثية الموجودة في كل المراجع التابعة لمعهد المخطوطات العربية والمنظمة والجهات المعنية . وقال "الحربي" إن المنظمة هي مؤسسة تابعة لجامعة الدول العربية تسعى لخدمة الأمة العربية والحفاظ على ثقافتها وتراثها وهويتها العربية خاصة وأن المخطوط الذي يتم الاحتفال به اليوم هو وسيلة وشاهد عصر عن زمنه ونوع ثقافته وأن هذا المخطوط يعطي صورة واضحة للفترة الزمنية التي صدر فيها . وأضاف أن احتفال اليوم هو رسالة للمجتمع العربي تؤكد أن القدس دائما في بؤرة الاهتمام العربي وأن هذه الاحتفال "القدس عندما يكون التراث أسيرا" هي صرخة تضامن عربية كبيرة مع القدس.